بالرغم من أن اسم الملياردير الأمريكي٬ ايلون ماسك٬ الأكثر شهرة وتداولا في الوقت الحالي، إلا أن والده إيرول كذلك يحظى بسجل حافل بالأحداث والمتغيرات التي ربما تغيب عن فئة كبيرة من الجمهور.
وعلى عكس ابنه إيلون الذي يتصدر عناوين الصحف والمواقع نتيجة لثروته الضخمة وأفكاره النوعية، حصد الأب إيرول شهرة واسعة بسبب علاقته العائلية المعقدة و”المشتتة”.
وإيرول هو أب لستة أبناء هم إيلون، وكيمبال، وتوسكا، وإليوت، وآشا روز، والكساندرا، ويتجنب الأضواء، رغم أنه أجرى مقابلات نادرة.
كما أن معظم المعلومات المتداولة عنه جاءت من خلال زوجته السابقة ماي ماسك، وابنه إيلون، اللذين لا يحبانه فعلا، وفقا لمصادر عدة.
ينحدر من عائلة مغامرين
في مقابلة نادرة له مع مجلة Forbes عام 2015، قال إيرول إن والديه كانا من أوائل المسافرين من جنوب أفريقيا إلى أستراليا على متن طائرة بمحرك واحد، وإن جدته كسرت الحواجز عندما أصبحت أول معالجة يدوية بالطب البديل في كندا.
شريك في منجم للزمرد
وفي مقابلة له مع مجلة “بزنس إنسايدر” بنسختها الجنوب أفريقية في عام 2018، قال إيرول إنه كان يمتلك منجما للزمرد في زامبيا، وادعى أنه اشتراه بسبب “نزوة”. ويسرد بعد ذلك علاقته برجل إيطالي وكيفيه بيع طائرة له بالقول: “ذهبنا إلى بيت رجل إيطالي، ففتح خزنته، لم نرَ سوى أكوام من المال، فدفع لنا 80 ألف جنيه إسترليني، كان مبلغا ضخما، ثم عرض عليَّ خيار شراء نصف منجم زمرد بهذه النقود”. وأشار إيرول إلى أنه وافق على العرض فورا، وأصبح يمتلك نصف منجم للزمرد، واستمرت ملكيته لذلك المنجم لـ6 سنوات لاحقة”. وقال إيرول في المقابلة نفسها، إن المنجم أدرَّ عليه الكثير من المال، وحقق أموالا أكثر مما يستطيع تحمله جسديا.
وأضاف “كنا أثرياء للغاية، ولدينا الكثير من النقود أحيانا، لدرجة أننا لم نتمكن من إغلاق خزائننا”.
وكشف إيرول كيف انخرط أبناؤه في أعمال العائلة، مستذكرا الوقت الذي باع فيه إيلون وشقيقه كيمبال القليل من الزمرد لشركة “تيفاني آند كو” الأشهر في نيويورك.
إيلون “كذَّب والده”
في كتاب السيرة الذاتية Elon Musk: Tesla, SpaceX and the Quest for a Fantastic Future قالت المؤلفة “آشلي فانس” إن شركة إيرول ماسك، استثمرت 280 ألف دولار في شركة Zip2 الوليدة آنذالك لإيلون وشقيقه كيمبال. لكن تبين لاحقا أن ادعاء إيرول بامتلاكه نصف منجم للزمرد يتناقض تماما مع ما كشفه إيلون عن ثروة والده.
وقال ماسك في تغريدة عام 2019 “لم يمتلك والدي منجما للزمرد، أنا شققت طريقي وحدي بعد دراستي في الكلية، وانتهى بي الأمر بديون طلابية تصل قيمتها إلى 100 ألف دولار”.
وفي مقابلة له مع مجلة “رولينغ ستون” عام 2017، قال إيلون “دفعنا أنا وأخي تكاليف دراستنا من خلال المنح الدراسية والقروض الطلابية كما عمِلنا بوظيفتين في آن واحد. جاء التمويل الذي جمعناه لشركتنا الأولى من مجموعة صغيرة من المستثمرين العشوائين في السيليكون فالي”.
متهم بالقتل “غير العمد”
في عام 2017، قال إيرول لصحيفة “رولينغ ستون” إنه لم يؤذ ولم يهدد أي شخص عن طريق العمد، إلا أنه أطلق النار وقتل لصوصا حاولوا اقتحام منزله في جوهناسبرغ، مشيرا إلى أن القضاء برأه من جميع التهم الموجهة إليه، لأنه كان يدافع عن نفسه.
كان سياسيا سابقا
وانتخب إيرول عام 1972 لعضوية مجلس مدينة “بريتوريا” موطنه الأصلي في جنوب أفريقيا. وقال لصحيفة “نيويورك تايمز”، إنه كعضو في الحزب التقدمي يعارض الفصل العنصري.
وأضاف أن أطفاله كانوا على دراية تامة بالفصل العنصري الذي تجيزه الحكومة في البلاد، وأن الأمر لم يكن يعجبهم. ومع ذلك، قال إيرول في المقابلة نفسها، إن الحياة في جنوب أفريقيا بنظام الفصل العنصري كانت “أفضل” و”أكثر أمانا” مما هي عليه اليوم.
يلوم نفسه على طلاقه من “ماي مسك”
قال إيرول لمجلة “بزنس إنسايدر”، إنه يتحمل مسؤولية طلاقه من عارضة الأزياء ماي ماسك، أمّ أبنائه، إيلون وكيمبال وتوسكا. وأضاف “أنا مَن أفسَدَ زواجنا”. معترفا أنه خاض علاقات غرامية في أثناء زواجه.
من ناحيتها، أوضحت ماي ماسك أن مشاكل زواجها من إيرول امتدت لأبعد من الخيانة الزوجية، وأن إيرول كان مسيئا، وقال لها مِرارا إنها غبية وقبيحة ومملة.
وأضافت “كان ثريا جدا، لكنه حرمني من كل شيء. كان يرمي لي الأولاد في عطلات نهاية الأسبوع، ويجبرني على شراء جميع مستلزماتهم المدرسية وملابسهم، ولاحقا قاضاني مدعيا أنني أمٌّ غير مؤهلة”.
إيلون يرفض والده
وتبدو علاقة إيلون بوالده إيرول متوترة للغاية؛ ففي مقابلة لإيلون مع مجلة “رولينغ ستون”، قال باكيا إن والده “رجل شرير ومريب”.
وأضاف “كل جريمة يمكن أن تفكر بها، ارتكبها أبي.. كل شيء شرير تفكر به، فعله أبي.. رجل فظيع للغاية، ولا يمكن لأحد أن يصدق أفعاله”.
وأكد إيلون أنه متبرئ من والده، وأن لا طريقة لإصلاح علاقته به، قائلا “جربت كل شيء، جربت التهديدات والحجج الفكرية والعاطفية، وكل شيء في سبيل أن يتغيَّر والدي للأفضل، لكنه للأسف أصبح إنسانا أسوأ.
فيما قال إيرول لصحيفة “ديلي ميل”، إن ابنه إيلون “يحتاج إلى أن يكبر ويتغلب على نفسه”.
وأضاف “لن أرد عليه، سأنتظر حتى يستعيد رشده، إنه يعاني نوبة غضب، تماما مثل الطفل المدلل”.
المصدر: بيروت إنترناشونال.