سمعنا أنك تستعد للهروب من البلاد يا سيادة الرئيس أردوغان. لقد قدمت خدمات كبيرة لبلدك وأمتك طوال حياتك السياسية. تسلمت مدينة إسطنبول (رئيسًا لبلديتها) عام 1994 وكانت مليئة بالطين والحفر والقمامة والرائحة الكريهة، وخلال ثلاث سنوات حولتها إلى مدينة لا يمكن لأحد أن يتخيلها. وبعد 4 سنوات من تسلمك المدينة، لم تمر إنجازاتك التي قدمتها دون مقابل، فوجدت نفسك في سجن “بينار حصار”..
حتى وأنت في سجنك كنت تعمل وبدأت بالتحضيرات لإعادة بناء تركيا وحددت فريقك وأنشأت برنامجك وخرجت من السجن بحماس كامل. وفور خروجك من السجن، أسست حزبك، وبعد عام من تأسيسه أوصلته إلى السلطة. وكنت تتعرض للخطر والأذى عندما وصل حزبك إلى السلطة بمفرده. لأنهم لا يريدونك حتى أن تكون مجرد مختار حي أو قرية! ورغم كل ذلك استطعت التغلب على جميع الصعوبات والعقبات وأصبحت رئيسًا للوزراء. وفوق كل ذلك، لم تتخلَّ عن نضالك، حتى في فترة الوصاية العسكرية 28 فبراير/شباط 1997 التي كانت مستمرة بكامل شدتها. ولم يكن ذلك كافيًا بالنسبة لهم بل قالوا لن ننتخبك رئيسًا لكنك أخذت سلطة انتخاب الرئيس منهم ووضعتها بين يدي الأمة.
لقد أصدروا المذكرة الإلكترونية، (محاولة انقلاب “المذكرة الإلكترونية” 27 أبريل/ نيسان عام 2007)، وجعلتهم يندمون على فعلتهم هذه. نظموا مسيرات “الجمهورية” واستدعوا الجيش للتدخل وحاولوا إغلاق حزبك ولم تتراجع ولو قيد أنملة، بل على العكس، حملت مدبري انقلاب 12 سبتمبر/أيلول المسؤولية عن ذلك. كما قدمت أوصياء ومدبري انقلاب 28 فبراير/شباط 1997 إلى العدالة التركية.
وفي هذا السياق، حصلت تحركات جديدة من غرف الشر، عندما قضينا على الوصاية العسكرية. وأحضروا لنا تنظيم غولن الإرهابي الذي يعمل لصالح منظمات استخباراتية عالمية منذ 50 عامًا. ونظم تنظيم “غولن” الإرهابي أحداث “غزي بارك” 2013 محاولًا التستر تحت ذلك، وعندما فشل في تحقيق غايته، حشد نفوذه في جهازي الأمن والقضاء. حيث قام عناصر تنظيم غولن الإرهابي المتغلغلين في الجهاز الأمني والقضائي بمحاولة انقلاب لصالح التنظيم خلال الفترة بين 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول 2013 ، وجاءهم الرد على فعلتهم حينها.
وعندما فشلوا في تنفيذ مخططاتهم عن طريق الخداع والفتنة قرروا علانية وتجرؤوا على القيام بمحاولة الانقلاب والاحتلال الفاشلة في 15 يوليو/تموز. وفي تلك الليلة، بينما كان بعض الأشخاص يكذبون ويقولون إنك هربت إلى هذا المكان وذاك المكان، كان أعضاء تنظيم غولن الإرهابي يبحثون في سماء تركيا عن طائرة مكتوب عليها الرئاسة بنظارات للرؤية الليلية من أجل العثور على الطائرة التي كنت على متنها ليقوموا باستهدافها وإسقاطها.
لقد أجريت مكالمتك في تلك الليلة ودعوت الشعب التركي، ونزل الناس حينها إلى الساحات، ونزلت معهم إلى مطار أتاتورك واحتضنت شعبك، بالمقابل كان كليجدار أوغلو يتسلل من بين الدبابات ويهرب. وبدعم من الشعب التركي في تلك الليلة كسرت سلسلة الانقلابات وأرسلتم الانقلاب الذي بدأ في 27 مايو/ أيار 1960 إلى صفحات التاريخ المظلمة.
