غيراسون التركية.. نقطة التقاء زرقة مياه البحر مع خضرة الطبيعة

بإطلالتها المميزة على البحر الأسود، تتألّق ولاية غيراسون شمالي تركيا، متفرّدةً بجمال طبيعيّ أخّاذ ومتنوّع جعل منها وجهةً للسياحة والاستجمام في كلّ الأوقات والمواسم.

إلى جانب معالمها الطبيعية والتاريخية التي تجعل منها وجهةً بارزة في منطقة شرقي البحر الأسود، تتجه غيراسون إلى زيادة حصّتها من السياحة، مستفيدةً من العديد من المشاريع المستحدثة فيها.

* وجهة سياحية لكل المواسم

توصف غيراسون بأنها نقطة التقاء زرقة البحر مع الطبيعة الخضراء، وتتيح لزوارها إمكانية قضاء أوقات ممتعة على مدار فصول العام، حيث تتنوّع الوجهات السياحية والنشاطات فيها باختلاف المواسم وتقلّبها.

جزيرة غيراسون التي تضم مدينة قديمة تعود للعصور الوسطى، تحكي تفاصيل الحياة اليومية للمجتمعات التي عاشت فيها، وتعدّ من أبرز وجهات السياحة الأثرية والتاريخية في الولاية.

ومن بين المعالم السياحية الشهيرة في الولاية، منطقة الصخور الكلسية، ونهر “غوكصو”، والبحيرة الزرقاء، وشلالات “كوزالان”، فضلاً عن قلعة غيراسون.

أما متحف غيراسون الذي كان كنيسةً فيما مضى، فيصحب زوّارَه في رحلة عبر الزمن، جامعاً في بنيته مزيجاً من الرونق التاريخي والديني في آن.

وبالشكل نفسه، يزهو دير مريم العذراء التاريخي في الولاية أيضاً، وهو من العهد البيزنطي، ويقع على المسار الرابط بين منطقتي البحر الأسود والأناضول الداخلية، ويمثّل قيمةً ثقافية عالية بالمدينة يقصدها السياح خلال الصيف فقط لصعوبة الوصول إليه شتاءً بسبب الثلوج.

منطقة “زيتنليك” هي أيضاً تبرز كواحدة من الأماكن الشاهدة على تاريخٍ من التعايش بين الأتراك والروم لسنواتٍ طويلة، إلى أن باتت حديث الأغاني التراثية، قبل أن تتحوّل إلى وجهةٍ لعشاق التاريخ.

أما رابية “قولاق قايا”، فتعدّ من بين الوجهات المفضلة أيضاً لزوار غيراسون، حيث إنها من أقدم التجمّعات القديمة في منطقة البحر الأسود، وتقع على مسار طريق الحرير قديماً.

وبالقرب من رابية “قولاق قايا”، تبرز رابية “كومبات” بجمالها الطبيعي وثراء غطائها النباتي.

بحيرة “قراغول” الواقعة على ارتفاع ألفين و800 متر عن سطح البحر، إلى جانب حديقة “يدي دغيرمانلار” الطبيعية، تقدّم لزوارها فرصة اكتشاف الطبيعة والاستمتاع بهدوئها بعيداً عن صخب المدن والزحام.

اقرأ أيضا

هل تمر تركيا بأزمة اقتصادية؟ خبير يشرح التفاصيل بوضوح

* مشاريع تنموية

في الواقع، تضمّ غيراسون العديد من الوجهات الطبيعية والتاريخية الأخرى التي يصعب إحصاؤها لكثرتها.

وفي حديثه للأناضول، قال كمال غور كنجي، مدير الثقافة والسياحة في غيراسون، إن الولاية تعدّ من الوجهات المفضلة والمميزة من الناحية السياحية، في منطقة البحر الأسود، لا سيما لناحية السياحة الطبيعية.

وأضاف أن السنوات الأخيرة شهدت إقبالاً سياحياً كبيراً على غيراسون، حتى أنها باتت من الوجهات الرئيسية للرحلات السياحية في شرقيّ البحر الأسود.

وتحدث غور كنجي عن الجهود المبذولة بالتعاون مع ولاية غيراسون والسلطات المحلية الأخرى، لتنفيذ العديد من المشاريع بهدف تنمية السياحة.

وأكد الحرص على تنفيذ المشاريع التي من شأنها جذب السياح إلى غيراسون على مدار مواسم العام دون انقطاع.

وفي هذا الإطار، لفت إلى أعمال الترميم التي تنفذ لبعض المعالم التاريخية، إلى جانب إعادة تنظيم المعالم الطبيعية، وتعزيز البنية التحتية.

وشدد على أنهم يولون أهمية كبيرة لتنويع السياحة ومواردها في الولاية.

وتابع قائلاً: “نقوم حالياً بدراسة جدوى لتنفيذ بعض المشاريع التي من شأنها جذب السياح إلى غيراسون في مواسم الشتاء”.

وأردف: “لدينا حالياً 3 مراكز سياحية، و4 حدائق طبيعية، إلى جانب العديد من الوجهات الطبيعية والأثرية والتاريخية”.

كما لفت “غور كنجي” إلى ثراء مطبخ غيراسون بالأطباق المحلية التي يقدّمها لزوارها، ودعا السياح إلى تذوّقها.

الجدير بالذكر أن الفائدة من تنوع الوجهات السياحية في الولاية، تتمثل في أنها تشمل في الوقت نفسه على أماكن يمكن زيارتها موسميا، ولكلّ موسمٍ ميزته ووجهاته في غيراسون، ما يفسّر أكثر سبب كونها وجهةً سياحية متجددة على مدار العام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.