تواترت الأنباء عن مأزق كبير تعيشه المعارضة التركية في مواجهة الرئيس رجب طيب أردوغان، خاصة فيما يتعلق بالمرشح الموحد للطاولة السداسية.
فقد أوضح مراقبون أن أحزاب المعارضة تعيش انقساما فيما بينها حول قضية إعلان المرشح الرئاسي، فبعضها يؤيد الكشف عنه الآن والبعض الآخر يريد ترك الأمر حتى اللحظة الأخيرة.
وفي هذا السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي عبد القادر سيلفي إن أحزاب الطاولة السياسية لم تتوافق بعد على المرشح الرئاسي ولا يزال الصراع متواصل بينها حول هذا الأمر.
وبين سيلفي أن الأحزاب اتفقت في اجتماعها على نقاط عدة، أبرزها الذهاب بمرشح مشترك واحد، وأن الذهاب في الجولة الأولى بعدة مرشحين غير وارد على جدول الأعمال.
وأشار إلى ان القرارات الأخرى فيما يخص الإعلان عن المرشح الرئاسي فسيكون بعد أسبوع من اتخاذ قرار الانتخابات.
ولفت سيلفي إلى أن إمكانية دخول الأحزاب الستة في الانتخابات ضمن “تحالف الشعب” أم سيكون هناك “تحالف ثالث” فسيعلن عن ذلك في اليوم الثامن من قرار الانتخابات.
ويميل الكاتب إلى أن الأحزاب الصغيرة سترفض الانصهار في قوائم حزبي الشعب الجمهوري والجيد لأن المسألة لديهم قضية وجود أو غياب.
وتساءل سيلفي: “كيف ستستمر المعارضة على الطاولة السداسية؟ لماذا يدعم باباجان مرشحا رئاسيا من حزب الشعب الجمهوري إذا كان حزبه سيترشح بشكل منفصل في الانتخابات البرلمانية؟”.
وسبق ان نقلت وسائل إعلام تركية عن زعيم حزب السعادة تمل كاراموللا أوغلو قوله إن الظروف قد تغيرت الآن بعد قانون الانتخابات، والطاولة السداسية تخلق بيئة حوار بين أحزاب المعارضة، ولكن ليس هناك أي التزام بالعمل معا في كل الأوقات.
وأوضح أنه قد ينشأ تحالف ثالث بسبب قانون الانتخابات الجديد، والأحزاب الصغيرة قد تفكر بأن دخولها مجتمعة في تحالف سيكون أفضل فيما لو دخلت فرادى على حدة، مشيرا إلى أنه في هذه الحالة ستزيد احتمالية دخولهم البرلمان وتعيين نواب برلمانيين باسمهم.
وآنذاك عقب عبد القادر سيلفي في تقرير نشرته صحيفة “حرييت”، بقوله إن طرح كاراموللا أوغلو أثار قلق كليتشدار أوغلو الراغب في أن يكون مرشحا رئاسيا.
وأشار سيلفي إلى أن أوغلو لا يرى أن التحالف الثالث صائب، لأنه يدرك أن من ينضمون إليه لن يصوتوا له في انتخابات الرئاسة، لافتا إلى أنه قد يقدم مقترحا بديلا عن التحالف الثالث في الاجتماع المقبل.
ولفت إلى أن المقترح هو دخول الأحزاب الأخرى في الانتخابات ضمن قوائم حزبي “الشعب الجمهوري” و”الجيد”.
ونوه سيلفي إلى أن طرح كليتشدار أوغلو، قد يشمل وضع أسماء قادة الأحزاب الصغيرة كاراموللا أوغلو، وأحمد دواد أوغلو، وعلي باباجان، على رأس قوائم حزب الشعب الجمهوري في المناطق التي لدى أحزابهم فيها حضور قوي، ومنح عدد معين من مرشحي تلك الأحزاب داخل القوائم.
ومن وجه نظر الكاتب فإن قانون الانتخابات الجديد قد عزز يد كليتشدار أوغلو على الطاولة، فالأحزاب الصغيرة التي كانت لديها قدرة تفاوضية قبل القانون فقدت ذلك بعد المصادقة عليه.
وبين أن كاراموللا أوغلو وباباجان وداود أوغلو، قد تخلوا عن موقفهم القائل بأن كليتشدار أوغلو لا يمكنه الفوز، ومن أجل دخول البرلمان يتعين عليهم دعمه.
