في مثل هذه الأيام من كل عام يكثر الحديث عن مزاعم ملفقة على الدولة العثمانية فيما يخص مذابح الأرمن، إلا ان مؤرخين أثبتوا أن هذه مزاعم لا أصل لها.
وفي تصريخ له، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: “كل عام في مثل هذا اليوم (24أبريل/نيسان) نتذكر أرواح كل من ماتوا في الإبادة الجماعية للأرمن في العهد العثماني، ونجدد التزامنا بمنع حدوث مثل هذه الفظائع مرة أخرى”.
غير أن تركيا استنكرت تلك التصريحات واعتبرت أن بايدن قد وقع في الخطأ مرة أخرى، في إشارة إلى تكرار تصريحات ذكرها العام الماضي فيما يخص الأرمن.
وفي هذا السياق يقول المؤرخ الفرنسي ماكسيم غوان أنه لا يمكن تصنيف أحداث عام 1915 على أنها “إبادة جماعية”، مشيرا إلى أنه لم تحدث مذابح جماعية ممنهجة ضد الأرمن.
وأضاف غوان أن 350 ألف مواطن عثماني من الأرمن تم إعفاؤهم من التهجير، لافتا إلى كون قرار تهجير الأرمن في الأساس قراراً معقولاً مستنداً إلى أسباب متعلقة بالأمن القومي يدل على أن ما حدث لم يكن إبادة جماعية.
وأوضح “غوان” أن من الدلائل القوية على عدم حدوث إبادة جماعية ممنهجة، وجود أوامر واضحة أصدرتها الحكومة المركزية لحماية المواطنين الأرمن، ومعاقبة المتهمين المتورطين بالأحداث التي وقعت في الفترة من 1915 إلى 1917.
أما المؤرخ والباحث الأوزبكي شهرت بارلاس، فقال إن مزاعم الأرمن بخصوص أحداث عام 1915، تعتبر “أكبر كذبة” في القرن العشرين.
وأضاف أنه أجرى بحوثاً ودراسات منذ 29 عاماً، حول أنشطة عصابات “الطاشناق” الأرمنية في مناطق مختلفة من العالم، مثل آسيا الوسطى، والقوفاز والأناضول، وله في هذا الشأن 8 كتب، و 4 أفلام وثائقية، والكثير من المقالات.
وأوضح أن كل الوثائق التاريخية التي اطلع عليها تظهر أن الأرمن لم يتعرضوا للقتل بتاريخ 24 أبريل/نيسان عام 1915.
وأردف أن هذا التاريخ يتضمن فقط إصدار أمر بالقبض على عناصر عصابات “الهنتشاق” و”الطاشناق” الأرمنية الإرهابية، المتهمين بالهجوم على الجيش العثماني من الخلف خلال الحرب العالمية الأولى.
وفي وقت سابق استنكرت وزارة الخارجية التركية تصريحات بايدن، وقالت إنه وقع في الخطأ نفسه الذي ارتكبه العام الماضي.
وأوضحت في بيان لها أن أنقرة ترفض مثل هذه التصريحات والقرارات التي تشوه الحقائق التاريخية بدوافع سياسية، وتدين من يصر على هذا الخطأ.
ولفت البيان إلى أن النهج الأحادي والانتقائية لا تخدم أي غرض سوى إثارة العداء من التاريخ، وأنها إشكالية أخلاقية بدوافع خفية من الناحية السياسية.
وأشار إلى أن “الموقف الإنساني والوجداني يتطلب إحياء ذكرى جميع أشكال المعاناة في ذلك الوقت، بغض النظر عن التمييز العرقي أو الديني”.
وأضافت الخارجية في بيانها أن تركيا تذكر باحترام معاناة جميع السكان العثمانيين بمن فيهم الأرمن، ونرفض محاولات استخدام هذه المعاناة كأداة سياسية”.
وطالبت بضرورة التحقيق في الفترات المثيرة للجدل مثل أحداث عام 1915 دون تحيز ووفق المبادئ العلمية والقانونية، من خلال إنشاء لجنة تاريخية مشتركة.
وبينت تركيا أن الهدف من اللجنة هو الوصول إلى نتائج تعكس حقيقة تلك الأحداث في ضوء الحقائق التاريخية لتلك الفترة، مشيرة إلى أنها تسعى جاهدة لإبراز روح التعاون لضمان السلام والاستقرار في منطقتها والعالم.
