مع ازدياد الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أعلنت تركيا أنها لن تسمح بمرور سفن حلف شمال الأطلسي “الناتو” إلى شمال الأطلسي.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: إن السماح لسفن “الناتو” بدخول البحر الأسود، قد يخرج الأمور عن السيطرة ويؤدي إلى تصعيد خطير.
وأوضح أكار أن “أنقرة تحاول تفادي حالات سوء التفاهم، التي قد يسببها حلفاؤها بالناتو في البحر الأسود، مشيرا إلى أنه يعتقد أن دخول قوات الناتو إلى البحر الأسود، سيحدث حساسية زائدة لا لزوم لها.
وأضاف أن التحركات الخاطئة قد تسبب بأحداث مأساوية، مشددا على ضرورة احترام حدود وسيادة أوكرانيا.
وأشار إلى أن بلاده لا تريد أن تتسبب في حالات سوء تفاهم قد ينظر إليها على أنها استفزازات، فأحيانا مهما كانت النوايا، فإن الطرف الآخر سيعتبر ذلك استفزازا”.
ونفى أكار وجود سفن حربية للدول غير المطلة على البحر الأسود، لافتا إلى أن أنقرة تسعى لضمان عدم انتهاك مبدأ الملكية الإقليمية، وعدم انتهاك الحقوق ذات الصلة للدول الساحلية.
وأوضح الوزير أنه إذا تم الإخلال بالتوازنات هنا، فسيكون هناك احتمال كبير بأن تخرج الأحداث عن السيطرة”، لافتا أنه “لا داعي للزج بالبحر الأسود في جو من المنافسة”.
اقرأ/ الناتو لن يدافع عن تركيا إذا اعتُدي عليها وأردوغان هو الحل
مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الثالث، باتت الأنظار تتجه نحو تركيا سواء من خلال دورها الدبلوماسي أو من خلال اتفاقية مونترو التي تعتبر هي ضامنا لها.
وفي تصريح له اليوم قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن بلاده تريد تنفيذ اتفاقية مونترو بطريقة جادة ونزيهة وشفافة.
وأكد الوزير أن جميع الأطراف المعنية بمعاهدة “مونترو” بشأن المضايق أبدت التزامها، مشددا على أهمية الاتفاقية لضمان السلام والاستقرار.
وأضاف عقب مشاركته في الاجتماع الاستثنائي لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي “ناتو” في العاصمة البلجيكية بروكسل: “من خلال المحادثات مع جميع الأطراف، حتى اليوم التزمت جميع الأطراف الاتفاقية”.
وأشار إلى أن بلاده دائما تقول أن مونترو مفيدة لجيمع الأطراف وتدمير الاتفاقية لا يفيد أحداً، لافتا إلى أن متابعة الأطراف المعنية والامتثال بها، خطوة مهمة على طريق السلام والاستقرار”.
وحول التطورات في أوكرانيا، أكد أكار دعم بلاده لاستقلال أوكرانيا وسلامة أراضيها، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار في أسرع وقت.
اقرأ أيضا/ الحرب الروسية الأوكرانية تعيد المكانة التركية ومعاهدة مونترو إلى الواجهة
بعد أن وصفت تركيا الأحداث في أوكرانيا بأنه حرب، كان لزامًا عليها تطبيق اتفاقية مونترو التي تحكم عمل المضائق التي تسيطر عليها وهي البوسفور والدردنيل.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قد في وقت مبكر من الحرب في أوكرانيا، وجود طلب أوكراني لإغلاق المضائق أمام السفن الحربية الروسية، مشيرا إلى أن بلاده قد تتخذ الإجراءات اللازمة في حال أقرت بأن ما يجري “حرب” بالفعل.
وقعت تفاقية مونترو يوم 20 يوليو/تموز 1936 بمدينة مونترو السويسرية، وبمشاركة دول منها الاتحاد السوفياتي وتركيا وبريطانيا وفرنسا واليونان وبلغاريا ورومانيا ويوغوسلافيا واليابان وأستراليا.
الاتفاقية تمنح تركيا السيطرة على مرور السفن بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، مما يجعلها لاعبا أساسيا في الصراع الحالي بين أوكرانيا وروسيا.
تتكون من 29 بندا و4 ملحقات وبروتوكول لتنظيم حركة المرور عبر مضايق تركيا، وبموجبها استعادت تركيا من خلالها سيادتها الكاملة على المضايق البحرية.
ووفق الاتفاقية تتيح حرية المرور عبر مضيقي البوسفور والدردنيل للسفن التجارية في أوقات السلم والحرب، وتسمح بمرور السفن الحربية لدول حوض البحر الأسود من دون أي تحديد.
في عامي 1945 و1946، حاولت روسيا تغيير بعض شروط الاتفاقية؛ واحتج الاتحاد السوفياتي على التضييق الذي طال مرور السفن الحربية، ودعا لمراجعة الاتفاقية.
في الحرب تدخل السفن التجارية غير المتحاربة مع تركيا، بصرف النظر عن الحمولة، دون أي عوائق. ولكن يحق لتركيا منع السفن التجارية للدولة المتحاربة معها من دخول المضيق.
إذا كان هناك دولتان في حالة حرب، فإن تركيا ستسمح لسفنهما التجارية بالدخول، لكن بشرط عدم نقل مستلزمات عسكرية.
يمكن لتركيا فرض إجراء معين على عبور السفن التجارية الخاصة بالدول الأخرى، إذا شعرت بأن هناك تهديدا أمنيا يحيط بها.
وفي وقت سابق أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن بلاده ستواصل العمل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة.
وقال وزير الدفاع التركي إن تركيا تقدّم المساعدات الإنسانية في أوكرانيا، ولن تتوانَ عن الدفع بعملية السلام ووقف الحرب.
جاء حديث خلوصي أكار في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الاثنين، بحسب بيان عن وزارة الدفاع التركية.
وقال البيان إن الوزيرين تناولا خلال الاتصال المستجدات الأخيرة في أوكرانيا وتطورات العملية العسكرية الروسية فيها.
من جانبه، أعرب الوزير الأوكراني عن شكره لتركيا إزاء مساعداتها الإنسانية وجهودها من أجل السلام.
في حين، أوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين إن بلاده ستواصل جهودها من اجل مساعدة أوكرانيا وإنهاء الحرب غير المشروعة.
وقال عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «في اليوم الرابع من حرب أوكرانيا، نكرر دعوة الرئيس أردوغان إلى الوقف الفوري للهجمات الروسية وبدء مفاوضات وقف إطلاق النار».
وأضاف: «سنواصل جهودنا لمساعدة شعب أوكرانيا وإنهاء إراقة الدماء في هذه الحرب غير العادلة وغير المشروعة».
المصدر: تركيا الان