الأسماء التي لم يذكرها أردوغان ولكنه لمح إليها: تمل كاراملا أوغلو وعلي باباجان وداوود أوغلو
من جهة أخرى، لم يرد الرئيس أردوغان على الاتهامات الموجهة إليه، وإنما كان رده على التصريحات المسيئة بحق السلطان عبد الحميد الثاني.
قال الرئيس رجب طيب أردوغان: “من أنت يا سيدة ميرال حتى تظهري عدم احترامك للسلطان عبد الحميد الثاني؟”. وأضاف: “هناك 3 أشخاص من الذين اجتمعوا على تلك الطاولة السداسية لن أذكر أسمائهم لكنهم حتى يومنا هذا لم يتفوهوا بكلمة واحدة (ضد التصريحات التي استهدفت) السلطان عبد الحميد الثاني (أسكنه الله الجنة)، ماذا حدث لهم لقد صمتوا جميعهم، بالرغم من أنهم جالسون على نفس الطاولة، لكنهم لم يتمكنوا من إيقاف من قلل من احترام السلطان عبد الحميد الثاني عن حده”.
وتم توجيه هذه التصريحات لـ “تمل كاراملا أوغلو” و”علي باباجان” و”داوود أوغلو” دون ذكر أسمائهم.
قارنت العديد من الأوساط (السياسية، الاجتماعية..الخ) بين السلطان عبد الحميد الثاني وأردوغان وما زالوا يقارنون حتى الآن.
ومن وجهة نظري، فإن تحديد أكشنار لفترة عبد الحميد، التي وصفتها بـ”فترة الاستبداد” ومقارنتها مع فترة أردوغان، هذا يعني أنها أوقعت نفسها بالخطأ مرة أخرى وبدأت تتلفظ بتصريحات مسيئة تجاه الآخرين.
لماذا قامت بإطلاق تلك التصريحات؟
السبب يكمن أن ميرال أكشنار كانت في الشارع لفترة طويلة، وذلك بصفتها زعيمة حزب الجيد المعارض. وبما أنها تتبع سياسة الشارع فالاقتصاد يتواجد على جدول أعمالها بشكل رئيسي.
كما أن الطريقة التي تعارض بها عن طريق إعطاء الأولوية لمشاكل الاقتصاد تمنحها أصواتًا أيضًا. ولكن عندما يخرج الاقتصاد من أجندتها تصل إلى حالة تجعلها تطلق تصريحات مسيئة بحق الآخرين وتؤدي لعواقب سيئة.
أكشنار تفعل ذلك دائمًا. وسبق وقالت إن نتنياهو “نسخة أردوغان الإسرائيلية”
أفادت أكشنار، في تصريحات لها العام الماضي، أن الرئيس أردوغان يتبع نفس طريقة نتنياهو. وذلك قبل جولتها إلى ولاية ريزه!
حيث قالت في تصريحاتها الاستفزازية: “يتم قتل النساء والأطفال أمام أعيننا، ولم يتردد بنيامين نتنياهو، وهو بمعنى ما النسخة الإسرائيلية للسيد أردوغان، في أن يقصد حياة المدنيين والأطفال دون أن ترمش عينه، من أجل تقويض خصومه السياسيين وحماية مقعده بهذه الطريقة”. (18.05.2021)
تقول أكشنار إن رئيس الوزراء الإسرائيلي قتل الأطفال والمدنيين من أجل عدم ترك السلطة، كما وصفت نتنياهو بأنه “نسخة أردوغان الإسرائيلية إلى حد ما”، كيف جاءت تلك الفكرة إلى رأسها أو بمعنى آخر من الذي وضع هذه الفكرة برأسها لتضيف اسم السيد أردوغان إلى جانب اسم نتنياهو؟
ولمحت أكشنار أن نتنياهو قتل الاطفال والنساء المدنيين حتى لا يترك السلطة، وأنه لم يترك السلطة بتكتيك أردوغان بقولها “إلى حد ما!
في تلك الأيام قلنا “إنها اعترفت بالهزيمة واستسلمت”. أما بالنسبة لجولتها في ولاية ريزه التي تلت تلك التصريحات، اكتشفنا أن “ميرال أكشنار” هي من قامت بالاستفزازات.
