على طريق تحقيق سياسة تصفير المشاكل التي اتخذتها أنقرة، تسعى تركيا وأرمينيا إلى بذل المزيد من الجهود لإكمال تطبيع العلاقات بينهما.
وفي هذا السياق قالت وزارة الخارجية التركيةإن مبعوثين خاصين من تركيا وأرمينيا سيعقدون في فيينا يوم الثالث من مايو أيار الجولة الثالثة من المحادثات الرامية لتطبيع العلاقات بين البلدين بعد عداء على مدى عقود.
ومنذ أشهر عملت تركيا على تطبيع العلاقات مع أرمينيا بالتنسيق مع أذربيجان منذ ديسمبر كانون الأول فقد عقدت الدولتان الجارتان جولتي محادثات حتى الآن أفضتا إلى عقد أول اجتماع بين وزيري خارجيتيهما منذ سنوات في الشهر الماضي.
وفي وقت سابق أكد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على ضرورة أن تبذل بلاده ما بوسعها لتجنب الجمود في المفاوضات مع تركيا.
وقال باشينيان إنه يجب إقامة حوار ومواصلة المفاوضات مع أنقرة “رغم كل شيء”.
وأضاف: “يجب أن نبذل ما بوسعنا لتجنب جمود المفاوضات مع تركيا، نتفهم أن نتائج العملية قد لا تكون بهذه السرعة ونشرح ذلك لشركائنا الدوليين، لكن بدون نتائج سريعة هناك خطر حدوث ركود”.
وتابع: “لتجنب هذا النوع من الركود، يجب أن تكون قادرا على المضي قدما في خطوات صغيرة، مشيرا إلى أن شركاء بلاده الدوليين يدعمون بشكل كامل تطبيع العلاقات التركية الأرمينية.
يأتي هذا القرار, بعد التطبيع الذي حدث بين البلدين في أواخر العام الماضي, ما أحدث حالة من التفاهمات بينهما.
وبحسب وزارة النقل التركية, فإنه تم إطلاق رحلات جوية إلى أرمينيا اعتبارا من الثاني من فبراير القادم.
ويمثّل هذا القرار أول المراحل الرسمية لتأكيد عملية التطبيع بين البلدين.
كما أن تركيا تنوي استئناف رحلاتها الجوية إلى أربيل في 24 من الشهر الجاري.
وبجانب الرحلات الجوية, فقد جرى قبل أيام اجتماعا بين البلدين في العاصمة الروسية “موسكو”.
وشارك في الاجتماع الممثل الخاص لتركيا لدى أرمينيا، السفير سيردار كيليتش، والممثل الخاص لأرمينيا روبين روبينيان, وذلك بعد انقطاع دام حوالي “13 عاما”.
وكانت الحكومة الأرمينية قد أعلنت مطلع الشهر الحالي, رفع الحظر المفروض على البضائع التركية، في إطار خطوات التطبيع بين البلدين.
كذلك فإن تركيا أعلنت في وقت سابق, أن رحلات الطيران العارض مع أرمينيا ستبدأ قريبًا وأنها تواصل محادثات التطبيع بالتشاور والتنسيق مع أذربيجان.
وتأتي هذه الخطوات بعد سنوات طويلة من التوتر الكبير بين البلدين, خاصة أن تركيا أغلقت الحدود مع أرمينيا في عام 1993 خلال الحرب المستمرة بين أرمينيا وأذربيجان.
كما أن تركيا وقعت اتفاق سلام تاريخي مع أرمينيا عام 2009 لاستعادة العلاقات وفتح حدودهما المشتركة بعد عقود.
ولكن بنود الاتفاق لم يتم تطبيقها على أرض الواقع, وبقيت العلاقات متوترة كثيرا بين البلدين, وتحديدا خلال نزاع ناغورني كاراباخ العام الماضي، حيث دعمت “أنقرة” أذربيجان واتهمت “يريفان” باحتلال الأراضي التابعة لأذربيجان.
وفي وقت سابق, اتفقت تركيا وأرمينيا على مواصلة المفاوضات بهدف التطبيع الكامل للعلاقات دون شروط مسبقة.
جاء ذلك في بيان أصدرته الخارجية التركية بشأن الاجتماع الأول بين الممثلين الخاصين الأتراك سردار قليج، والأرميني روبن روبينيان في العاصمة الروسية موسكو بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين.
وقال البيان إن لقاء قليج وروبينيان عقد في جو إيجابي وبناء تبادل خلاله وجهات النظر الأولية حول عملية التطبيع بين البلدين.
وأضاف أن ”الطرفان (التركي والأرميني) اتفقا على مواصلة المفاوضات للتطبيع الكامل دون شروط مسبقة”.
وأكد أن مكان وموعد الاجتماع الثاني بين الممثلين الخاصين سيتم تحديدهما لاحقا عبر القنوات الدبلوماسية.
إقرأ أيضا: أردوغان يوقّع قرارًا جديدًا فيما يخص التطبيع مع أرمينيا
وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن الاجتماع بين الجانبين التركي والأرميني في موسكو استمر ساعة ونصف الساعة.
وفي 13 ديسمبر الماضي, ألمح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في خطابه أمام البرلمان إلى ضرورة فتح صفحة جديدة في العلاقات بين تركيا وأرمينيا.
أما في 15 ديسمبر, فقد تم تعيين السفير السابق لدى واشنطن سردار قليج. ممثلاً خاصًا لتطبيع العلاقات مع أرمينيا.
وعينت أرمينيا نائب رئيس البرلمان روبن روبينيان كممثل خاص في عملية الحوار بين البلدين.
وكانت وزارة الخارجية التركية قد أعلنت في وقت سابق أن الاجتماع الأول بين الممثلين الخاصين التركي والأرميني سيعقد في 14 يناير.
المصدر: تركيا الان