مع غروب الشمس، تتحول الحدائق إلى مكان ينبض بالحياة..بعض أنواع النباتات والحيوانات تنشط أثناء ليالي الصيف الهادئة فقط ويكون الشفق هو وقت استيقاظها. فماذا يحدث بالضبط في هذا العالم الحافل بالأسرار والعجائب اللامتناهية؟
تقول ميلاني كونراد، رئيسة مجموعة معنية بالحفاظ على الطبيعة في ألمانيا، إن هناك الكثير الذي يمكن للمرء أن يراه ويسمعه ويتذوقه ويشمّه عند تواجده في حديقة طبيعية أثناء النهار، ولكن في أمسيات فصل الصيف الدافئة، تغمر الأصوات والروائح السماء والأرض في فترة الغسق.
ويمكن سماع زقزقة الجنادب الليلية في الحدائق والمروج، أو أغنيات صادرة من الأشجار والشجيرات التي تعد بيتا للطائر الأسود (الشحرور) والعندليب. وتزحف الضفادع من بين أكوام الخشب حيث تختبئ.
كما يمكن للمرء أن يشتم رائحة بعض النباتات المعمرة ذات الرائحة النفاذة، والتي لا تتفتح أوراق بعضها إلا في الليل. فهناك زهرة البنفسج، والفلوكس الليلي وزهرة الربيع المسائية. وهي ليست أزهار جميلة فقط، ولكن طعامها لا يقدر بثمن بالنسبة للحشرات.
ومع ذلك، فإن الرائحة ليست الطريقة الوحيدة التي تتواصل بها النباتات مع الملقحات، حيث تكاد تتوهج زهور “الاثمان الابيض” و”السيلينية المموجة” و”السيلينية عريضة الاوراق” عندما يحل الظلام.
وتقول عالمة الأحياء ومنسقة الحدائق، بريجيت كلاينود، إن “الأزهار المسائية والليلية تحتوي على أصباغ تعكس ضوء ذي موجات قصيرة”. كما أن هناك نباتات أخرى يكون لها بريق فضي مثل “المريمية” و”البطنج البيزنطي”.
وتنصح كلاينود بأن يقوم المرء بتجهيز مقاعد في حديقته حتى لا يضيع فرصة متابعة ما يحدث. ومن الناحية المثالية، يجب أن يتم وضع المقاعد بحيث يمكن للمرء الاستمتاع بمشاهدة غروب الشمس أيضا، مضيفة أن “غروب الشمس هو من أجمل اللحظات في فترة المساء”.
وفي حال كان القمر ساطعا مع النجوم، فمن الممكن للمرء أن يرى الكثير من تفاصيل الحياة الليلية في حديقته. وحتى إن لم يكن هناك قمر، يجب إطفاء الأنوار إن أمكن.