قبل هذا التشبيه الغريب وغير المقبول على الإطلاق، أطلقت أكشنار أيضًا افتراءات باطلة واستفزازية، وعاود شريكها السيد كليجدار أوغلو بإطلاق التصريحات ذاتها قبل أيام.
وزعمت حينها أن هناك مسلحين يتدربون في ولايتي طوقات وقونية. ولنتذكر معًا، عندما قالت “ستكون هناك جرائم قتل سياسية” انتشر هذا التصريح عقب ذلك مباشرة.
وفي نفس التاريخ من العام الماضي، تسببت السيدة أكشنار في حدوث أزمة عندما قامت بتشبيه أردوغان بـ”نتنياهو” ، واليوم تتسبب في حدوث أزمة مماثلة عندما شبهت أردوغان بـ”السلطان عبد الحميد الثاني”.
لم تكتف أكشنار فقط بوصف السلطان عبد الحميد بأنه مستبد وأنه كان يتجه نحو حكم الفرد الواحد، دون ذكر أي أعمال جيدة تم القيام بها في عهده، بل قامت أيضًا بوصف أردوغان بالمستبد وقارنته بالسلطان عبد الحميد!
وتعرف أكشنار مثلما يعرف ذلك جميع المؤرخين بأن السلطان عبد الحميد الثاني هو رجل دولة عظيم قام بتربية الجيل الرائد في الجمهورية.كما اتُخذت خطوات التعليم الحديث في عصره وتأسست الجمهورية من قبل خريجي المدارس التي افتتحها السلطان عبد الحميد.
إذا أردنا إجراء مقارنات مع أردوغان فيمكننا أن نقارنه بـ السلطان محمد الأول (محمد تشلبي)
وإذا كانت ميرال أكشنار تريد مقارنة أردوغان بواحد من السلاطين العثمانيين، نعتقد أن تتم مقارنته بـ السلطان محمد الأول (محمد تشلبي) لأن عبد الحميد الثاني هو سلطان فترة الانحدار (فترة الأفول والتنظيمات)، لكن السيد أردوغان هو زعيم فترة الصعود. وإذا كانت هذه المقارنة ضرورية، فإن المقارنة مع السلطان محمد الأول (محمد تشلبي) تكون أكثر دقة لأن محمد الأول (محمد تشلبي) هو السلطان الذي أعاد إحياء الدولة العثمانية بعد دخولها عهد الانقطاع عقب هزيمة والده السلطان بايزيد الأول (يلدرم بايزيد) على يد “الأمير تيمور” خلال حرب أنقرة.
كما قمع محمد تشلبي التمردات التي قام بها إخوته واستعاد وحدة الدولة وفتح الباب لعصر الصعود (فترة التوسع والقوة)، لذلك يعتبر هو وأردوغان متشابهان جدًا لأن أردوغان أيضًا جعل أجهزة الدولة تقف على قدميها وأعاد إحيائها بعد ما انهارت إثر الأزمة الاقتصادية عام 2001 وتصدى لاستفزازات أحداث غيزي بارك 2013، ثم لمحاولة انقلاب 17-25 ديسمبر وأخيرًا لمحاولة الانقلاب/الاحتلال 15 يوليو/تموز، وانتقل بتركيا إلى النظام الرئاسي باستفتاء التعديلات الدستورية 16 إبريل/ نيسان 2017.
كما قام رجب طيب أردوغان بإخراج الجمهورية التركية من فترة الركود وأدخلها فترة الصعود.
حتى في معرض رده على تصريحات أكشنار، تعتبر تلميحاته عن تمل كاراملا أوغلو وعلي باباجان وداوود أوغلو مهمة وذات معنى.
أردوغان هو “محمد تشلبي” اليوم . ولكن من هم اليوم عيسى تشلبي، الأمير سليمان تشلبي، موسى تشلبي؟ فكروا بالأمر.
وليس من السيئ أن تنظر السيدة أكشنار أيضًا إلى الأمر من هذا الجانب.
ما رأيكم؟