للمتزوجين فقط.. الاغتصاب الزوجي

في الغرب وبعض دعاة النسوية يسمون اجبار معاشرة الزوج لزوجته (اغتصاب) ويعتبرونها جريمة يستدعى تدخل القانون والقضاء لعقوبة الزوج بالسجن، وهذا المصطلح بهذا الوصف حسب الثقافة الغربية يساهم في افساد العلاقة الزوجية، ونحن نرى أن استخدام مصطلح (اغتصاب) لهذا الفعل خطأ، فالإغتصاب بالمصطلح الشرعي يعني ارتكاب الزنا بالإكراه أو الإعتداء بالزنا على المرأة بالقهر والإجبار، وهذا يدخل في عقوبة حد الزنا وعقوبة حد الحرابة في التشريع الإسلامي

اما لو اجبر الزوج زوجته في المعاشرة فهذا التصرف نسميه ( سوء المعاشرة ) ولا نسميه (اغتصابا)، والله أمر الرجال بمعاشرة النساء بالمعروف وليس بالعنف والإجبار والقهر لقوله تعالى (وعاشروهن بالمعروف)، فالرجل الذي لا يراعى زوجته ولا يعاملها بلطف وحنان سواء أثناء المعاشرة أو في الحياة هو رجل سيء لأنه خالف أمرالله ورسوله، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كذلك أمر الرجال بأن يتلطفوا عند معاشرة النساء وأن يحسنوا أداء المقدمات من خلال القبلة والكلام

وليس من خلال العنف والقهر والتعنيف فقال عليه السلام ( لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول، قيل وما الرسول يا رسول الله؟ قال : القبلة والكلام)، فالنهي عن العنف والإجبار كالبهائم بالمعاشرة واضح بالحديث وهناك حديث آخر وصف فيه النبي العلاقة بين الزوجين أثناء المعاشرة (باللعب)، واللعب ليس فيه اجبار وعنف وقهر وإنما اللعب للمتعة والترفيه والأنس، بقوله عليه السلام للصحابي جابر بن عبدالله رضي الله عنه (هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك)،

فنحن لا نسمي هذا المعاشرة بالإجبار (إغتصابا)، أما لو عاشر الرجل زوجته بعنف، أو أجبرها في الأوقات المحرمة للمعاشرة مثل وقت الحيض أو المرض أو النفاس أو أثناء صيامها فهذا حرام وتصرفه خاطيء، أو لو عاشرها بطريقة عنيفة تضررت منه جسديا أو عاطفيا أو عاشرها بمكان محرم مثل الدبر أو عاشرها بطريقة شاذه

اقرأ أيضا

فكل هذه الأفعال لا نسميها (اغتصابا)، وإنما هو يرتكب كبيرة من الكبائر وفعل حرام منهي عنه، وعليه التوبة والإستغفار لأنه خالف أمر الله ورسوله، ومن حق الزوجة في حالة لو صمم على الإستمرار أن تخالعه أو تطلب الطلاق بشرط أن تثبت عنفه ورعونته وإجباره لها، أو تطلب من الأهل التدخل لتوجيهه ونصحه أو من القاضي لتأديبه، وفي حالة لو كان مريضا كأن يكون (ساديا) فيلزم بالعلاج حتى لا يمارس العنف والقهر والإجبار على زوجته

إن الإسلام سمح للمرأة أن تشتكي على زوجها أو تطلب الإنفصال لو لم يهتم بنظافة جسده أو يعالج رائحته الكريهه وخاصة أثناء المعاشرة، فكيف في حالة لو عاملها بعنف وإجبار؟ فمن باب أولى لها حق الإستمتاع بالمعاشرة الزوجية بطريقة سليمة وصحية، ولها الحق بأن ترفض المعاشرة العنيفة كذلك، وقد يحصل أن تتم المعاشرة بالقوة أحيانا فتسكت الزوجة حياء منها فهذا قرارها، ولكن أن يصبح الإجبار نهجا دائما في المعاشرة فهذا مرفوض،

وبالمقابل على الزوجة أن تستجيب لزوجها ولا تمنعه لو كان يحسن معاشرتها فالرجال في الغالب أكثر طلبا للمعاشرة من النساء، كما أن المرأة لو طلبت زوجها فواجب عليه الإستجابة لها لكي يعفها ويلبيها، ويأثم الزوج لو تكرر رفضه لطلبها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار)،

وخلاصة القول ليس هناك ما يسمى (اغتصاب زوجي) بل هناك سوء المعاشرة واعتداء على حدود الله وأذى نفسي وجسدي، ونحن لا نحتاج أن نستورد من الغرب مفاهيمه وتشريعاته في شأن المعاشرة الزوجية، فالإسلام نظم لنا الحياة من العلاقات الزوجية إلى العلاقات الدولية

الدكتور جاسم المطوع
اخصائي تربوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.