على الرغم من أن الأحزاب السياسية في الأنظمة الديمقراطية مطالبة بالوضوخ والشفافية، إلا أن المعارضة التركية لا تزال تخفي مرشحها الذي ستنافس به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ووفق مراقبين فإن التحالف المعارض يمارس سياسة الصمت حيال قضية الترشح ما يدل على أن لديها ما تخفيه عن المجتمع التركي
وفي هذا السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي إسماعيل ياشا في مقال له أن التحالف المعارض لم يحسم أمره فيما يخص المرشح المنافس لأردوغان، مشيرا إلى أن مرشحهم سيتم تحديده بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن سبب عدم إعلان التحالف عن مرشحه إلى تأخر “الخارج” في حسم موقفه من المرشحين المحتملين خاصة بعد اللقاءات التي جمعت رئيس بلدية إسطنبول وقادة المعارضة مع سفراء الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
وأوضح ياشا أن من الأسباب التي تجعل أحزاب المعارضة تخفي اسم المرشح هو خشيتها من تآكل شعبيته حتى موعد الانتخابات، نتيجة الانتقادات التي ستوجَّه إليه من قبل تحالف الجمهور والرأي العام.
ولفت إلى أن رئيس حزب السعادة، تمل كراموللا أوغلو، قال في سبتمبر/ أيلول الماضيقال إن مرشح التحالف يجب أن يعلن قبيل الانتخابات، مضيفا أنه سيتم “تمزيقه” من خلال الانتقادات إن تم الكشف عنه مبكرا.
وبين الكاتب السياسي أن المعارضة ستبقى تخفي مرشحها حتى اللحظات الأخيرة ولذلك لفرضه على قاعدتها الشعبية والناخب التركي كأمر واقع، دون أن تكون هناك فرصة لمناقشة أهلية ذاك المرشح لتولي منصب رئيس الجمهورية.
وأضاف أن أحزاب التحالف تفضل الصمت المطبق في كثير من القضايا والملفات سواء تلك المتعلقة بالسياسة الداخلية أو الأخرى المتعلقة بالسياسة الخارجية.
وأشار إلى أن بيانات التحالف المعارض لا تعدو كونها جملا ووعودا فضفاضة، دون إعطاء أي تفاصيل حول الحلول المقترحة للمشاكل الاقتصادية أو كيف سيتم الانتقال من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني.
وختم ياشا أن الملف الوحيد الذي تجمع عليه أحزاب التحالف هو ملف إسقاط أردوغان وإن الخوض في الملفات الأخرى قد يفجر خلافات عميقة تهدد وحدة التحالف الهشة.
ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي في تركيا شيئا فشيئا، تزداد الانشقاقات بين أحزاب المعارضة فيما يخص الشخصية التي ستنافس الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقالت مصادر إعلامية إن كتلة كبيرة من المعارضة تريد أن يكون المرشح الرئاسي المشترك رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، ليكون الشخص الثالث إلى جانب كمال كليتشدار أوغلو وأكرم إمام أوغلو.
وفي هذا السياق تقول الكاتبة التركية كوبرا بار في تقرير نشرته صحيفة “خبر ترك” إن يافاش يتميز بشخصيته الهادئة والمجتهدة والقادرة على الحصول على أصوات من قواعد “تحالف الجمهور”.
وأشارت الكاتبة التركية إلى وجود صراع ليس بالحاد بين “المنصوريين” و”الأكرميين”، إلا أن لديهما قاسما مشتركا وهو أنهما تريان أن ترشيح كليتشدار أوغلو محفوفا بالمخاطر.
المصدر: تركيا الان
أدلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، بتصريحات صحفية لأول مرة عن سقوط نظام الأسد في…
كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، عن أعظم امنياته في الحياة. وقال…
يواجه الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وعائلته أزمة جديدة في روسيا. وقالت وسائل إعلام، أن…
أعلنت شركة الخطوط التركية، الخميس، عن بدء التجهيزات والتحضيرات اللازمة لاستئناف رحلاتها الجوية إلى مطار…
أكد مدير الصحة في إسطنبول، الدكتور عبد الله إمره غونر، أن مشروع التحول الصحي الذي…
كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الخميس، عن أهداف التواجد العسكري التركي في سوريا. …
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.