اقترب تحالف الستة المعارض من الانهيار وبدأت التمردات تظهر داخله. وبدأ الداعمون لوسائل الإعلام يلعبون على أوتار مختلفة. وشكل رؤساء البلديات شرطة بلدية لإقامة مراسم رسمية عند استقبال حلفائهم. ووقع الممولون في ورطة بسبب الادعاءات والكشوفات التي انتشرت وظهرت للعلن.
وينشد العازفون المنفردون لجوقة “أصوات من الداخل” ، الذين اجتمعوا بهدف الخراب والدمار، أغنية ضد أردوغان بانسجام تام. ولكن عندما يأتي الدور على عزف الأغاني الأخرى يبدأ صوت النشاز بالظهور. ونشعر هذه الأيام بصوت هذا النشاز بشكل كبير.
في بداية تحالفهم استطاعوا إخفاء عدم انسجامهم وتنافرهم، حيث اجتمعوا وتبنوا فكرة “مهما كانت توجهاتك اصطف معنا ضد أردوغان”.
أدركوا فيما بعد أنهم لا يستطيعون الإطاحة بـ”أردوغان” ، وبدأوا يطرحون سؤال ماذا سيحدث إذا أطحنا به؟ وعند هذه النقطة بالتحديد فشلت مخططاتهم وتطلعاتهم.
عندما نصل إلى جوهر الأمر، نجد أن الجميع قرر استعمال الآخر لرؤية حساباته الخاصة. وأثناء طرح سؤال ماذا سيحدث بعد ذلك؟ كانت دائمًا جميع المشاكل والاختلافات في الرأي تحدثت بالخفاء.
قرروا الاجتماع على الطاولة السداسية لتعزيز وحدتهم التي استمدوها من فوز بانتخابات عام 2019. وأيًا كان ما حدث بينهم فقد حدث ضمن هذه الطاولة. وعند تأسيسهم الطاولة السداسية، لم يعد هناك وقت للنميمة والثرثرة حول التحدث عن مدى كون أردوغان شخص سيء.
من جهة أخرى،، يبدو أن أحدهم قال: “ما الذي سنفعله عندما يسقط أردوغان، فأصبحت الأمور معقدة بالنسبة لهم”أو ربما قال أحدهم : ” قمنا بعقد ستة اجتماعات على الطاولة وما زال أردوغان ينتصر من جديد” ، وذلك لأن استطلاعات الرأي التي أجروها من قبل شركات أبحاث المختلفة الداعمة لهم لم تكن نتائجها إيجابية بالنسبة لهم.
بدأ الحلفاء العلنيون والسريون الذين اصطفوا إلى جانب حزب الشعب الجمهوري يتحدثون عن نقاط الضعف والثغرات التي لديهم.
قال نائب حزب الشعب الجمهوري غورسيل تكين: “سنمنح مقعد وزارة لحزب الشعوب الديمقراطي”. ورد عليه حزب الجيد بثلاثة تصريحات متتالية تفيد: “لن نوافق أبدًا على منح حزب الشعوب الديمقراطي مقعد وزارة ولن نجتمع معهم على نفس الطاولة”
وبعد ذلك رد حزب الشعب الجمهوري على تصريحات نواب حزب الجيد بأنهم تلقوا مزادات وعقود وتصويت من البلديات التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي”
ومن ثم صرح حزب الشعوب الديمقراطي بالقول: “نحن لا نشرب الشاي حتى في المقاهي التي يزوروها أعضاء حزب الجيد”.
وبعد ذلك نرى أن ميرال أكشنار تزور أكرم إمام أوغلو ونجد أن كمال كليجدار أوغلو يلتقي برئيس بلدية أنقرة منصور يافاش.
وأدلى الصحفيون الذين يلوحون بسيف “حزب الشعب الجمهوري” بتصريحات مفادها: لا تجعلوا من كليجدار أوغلو مرشحًا رئاسيًا”. ويلوح بعدها كليجدار أوغلو إلى مديري هؤلاء الصحفيين.
ولكي نرى كيف تحول الوضع إلى خلافات واضطرابات علينا قراءة آخر منشور شاركه كمال كليجدار أوغلو على مواقع التواصل الاجتماعي. حيث رأينا الحالة المزاجة للتحالف ضمن الجمل التي نشرها كليجدار أوغلو.
وكانت المنشورات التي نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي مضطربة ومعقدة جدًا، على الرغم من استخدامه لغة بسيطة وجمل واضحة.
لقد فهمنا من منشور السيد كمال أنه كتب هذه الرسالة السرية لإيصالها لشخص ما، لكن بإمكانه الكتابة بلغة أكثر وضوحًا للشخص الذي يريد إرسال رسالة له. يبدو أن مزاجه كان متضاربًا وكان يريد أن يقول الكثير من الأشياء حول التحالف وحزبه في المنشور الأخير الذي نشره.
على الرغم من أننا لم نفهم ماذا يقصد، ولكن الأشخاص المرسلة إليهم هذه الرسائل يفهمون المشكلة.
وسنرى لاحقًا إذا كان الأشخاص المرسلة إليهم هذه الرسائل المعقدة سيمتثلون إلى ما قاله السيد كمال “ابتعدوا عن طريقي” أم أنهم سيردون بجمل ضمنية مماثلة.
الاعتقال الذي حال دون وقوع انفعال
أثارت كلمات المطربة غولشن التي أدلت بها حول طلاب مدارس إمام خطيب ردود فعل واسعة. وكان لا بد من تنفيذ محاكمة بحقها على الإهانات التي وجهتها.
بالمقابل، أثار اعتقالها بعض الجدل وانتشرت انتقادات تفيد أن جرم الإهانة لا يستلزم الحبس الاحتياطي بحق غولشن، وكادت تصل تلك الأطروحات إلى مستوى تجعل من غولشن بريئة.
جميعنا نعرف المعاناة والآلام التي سببتها الجدالات والإهانات حول القيم الدينية في تركيا.ولا يوجد شك أن الأشخاص الذين ما يزالون يتبنون تلك الأفكار القديمة في إهانة القيم الدينية. يرون اعتقال غولشن من وجهة النظر هذه.
وكان ينبغي التصرف بحكمة لتهدئة الأجواء في لحظات الغضب وربما كان اعتقال غولشن لفترة مفيدًا في منع تلك الانفعالات لأننا لا نعرف في أي نوع من الاستفزاز كان في هذه الحسابات والمواجهات.