وختم البيان بالقول إن مبادرة التطبيع مع أرمينيا هي مظهر آخر من مظاهر التفاهم.
وفي آخر التصريحات أكد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على ضرورة أن تبذل بلاده ما بوسعها لتجنب الجمود في المفاوضات مع تركيا.
وقال باشينيان إنه يجب إقامة حوار ومواصلة المفاوضات مع أنقرة “رغم كل شيء”.
وأضاف: “يجب أن نبذل ما بوسعنا لتجنب جمود المفاوضات مع تركيا، نتفهم أن نتائج العملية قد لا تكون بهذه السرعة ونشرح ذلك لشركائنا الدوليين، لكن بدون نتائج سريعة هناك خطر حدوث ركود”.
وتابع: “لتجنب هذا النوع من الركود، يجب أن تكون قادرا على المضي قدما في خطوات صغيرة، مشيرا إلى أن شركاء بلاده الدوليين يدعمون بشكل كامل تطبيع العلاقات التركية الأرمينية.
وفي وقت سابق ذكرت مصادر إعلامية أن أرمينيا في طريقها إلى تطبيع كامل مع تركيا، خاصة بعد حرب قره باغ التي انتصرت فيها أذربيجان بمساعدة تركية.
وقالت أرمينيا إن وزير خارجيتها أرارات ميرزويان، سيشارك في منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي يعقد بتركيا في الفترة بين 11- 13 مارس/ آذار الجاري.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأرمينية أن ميرزويان سيشارك في منتدى أنطاليا الدبلوماسي ضمن إطار جهود أنقرة ويريفان لتطبيع العلاقات بينهما.
وفي 14 يناير/ كانون الثاني الماضي، عقد المبعوثان التركي والأرميني الاجتماع الأول بالعاصمة الروسية موسكو، ومؤخرا استؤنفت الرحلات الجوية بين البلدين ضمن جهود تطبيع العلاقات.
وتستضيف ولاية أنطاليا التركية النسخة الثالثة من “منتدى أنطاليا الدبلوماسي” برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان، ويلتقي خلاله العديد من رؤساء الدول والوزراء والدبلوماسيين والشخصيات البارزة في عالم الأعمال.
وكانت وزارة النقل التركية قد كشفت في يناير الماضي عن موعد أولى الرحلات الجوية المقررة إلى أرمينيا خلال الفترة القادمة.
يأتي هذا القرار, بعد التطبيع الذي حدث بين البلدين في أواخر العام الماضي, ما أحدث حالة من التفاهمات بينهما.
وبحسب وزارة النقل التركية, فإنه تم إطلاق رحلات جوية إلى أرمينيا اعتبارا من الثاني من فبراير القادم.
ويمثّل هذا القرار أول المراحل الرسمية لتأكيد عملية التطبيع بين البلدين.
كما أن تركيا تنوي استئناف رحلاتها الجوية إلى أربيل في 24 من الشهر الجاري.
وبجانب الرحلات الجوية, فقد جرى قبل أيام اجتماعا بين البلدين في العاصمة الروسية “موسكو”.
وشارك في الاجتماع الممثل الخاص لتركيا لدى أرمينيا، السفير سيردار كيليتش، والممثل الخاص لأرمينيا روبين روبينيان, وذلك بعد انقطاع دام حوالي “13 عاما”.
المصدر: تركيا الان
حققت ولاية أنطاليا، عاصمة السياحة التركية المطلة على البحر المتوسط، نجاحًا ملحوظًا في استقطاب السياح،…
أعلنت وزارة الداخلية التركية عن إقالة رئيس بلدية أسنيورت بإسطنبول، أحمد أوزار، المنتمي لحزب…
أعلن الجيش الأميركي عن وفاة جندي كان في حالة حرجة بعد إصابته خلال مهمة غير…
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الثلاثاء، على ضرورة مواصلة الجهود في العالم التركي…
انطلقت في إسطنبول أمس فعاليات "ملتقى الأعمال السعودي- التركي"، الذي ينظمه اتحاد الغرف السعودية بالتعاون…
في عملية لمكافحة الدعارة نظمتها الشرطة في كوتاهيا، استهدفت 12 موقعًا، من بينها 3 صالات…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.