من المقرر أن تجرى الانتخابات العامة في تركيا في عام 2023. وسينتخب الأتراك رئيسا جديدا بالإضافة إلى 600 عضو في الجمعية الوطنية الكبرى في تركيا، كل منهما لمدة 5 سنوات.
هذا يعني أنه لم يتبق سوى 16 شهرًا على الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية المُزمع عقدها في يونيو/حزيران 2023. ومع اقتراب موعد الانتخابات، أصبح المشهد السياسي في تركيا أكثر نشاطًا وزادت المناقشات العامة.
أظهر حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان أداءً استثنائيًّا في قدرته على حلّ مشاكل البلاد خلال 20 عامًا من الحكم، وانتقلت تركيا نقلة نوعية اقتصاديا وسياسيا ومن الناحية الاستثمارية والبنية التحتية والطرق والمطارات وشبكة القطارات فائقة السرعة. وفي كل مرة كان أردوغان يمنح الناخبين أملا أكبر في التغيير من أحزاب المعارضة
ينتخب رئيس تركيا، الذي يتولى رئاسة الدولة والحكومة، مباشرة من خلال نظام الدورتين، الذي يتعين بموجبه على المرشح أن يحصل على أغلبية مطلقة من الأصوات لكي يُنتخب.
وإذا لم يؤمن أي مرشح الأغلبية الشاملة بشكل قاطع، تجرى جولة الإعادة بين أكثر مرشحَيْن تم التصويت لهما في الجولة الأولى، ثم يتم إعلان انتخاب الفائز بها.
وتم إدخال هذا النظام الانتخابي لأول مرة للانتخابات الرئاسية لعام 2014، عندما حل محل نظام الانتخابات غير المباشرة الذي تم بموجبه انتخاب الرئيس من قبل البرلمان.
ويخضع الرئيس لحدود زمنية للخدمة، وقد يقضي فترتين متتاليتين على الأكثر 5 سنوات. ومع ذلك، يُتوقع أن يكون الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، مؤهلاً للترشح لولاية ثالثة في عام 2023، نظرا لأن النظام الرئاسي التنفيذي الحالي لم ينفذ تنفيذا كاملا إلا بعد انتهاء فترة ولايته الأولى، مما يعني أن فترة حكمه من عام 2014 إلى عام 2018 لن تحتسب إلى حد فترتي ولايته الثانية.
لا خلاف عند جميع الأطراف على وضع الديمقراطية في تركيا وأن الشعب وحده هو الذي سيقرر من يمثله في هذه الانتخابات.
ومنذ 2002، فاز حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان في جميع الانتخابات التي خاضها. وفي المقابل، مُني حزب الشعب الجمهوري المعارض بالهزيمة في جميع الانتخابات.
وقد أظهر حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان أداءً استثنائيًّا في قدرته على حلّ مشاكل البلاد خلال 20 عامًا من الحكم، وانتقلت تركيا نقلة نوعية اقتصاديا وسياسيا ومن الناحية الاستثمارية والبنية التحتية والطرق والمطارات وشبكة القطارات فائقة السرعة. وفي كل مرة كان أردوغان يمنح الناخبين أملا أكبر في التغيير مقارنة بأحزاب المعارضة.
في الوقت الراهن، نرى أنه من الواضح جدا تراكم إخفاقات المعارضة في تقديم حلول جذرية لمشاكل البلاد. وفي الانتخابات الأولى التي أجريت في أعقاب الانتقال إلى النظام الرئاسي في عام 2017، فاز أردوغان بنسبة 52% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات.
خلال السنوات الأربع الماضية، وُضع النظام الرئاسي تحت الاختبار، وبات بمقدور الأحزاب تشكيل تحالفات.
وبينما تحالف حزب الحركة القومية وحزب الاتحاد الكبير مع الحزب الحاكم تحت اسم “تحالف الشعب”، اتحدت بقية أحزاب المعارضة مشكّلةً “تحالف الأمة” بقيادة حزب الشعب الجمهوري. ونحن الآن نراقب استعدادات هذين التحالفين للانتخابات المقبلة.
مرشح تحالف الشعب معروف منذ زمن بعيد وهو بلا منازع رجب طيب أردوغان، الذي سيخوض المعترك الانتخابي في 2023، وبذلك سيكون أردوغان قد مارس حقه الثاني والأخير في الترشح وفق الدستور، ناهيك عن أنه الأوفر حظا للفوز في الانتخابات. لكن اختيار مرشح ليس بهذه السهولة بالنسبة لتحالف الأمة، إذ لم يبق على الانتخابات سوى 16 شهرًا وإلى الآن لم يتفق هذا التحالف على مرشح.
في الجولة الأولى من الانتخابات السابقة، كان رئيس حزب الشعب الجمهوري وهو أقوى أحزاب المعارضة في تركيا كمال كليجدار أوغلو السياسي الديمقراطي المعروف بمعارضته القوية لأردوغان وسياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم وأيضا معارضة الأكراد وحقوقهم كما أنه من أكبر المدافعين عن القيم العلمانية لتركيا وإرث أتاتورك.
