أعلن تحالف “الشعب” ترشح الرئيس رجب طيب أردوغان رسميًا للانتخابات الرئاسية. بالمقابل، لم يتمكن تحالف الأمة بعد من تحديد اسم المرشح الرئاسي خلال اجتماعاتهم السابقة على الطاولة السداسية المستديرة. وسيعلن تحالف الستة خلال لقاءات الجولة الثانية في 2 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل عن اسم المرشح الرئاسي المشترك.
سيتجاوز تحالف الشعب الجولة الأولى للانتخابات ويحصد المركز الأول، حتى في ظل أكثر التوقعات تشاؤمًا. وفي حال قام تحالف الشعب بالحفاظ على خطته الخاصة فلا يوجد أي عوائق تمنعه من الفوز.
ولنفترض أن تحالف الشعب فقد بعض الأصوات الانتخابية لأسباب مختلفة، وعلى رأسها الأسباب الاقتصادية ، فهو يحتاج إلى واحد بالمائة ليتجاوز الـ 50 بالمئة بواحد ويصبح 51. ومن الممكن أن تتوفر نسبة الواحد بالمائة بسهولة من قوميي حزب الشعب الجمهوري، ووطنيي حزب الجسد، والناخبين الأكراد المحافظين.
من جهة أخرى، تحالف الأمة بعيد جدًا عن الوصول لنسبة 50 بالمائة + واحد بالمائة. حتى لو اجتمع كل أصحاب المصالح في تحالف الأمة واصطفوا جنبًا إلى جنب، فمن غير المرجح أن يتجاوز التحالف نسبة الـ 40 بالمائة من صوت الناخبين. لذلك، ليس لديهم خيار سوى التحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي.
ولو حصلوا على 90 بالمائة من أصوات الناخبين المؤيدين لحزب الشعوب الديمقراطي ، فلن تكون لديهم إمكانية لأن يُنتخبوا. لأنهم يحتاجون إلى مئة بالمائة من أصوات الناخبين المؤيدين لحزب الشعوب الديمقراطي. وهذه بالضبط النتيجة المتوقعة أو التي يُخشى أن تتحقق.
وفي هذا السياق، اقتربت النهاية التي طال انتظارها من تحالف الطاولة السداسية وانتهى شهر العسل بينهم، وحان وقت التعبير عن االإرداة واتخاذ القرارات. لقد بدؤوا بوضع أوراقهم الرابحة على الطاولة.
العملية بدأت بتصريح خليل إبراهيم أورال نائب حزب الجيد في أنقرة بأن الغالبية السُّنية في البلاد لن تعطي صوتها لكمال كليجدار أوغلو نظرًا إلى كونه علويًّا، واستمرت مع التصريحات التي تفيد أن حزب الشعوب الديمقراطي لن يصوت لميرال أأكشينار ومنصور يافاش في حال ترشحهم للرئاسة.
وحين خرجت تلك التصريحات تم التغاضي عنها لكننا اليوم ندخل المنعطف الأخير وأصبحنا في مرحلة لا يمكن فيها التغاضي وإخفاء أي شيء. تحالف الأمة الذي يوجد به خمسة أحزاب غير عضوية في معارضة أردوغان، يصل اليوم إلى مفترق طرق.
عندما تحالفت تلك الأطراف وتجمعت حول الطاولة السداسية برزت الخلافات بينهم. وعندما لاحظوا أن تحالفهم لا يكفي للإطاحة بأردوغان، بدأوا في رسم أجنداتهم ووضع حساباتهم في الميدان.
يعتقد حزب الجيد أنه يمكنه تجاوز حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات ويصبح الحزب الثاني بعد حزب العدالة والتنمية.كما أن شركات استطلاعات الرأي المقربة من حزب الجيد تتمسك بهذه المسألة على جدول أعمالها. أما الطرف الذي يطلق عليه أنه الأكثر تحفظًا بقيادة حزب السعادة ، خسر أمته في أن يخرج مرشحًا توافقيًا لدى الطاولة السداسية، ووذهب ليبحث عن طريق ثالث.وبعد كل هذه الأحداث، سيطرت المخاوف من أن يصبح طرفًا ثالثًا ضد حزب الشعب الجمهوري.
من جهة أخرى، كان حزب الشعب الجمهوري يفرض كليجدار أوغلو كمرشح لفترة طويلة وكان كل يوم يعلن مسؤول من حزب الشعب الجمهوري عن ترشيح كليجدار أوغلو .
وهناك من أدلى بتصريحات: ” الرئيس التركي الثالث عشر سيكون كليجدار أوغلو”. وخلال اجتماع تحالف الستة الأخير، انسحب كيليجدار أوغلو من مسألة ترشحه وبرزت مسألة المرشح التوافقي.
أثارت هذه المسألة ردة فعل غاضبة من قبل أعضاء حزب الشعب الجمهوري. وقام غورسيل تكين بالإدلاء بتصريحات نارية من الممكن أن تفكك الطاولة السداسية حيث قال: “سنمنح مقعد وزارة لحزب الشعوب الديمقراطي”
ومن خلال تلك التصريحات، انكشف الوجه الحقيقي لتحالف الأمة، الذي نجح في إخفاء حضور حليفه السري حزب الشعوب الديمقراطي في اجتماعات الطاولة السداسية التي عقدت لأشهر.
بالمقابل اعترض حزب الجيد على تصريحات غورسيل تكين ورد بثلاثة تصريحات متتالية أدلى بها مساوات درويش أوغلو ويافوز أغيرالي أوغلو وميرال أكشنار: “لن نوافق أبدًا على منح حزب الشعوب الديمقراطي مقعد وزارة”
وبعد ذلك رد نائب حزب الشعب الجمهوري بارش ياركاديش على تصريحات نواب حزب الجيد، مشيرًا إلى المزادات والعقود التي تلقاها أعضاء حزب الجيد من البلديات التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي والمناصب التي شغلوها بفضل تصويت ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي.
لعبة الحظ المميتة “الروليت الروسي” تُلعب حاليًا على الطاولة السداسية
أراد حزب الجيد في كثير من الأحيان انهيار الطاولة السداسية، لكنه لا يريد أن يكون الطرف المتسبب بذلك. أما حزب الشعب الجمهوري يفكر بشكل أكثر عقلانية ويعرف أنه لن يكون موجودًا بدون حزب الشعوب الديمقراطي.
وبعد الوصول لهذه المرحلة، يتطلع حزب الشعب الجمهوري أيضًا إلى انهيار الطاولة. الحزبان الرئيسان في تحالف الأمة يريدان قلب وإسقاط الطاولة ، لكنهما بنفس الوقت لا يريدان أن يكونا طرفًا في ذلك. ولهذا السبب يدلون بتصريحاتهم كما لو أنهم يلعبون “الروليت”.
على سبيل المثال يضغط حزب الجيد على زناد المسدس ويضعه أمام حزب الشعب الجمهوري لإسقاط الطاولة، قائلًا: “لا يمكن انتخاب كليجدار أوغلو لأنه علوي”.
بالمقابل، لا يريد حزب الشعب الجمهوري قلب الطاولة بل يضغط على الزناد ويقول: “يمكن منح مقعد وزارة لحزب الشعوب الديمقراطي” وينتظر بعدها ردة فعل حزب الجيد لإسقاط الطاولة.
سيسحبون الزناد بهذا الشكل ولننتظر من سيقلب الطاولة ويسقطها.
بواسطة / حسين ليكوغلو