كانت هناك تداعيات غريبة في المكتب، حيث أتي رجل مجهول لا يظهر على الكاميرا وعرض شيئًا ما من هاتفه المحمول على أكرم إمام أوغلو.
وبعدها تطرق إمام أوغلو إلى قرار المحكمة، فيما سألت ميرال أكشنار بهادر إرديم الموجود في الغرفة عن المدة.
وحين علمت أكشنار أن المحكمة قررت حرمان إمام أوغلو من حقوقه السياسية، قامت فرحةً وعانقت إمام أوغلو بسعادة غامرة.
غرفة المكتب التي كانوا ينتظرون فيها قرار المحكمة، فجأة تتحول إلى حفلة زفاف. هذا القرار يتحول لحفلة زفاف بالنسبة لميرال أكشنار وجماعتها. أما بالنسبة إلى جنان كفتانجي أوغلو، فإنها ستعود إلى بيت العزاء. بكل تأكيد، هي لا تعود إلى بيت العزاء لأنها مستاءة من العقوبة الصادرة بحق أكرم إمام أوغلو، بل لأنها ترى بأن إمام أوغلو حصل على شيء لا يستحقه.
كما نعلم جميعًا أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو ألغى برنامج زيارته إلى ألمانيا وعاد إلى تركيا بعد سماعه قرار المحكمة.
يذهب كليجدار أوغلو إلى سراج هانة ليلًا. ترحيب بارد واستقبال بوجه عبوس. وبدأ يتضح كل شيء في اليوم التالي.
ظهر كليجدار أوغلو، في بث مباشر على قناة “Halk Tv” ليقول: “أكشنار لم تتصل بي”، ويشير إلى أن قرار المحكمة لن يؤثر على ترشيحه للرئاسة، مؤكدًا أن إمام أوغلو سيستمر في منصبه كرئيس بلدية إسطنبول.
أثناء حدوث ذلك في إسطنبول، بدأت الصفوف تتضح في المقر الرئيسي للحزب في أنقرة.
وفي الوقت الذي أظهر فيه المقربون من كليجدار أوغلو موقفهم بوضوح، انتشرت صورة عناق ميرال أكشنار وإمام أوغلو بشكل كبير في مجموعات الواتس آب التابعة لأعضاء حزب الشعب الجمهوري.
وبالتزامن مع استمرار أعضاء حزب الشعب الجمهوري بطرح احتجاجهم على الصورة، دون ذكر أسماء، يظهر كليجدار أوغلو ويسلط الضوء على تلك المناقشات.
اجتمع كليجدار أوغلو مع ممثلي القنوات التلفزيونية في أنقرة، ونقل القضية إلى بعد آخر، وصف ما قامت به أكشنار في سراج هانة بأنه تدخّل في الشؤون الداخلية لحزب آخر.
كل الصيغ التي لا تطرح مسألة ترشيح كليجدار أوغلو مغلقة بالنسبة له
نفهم كيف كان وقع لقاء أكشنار وإمام أوغلو من خلال تصريحات كليجدار أوغلو عندما قال:
“علمت بالاجتماع في سراج هانة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي”. كل هذه التصريحات التي يدلي بها كليجدار أوغلو توضح أن كل الصيغ والاجتماعات التي تحدد قضية عدم ترشحه للرئاسة مغلقة بالنسبة له.
من ناحية أخرى، اعترف إمام أوغلو، الذي جاء إلى أنقرة لحضور اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، بأنه لم يكن على علاقة جيدة مع جنان كفتانجي أوغلو قبل مغادرته. سنرى في الأيام المقبلة ما يكمن وراء اعتراف إمام أوغلو.
الجميع يعارض أردوغان
رحب كليجدار أوغلو بإمام أوغلو في غرفته بالبرلمان واستقبله بكل ودية وحميمية، لكن تغير كل شيء عندما انتقلت المجموعة البرلمانية إلى قاعة الاجتماعات. لم يُسمح لإمام أوغلو بالتحدث في اجتماع المجموعة. في حين رحب المقربون من كليجدار أوغلو بهذا الأمر، وتحولت الأنظار إلى اجتماع مجموعة حزب الجيد الذي سيعقد اليوم.
نحن نعيش في هذه الأيام أحداثًا قلَّ ما نرى مثيلاً لها في تاريخ السياسة التركية إذ إننا نجد أن هناك تحالفات، ومشاجرات، وتصفية حسابات سياسية، ومؤامرات.
ليس من الواضح من يقف ضد من، ولا ما يقولون، والسبب الذي يدفعهم إلى تصريحاتهم. وليس من الواضح إذا كانوا يتصرفون ويتحدثون بصدق أم أنهم يمثلون دورًا ما. البعض يتربص، والبعض الآخر يحيك الألاعيب، والبعض يخطط حول كيفية الاستفادة من تلك الصراعات. الجميع يعارض أردوغان ويرتبط بحسابات سياسية. ولا أحد يهتم لأمر أحد.
إنهم في حالة مزاجية لدرجة أنه إذا صدرت مذكرة توقيف بحق أكرم إمام أوغلو، فإنهم سيخوضون سباقًا لوضع الأصفاد بيديه من أجل تحقيق مكاسب سياسية.
لقد طالبت المحكمة بتطبيق حظر سياسي على أكرم إمام أوغلو، وإذا طالبت بتطبيق عقوبة الإعدام لشنقوا إمام أوغلو دون التماس الاستئناف.
عرض التعليقات
أحزاب المعارضة التركية تقريباً هي ذات أجندات خاصة أو عميلة وجميعهم متفرقون وهم متحدون في شيء واحد فقط وهو كراهية أردوغان وحكومته ومحاولة إسقاطتهما وهم واهمون وسرعان ما سيكتشف الشعب التركي حقيقة هؤلاء النرجسيين الضعفاء الشخصية عملاء النخب الغربية وبعد كشف الحقائق وانتصار تحالف الأمة ستتهالك القاعدة الجماهيرية لتلك الأحزاب وتنضم إلى حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية وسيكون لتركيا مستقبل مشرق وزاهر