ورغم كل ذلك، لم ولن يستسلموا وقاموا بدايةً بشن هجمات إرهابية مالية لخلق أزمة اقتصادية، ومن ثم جلبوا السياسيين المنافقين إلى الساحة، والذين وليتهم مناصب في الدولة لسنوات، البعض منهم أسس حزباً، والبعض الآخر غير حزبه، وبعضهم بدأ ينتظر دوره خلسةً متسترًا. وأسسوا الطاولة السداسية ووزعوا أدوارهم وكانوا متخفين وراء ذلك حتى اللحظة المناسبة.
من جهة أخرى، افتراءات كمال كليجدار أوغلو الذي أطلقها هذه الأيام بأنك ستهرب، كان قد قالها في برنامج عبد الله عبد القادر أوغلو، ممثل تنظيم غولن الإرهابي في أنقرة عام 2014. وبقيت أنت حينها في وطنك. وهرب جميع قادة عصابات تنظيم غولن الإرهابي، وبما فيهم مذيع قناة تنظيم غولن الإرهابي، الذي أدلى كليجدار أوغلو بتصريحاته وافتراءاته أمامه.
لقد قدمت يا سيادة الرئيس مدبري انقلاب 12 سبتمبر/أيلول و 28 فبراير/شباط إلى القضاء. كما دفنت نظام أول انقلاب عسكري 27 مايو/أيار في التاريخ عبر إقرار النظام الرئاسي، حيث قمت بترتيب قانوني لتضميد جراح ضحايا انقلاب 27 مايو/أيار.
لن نوفيك حقك مهما قلنا أو فعلنا يا سيادة الرئيس، ولكن إذا كنت ستهرب! هل يمكنك أن تقدم لنا معروفًا أخيرًا.
أغلق حسابات ليلة 15 يوليو/تموز، ومن ثم اذهب. فعلى سبيل المثال، أتساءل لماذا انتظر كمال كليجدار أوغلو، الذي قال أنك ستهرب، حتى الصباح ليرتدي بدلته التقليدية في تلك الليلة.
وفي ليلة 15 يوليو/تموز، كان كليجدار أوغلو في مطار أتاتورك بإسطنبول حوالي الساعة 23.00-23.30 بالتوقيت المحلي. وعندما رأى الدبابات أمامه فوجئ حينها ولجأ إلى منزل رئيس بلدية “باقركوي” في منطقة فلوريا. ولفت انتباهي بعض التفاصيل أثناء تصفحي لصوره حيث كانت ربطة عنقه باللون الأزرق الداكن أثناء تواجده في مطار أتاتورك وتحولت إلى اللون الأحمر في الصورة التي التقطت له عندما كان يشاهد محاولة الانقلاب من على شاشة التلفزيون في منزل رئيس البلدية الذي لجأ إليه.
لقد شهدنا جميعنا ما حدث ليلة الانقلاب. حيث نزل البعض إلى الشوارع في تلك الليلة والبعض الآخر ذهب إلى عمله. ولكن من منا قام بتغيير ملابسه؟ هل هذا الوقت المناسب للتفكير بالزي الذي نرتديه؟ لذلك أتساءل لماذا غيّر السيد كليجدار أوغلو ملابسه أثناء مشاهدته لمحاولة الانقلاب على التلفزيون في المنزل الذي لجأ إليه. لماذا خلع ربطة عنقه الزرقاء ووضع ربطة عنق حمراء؟
من الذي كان برفقته ليلة 15 يوليو/تموز، من الذي اتصل بمن؟ ومن الذي هرب مع من؟ ومن هم الذين اجتمعوا؟ ومن هم الذين تفرقوا بعد أن كانوا مجتمعين؟
ماذا تقول نظام سجلات بحث المكالمات القديمة وإشارات أبراج الاتصالات حول ذلك؟
وهل اليوم الطاولة المستديرة (طاولة المعارضة السداسية) كانت مربعة أم مستطيلة أم افتراضية أم حقيقية في تلك الليلة؟ قدم لنا معروفًا أخيرًا وأكشف هذه الأمور واهرب يا سيادة الرئيس أردوغان! .