كشف الكاتب الروسي في “موسكوفسكي كومسوموليتس”، ميخائيل روستوفسكي، السبت، كيف أنقذ أردوغان “صفقة الحبوب” الأوكرانية .
وقال ميخائيل روستوفسكي، في مقال، أن الرئيس أردوغان فعلها مرة أخرى. فبضمانه عودة روسيا إلى “صفقة الحبوب”، أثبت الرئيس التركي مرة أخرى أنه اليوم وحده في العالم القادر على أن يلعب دور الوسيط الفاعل (بل شديد الفاعلية) بين روسيا والغرب، وبين موسكو الرسمية وكييف الرسمية .
وأضاف أن روسيا تعد الضمانات الواردة من أوكرانيا كافية. لكن الحقيقة هي أن زيلينسكي أعطى هذه الضمانات ليس فقط، بل ليس لبوتين تحديدا. لقد أعطاها لأردوغان، الأمر الذي ينطوي في الوضع الحالي على مستوى مختلف تماما من المسؤولية. أحذ رئيس تركيا الرئيس الأوكراني على عاتقه. فإذا ما خالفت كييف كلمتها، فلن تتعامل فقط مع موسكو، إنما ومع أنقرة.
و قال فلاديمير بوتين عن أردوغان: “إنه شريك موثوق”. هذه الكلمات من فلاديمير بوتين ليست مجرد إطراءات دبلوماسية أنيقة. فتقويم بوتين يمثل أحد أسس رأسمال السياسة الخارجية لرئيس تركيا، وهو “عصا سحرية” تجعل أردوغان قويا للغاية ولا يمكن الاستغناء عنه في العام 2022.
في موسكو أصحابه؛ وفي كييف؛ وفي الغرب كذلك.. لا يمكن لأي زعيم أجنبي مؤثر آخر أن يتباهى بشيء من هذا القبيل. وليس من السهل التباهي بذلك: مثل هذا “الثالوث” يمنح أردوغان حرية غير مسبوقة في المناورة بالسياسة الخارجية، وكمية غير مسبوقة من الفرص السياسية والاقتصادية. فلماذا يتخلى رئيس تركيا طوعا عن هذه الثروة؟ لا سبب يدفعه إلى ذلك مطلقا. ويمكن أن يفسر ذلك تمكن أردوغان من إقناع موسكو بالعودة إلى “صفقة الحبوب”، وضمان أن لا يندم الكرملين على قراره.
الدبلوماسية التركية رفيعة الطراز فهي تزاوج بين المصالح الوطنية وبين المبادئ والقيم الإنسانية وتعتمد على الحق والعدل وروح الأخوة والمشاركة والنزاهة في العمل ولهذا أصبحت سياسة ودبلوماسية تركيا نموذجا يحتذى به دوليا وأصبحت شريك مضمون ولاعب نزيه بين الدول المتحاربه وهو ما مكنها من لعب أدوار دبلوماسية معقدة لا يتمكن غيرها من أدائه نتيجة الدبلوماسية الحكيمة والنزيهة والحذرة التي تتبعها أنقرة مع الحلفاء والخصوم ومع الأخرين على حد سواء