يقود كليجدار تحالف الأمة، وبدلاً من تركيز المواجهة مع أردوغان نجد أنه أقال محرم إينجه الذي كان ينافسه داخل الحزب، وقد حصل على 30% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
يبدو أن كمال كليجدار أوغلو دخل السباق الانتخابي وهو على يقين من هزيمته أمام أردوغان، ولكن حتى لا يعترف بذلك ضحّى بأحد أعضاء حزبه. وما حدث يمثّل انعكاسًا لثقافة المكائد في جبهة المعارضة. ودون أن تدري، تقضي المعارضة على فرصها في النجاح بهذه المؤامرات التي تحوكها ضد منافسيها.
أما بقية أعضاء التحالف، رئيسة حزب الخير -الحزب الصالح أو الجيد- ميرال أكشينار، ورئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش، فقد واجها أردوغان في الانتخابات وحصل كل واحد منهما على 9% من الأصوات.
المعارضة التركية -في خطاباتها- تسعى لتكريس فكرة أنها التي ستحكم البلاد، وتحشد حراكها باتجاه الانتقال إلى “النظام البرلماني المعزز”، لكن مرحلة ما بعد الانتخابات تثير مخاوف وقلق الكثير من الناخبين الأتراك، بالإضافة إلى أن هناك إشكاليات وتساؤلات بشأن “توسع تحالف المعارضة” والخطوات التي تلي الانتخابات.
الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، ذكر في مقال على صحيفة “حرييت”، أن المعارضة التركية، تتحدث عن التخلص من أردوغان وانتخاب رئيس جديد، وتعديل الدستور وإعادة البلاد إلى النظام البرلماني مرة أخرى، وأنهم سيحلون كافة المشاكل، ولكن “هناك معضلة في “التحالف الموسع”.. أين سيجلس قادة المعارضة عند الإعلان عن المبادئ؟”.
وأضاف أن “قادة المعارضة الذين يريدون ذلك لم يحددوا بعد الترتيب الذي سيجلسون فيه، وسيأتي علي باباجان وأحمد داود أوغلو في المقدمة إذا كان بالترتيب الأبجدي، وإذا كان الترتيب حسب العمر، فسيجلس تمل كارامولا أوغلو وكمال كليجدار أوغلو في المقدمة، ومهما كان الترتيب فإنهم سيعيدون تركيا إلى العصر القديم”.
وتؤيد ميرال أكشينار، ترشيح إمام أوغلو للرئاسة، لكن كليجدار أوغلو يعارض ذلك، وتجادل أوساط داخل حزب الخير، أنه إذا فرض زعيم حزب الشعب الجمهوري نفسه كمرشح للرئاسة، فإن ذلك سيفتح المجال لقادة الأحزاب أن يكونوا مرشحين وأبرزهم أكشينار.
إلا أن مجموعة داخل حزب الخير تدعم ترشيح أكشينار، ويعتقدون بأنها بهويتها القومية المحافظة ولأنثويتها فستكون أوفر حظا من كليجدار أوغلو.
ورأى أن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي لن ينضم إلى تحالف المعارضة، وسيشكل تحالفا ثالثا يضم مكونات يسارية.
يخطط رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو للمشاركة في السباق الرئاسي ضد أردوغان، وهو يأمل الفوز هذه المرة. لكن من أجل ترشيحه يحتاج التحالف إلى إقناع شركائه الآخرين.
انتقل التوتر بشأن “مرشح الرئاسة” لتحالف المعارضة الذي سينافس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى داخل أروقة حزب الشعب الجمهوري، وبرز ما يعرف بتيار “الكماليين” أتباع زعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو، وما يعرف بتيار “الأكرميين” الموالين لرئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو.
لم تجتمع المعارضة بعد على مرشح مشترك ينافس الرئيس أردوغان في سباق الرئاسة بالانتخابات التي ستعقد في 24 يونيو/حزيران 2023، في ظل المعوقات والتصريحات التي أدلى بها كليجدار أوغلو، الذي يحاول البقاء على خط المنافسة.
كليجدار أوغلو في منعطفات عدة أوحى برغبته في أن يكون منافس أردوغان في انتخابات الرئاسة، ولكن أمام هذه الرغبة يواجه اعتراضات من داخل حزبه وحزب الخير وبعض الشخصيات المعارضة التي ترى أنه لن يستطيع تحقيق الفوز، ويميلون إلى ترشيح إمام أوغلو أو رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش.
ويبدي كليجدار أوغلو عدم رغبته في ترشيح إمام أوغلو أو يافاش بحجة رغبته في أن يستمرا في رئاسة بلديتي أنقرة وإسطنبول، لكن خلافات تسود بين الشخصين برزت على السطح في الآونة الأخيرة، كما يرى مراقبون.
اندلع حريق هائل في أحد المنازل الصفيحية الكائنة بشارع 1615 في منطقة إيكين التابعة لماماك…
بعد سقوط نظام بشار الأسد، تواصل الحكومة السورية المؤقتة خطواتها لتشكيل إدارة جديدة. ورغم أن…
مع اقتراب الاجتماع الرابع والأخير للجنة تحديد الحد الأدنى للأجور في تركيا، يترقب الملايين من…
فاز اللاعب التركي الدولي، اردا جولار، نجم ريال مدريد، بجائزة أفضل لاعب شاب تحت 23…
أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات بارزة عقب اجتماع مجلس الوزراء، الذي عقد في…
أعلن رئيس فرع حزب العدالة والتنمية في إسطنبول، عثمان نوري كاباك تبه، عن انسحابه من…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.