وبات واضحًا لكل من شاهد المقابلة التي أجراها كليجدار أوغلو أنه كان يتحدث بكل ثقة وفخر حيال ذلك، حيث قال : “نمتلك معلومات حول الناخبين لا تمتلكها الهيئة العليا للانتخابات”
وأثار تطرقه والثقة التي يتحدث بها حول عملية الانتخابات جدلاً واسعًا.
ولو تطرق مسؤول في حزب العدالة والتنمية بتصريحات مماثلة حول تلك المعلومات، لأطبقوا الدنيا فوق رأسه الدنيا فوق رأسه وكتبوا أن هناك عملية تزوير حقيقية في انتخابات 2023 (وهذه مسألة أخرى).
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل بإمكان حزب الشعب الجمهوري الحصول على معلومات حول الناخبين لا يمتلكها أي أحد؟
عندما أدلى حزب العدالة والتنمية والأحزاب الأخرى بتصريحات متتالية حيال ذلك الأمر، قام حزب الشعب الجمهوري باتخاذ موقف دفاعي وأطلق تصريحات تفيد بأن حزب العدالة والتنمية حصل على معلوماته من الهيئة العليا للانتخابات
في كل عام تقوم الهيئة العليا للانتخابات بتحديث سجل وقوائم الناخبين وعلى إثر ذلك تتلقى الأحزاب السياسية القائمة المحدثة من الهيئة مرتين في السنة. بعد ذلك يبقى الأمر متروكًا للأحزاب.
ووفقًا للمعلومات المتاحة، يمكن لأي حزب أن يستخرج العديد من النتائج المختلفة ويجري دراسات حول الانتخابات والناخبين.
وفي هذا الصدد، تبين في السنوات الماضية، أن هناك جهات حصلت على معلومات من الهيئة العليا للانتخابات وقامت ببيعها للشركات التجارية.
وبعد أن اثارت تلك المسألة الجدل، أوضح مسؤولو حزب الشعب الجمهوري أنهم يحللون بيانات المعلومات التي حصلوا عليها من الهيئة العليا للانتخابات.
وقال كليجدار أوغلو حول ذلك: “نحن نعرف كل ناخب بمن فيهم أولئك الذين سيذهبون إلى صناديق الاقتراع لأول مرة، ونعرف منازلهم وعناوينهم، وننظر إلى مكان ولادتهم”.
وأضاف: “ننظر إلى سجلاتهم.. المولودين في سوريا، والمولودين في أفغانستان، حتى نتمكن من استنتاج من حصل على الجنسية”.
ناهيكم عن الجدل القائم حول كيفية حصول حزب الشعب الجمهوري على معلومات لا تمتلكها الهيئة العليا للانتخابات، أريد أن أسلط الضوء على تصريحات كليجدار أوغلو التي أطلقها حول اللاجئين المُجنّسين الذين يمتلكون حق التصويت في الانتخابات.
قد يبدو أن “أوميت أوزداغ” هو اللاعب السياسي الذي يعادي ويستهدف اللاجئين في تركيا، ولا سيما السوريين منهم، لكن فعليًا كليجدار أوغلو هو الذي روج وبدأ بهذا الخطاب المعادي، حيث قال إزاء ذلك: “عندما نصل إلى السلطة سنرسل السوريين إلى بلادهم في غضون عامين”. وكان هناك اعتراضات من حزبه حول تلك التصريحات.
وبعد ذلك هل لاحظتم أن كليجدار أوغلو امتنع مدةً عن الإدلاء بتصريحات تستهدف اللاجئين السوريين الفارين من الحرب، وتتعارض مع حقوق الإنسان. حيث تغير خطابه إلى لغة أكثر بناءة وقبولية.
فما حدث أن كليجدار أوغلو سرعان ما ابتعد عن الخط الذي يتبناه أوميت أوزداغ حول معاداة اللاجئين.
تحدثت في الآونة الأخيرة إلى أحد الناشطين الذين يعملون في مجال المساعدات الإنسانية والأعمال الثقافية المختلفة التي تخص السوريين في إسطنبول، وتطرقنا حينها إلى الحديث عن اللاجئين المُجنّسين.
وتوجهت إليه بالسؤال حول الميول السياسية للاجئين المُجنّسين الذين يمتلكون حق التصويت في الانتخابات.
فأجاب أن ميولهم السياسية على الأغلب لصالح حزب العدالة والتنمية لكن ثمة أعمال سياسية تجري على أرض الواقع مثيرة للاهتمام.
فسألته ما الأمر المثير للاهتمام الذي يجري على الأرض، فأجاب أن المعارضة تجري حملات انتخابية للسوريين المُجنّسين. ولأول مرة أكون قد علمت هذا الأمر منه.
حيث أشار إلى أن حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد شكلوا فرقًا للتواصل مع اللاجئين المُجنّسين ، ولا سيما السوريين الذين يمتلكون حق التصويت، وعقدوا اجتماعات معهم وقدموا وعودًا لهم.
وفي هذا السياق، أعلن نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاطاكلي أن عدد المجنسين السوريين بلغ 200 ألف و 950 شخصًا منذ عام 2011، ومن بينهم 47 ألف تركماني.
كما بلغ عدد المجنسين الأتراك الأفغان 17 ألف ، و أتراك الأهيسكا 101 ألف و995 والأيغور الأتراك 6 آلاف و787 .
ومن الممكن استخراج تلك المعلومات من خلال قوائم الناخبين التي ترسلها الهيئة العليا للانتخابات للأحزاب السياسية.
قال كليجدار أوغلو: “نحن نعرف كل ناخب بمن فيهم أولئك الذين سيذهبون إلى صناديق الاقتراع لأول مرة، وننظر إلى سجلاتهم ونعرف المولودين في سوريا، والمولودين في أفغانستان”.
وهناك احتمالية كبيرة أن حزب الشعب الجمهوري يستند في معلوماته إلى تلك القوائم، حيث كان يعقد لقاءات خاصة مع اللاجئين السوريين الذين توصلوا إلى عناوينهم، وعلى وجه الخصوص، المواليين للأسد والنصيرين (العلويين).
ويقومون بإجراء تصنيفات حول السوريين الداعمين والقريبين من حزب الشعب الجمهوري، الذين على اتصال به ، بمعنى آخر تصنيفهم تحت مسمى “سوريون ينتمون لحزب حزب الشعب الجمهوري”.
لذلك لا أحد يستغرب، أن تلتقي قريبًا جنان كفتانجي أوغلو وغيرها من مسؤولي حزب الشعب الجمهوري بالسوريين المجنسين الذي يمتلكون حق التصويت.
لقد حصلت على معلومات تفيد أن حزب الجيد يقوم بإجراء دراسات وإحصائيات أكثر فعالية ودقة.
حيث أجرى الحزب محادثات خاصة لكسب أصوات الناخبين السوريين التركمان، إذ بلغ عدد التركمان السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية ما يقارب 50 ألف شخص. كما قام حزب الجيد باستخراج وإعداد قوائم عبر وسطاء
وقد يقول أحدكم إن هذا أمر طبيعي ويتساءل ما الخطأ في ذلك. لكن أقول لكم إن غير الطبيعي هو التمييز والتفريق بين السوريين.
لأن ميرال أكشنار من بين زعماء الأحزاب التي تبنت سياسة إرسال السوريين إلى بلادهم.
وفوجئ الجميع عندما علم أن ابن ميرال أكشنار يقوم بتدريب السوريين على كيفية بدء أعمالهم التجارية الخاصة في تركيا.
وكانوا في نفس الوقت يجرون حملات انتخابية للناخبين المجنسين في الخفاء.
ووفقًا لتلك الأعمال والدراسات التي أجريت بشكل سري وبالخفاء، الكل يُدرك تمامًا مدى أهمية الألاعيب التي تحاك في هذه المرحلة أي قبل توجهنا نحو عام 2023.
بانتظارنا عملية انتخابية تجبر المعارضة على الوقوف أمام عتبة اللاجئين المجنسين من السوريين والجنسيات الأخرى لكسب أصواتهم الانتخابية.