انطلقت منصة تويتر عام 2006 وأتاحت لمستخدميها في بداية الأمر نشر تدوينات صغيرة مكونة من 140 حرفاً. ثم شهدت منصة تويتر تحولات وتغيرات كبيرة طوال الـ 16 سنة الماضية. واستضافت المنصة أحداثا اجتماعية ذات تأثير كبير.
على سبيل المثال، أحداث الربيع العربي الذي بدأ عام 2010، وأحداث مؤامرة غيزي بارك عام 2013 في تركيا، واقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي، كلها مرتبطة بشكل مباشر بمنصة تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.
وبغض النظر عن بيانات التفاعل حول المنشورات التي تغذي الفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي، نجد أن هناك براهين وأدلة توضح ارتباط هذه المنصات بالفوضى.
لقد تكتمت وسائل الإعلام الأمريكية عن ملفات الفضائح التي تم نشرها وكشفها بدعم من المالك الجديد للمنصة “إيلون ماسك”. فقد بدأنا نرى وثائق ومستندات تشير إلى أن منصة تويتر باتت تتصرف كـ “دولة” وتطبق ممارسات الفاشية الرقمية ضد الديمقراطية.
لا أعرف إذا حان وقت الكشف عن الممارسات الخاصة ضد تركيا ضمن هذه الملفات التي كُشفت، لكن لدي توقعات كبيرة في هذا الصدد.
فعلى سبيل المثال، في أغسطس/حزيران 2020، قامت إدارة تويتر بإغلاق 7 آلاف و340 حساب في تركيا، ثم قامت بنشر بيان لها في منتصف الليل، زعمت فيه أن الحسابات التي أزالتها والخاضعة للرقابة كانت حسابات “وهمية” تم فتحها لدعم الرئيس أردوغان وأن هذه الحسابات تدار من مركز واحد.
لكن بيان منصة تويتر كان كذبة كبيرة. إذ قامت أيضًا بإغلاق حسابات بأسماء حقيقية تحتوي صور ملفات شخصية حقيقية وكنت أتابعها شخصياً، وكان من بين الحسابات أسماء معروفة.
ولم تقدم إدارة تويتر السابقة دليلاً واحدًا يثبت أن هذه الحسابات وهمية وتدار من مركز واحد لصالح الدولة. ثم قامت وسائل إعلام أجنبية ممولة بنشر تقرير عنها تحت عنوان “انقلاب ضد جيش المتصيدين التابع لحزب العدالة والتنمية”
إلا أن رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية “فخر الدين ألطون” قال في تصريح له رداً على إغلاق الحسابات ورقابة تويتر: “إن رغبة تويتر في استهداف تركيا سياسياً وتسليح نفسها عبر الأنشطة الدعائية السوداء للهياكل المعادية لتركيا كتنظيمي “بي كي كي” وغولن” الإرهابيين واضحة للجميع”.
يمكن حتى لمستخدمي تويتر العاديين أن يلاحظوا أن منصة تويتر كانت تدعم أنشطة الدعاية السوداء للهياكل المعادية لتركيا كتنظيمي “بي كي كي” و”غولن” الإرهابيين. وكان لابد لـ “فخر الدين ألطون” أن يدلي بتلك التصريحات رداً على إدارة تويتر.
وفي الملفات التي تم الكشف عنها مؤخرًا، تبين أن منصة تويتر كانت أداة بيد تنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي. وظهر في الحلقة الثامنة من “ملفات تويتر”، التي نشرها الصحفي “لي فانغ” بدعم من “إيلون ماسك” مراسلات تفيد بأن تويتر ساعد وحدة العمليات النفسية السرية عبر الإنترنت التابعة للبنتاغون.
وفي الوقت الذي كان يرسل البنتاغون فيه شحنات أسلحة إلى تنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي شمالي سوريا، كانت منصة تويتر تقوم بحماية الحسابات التي تروج للتنظيم الإرهابي.
لا نعرف حجم وأبعاد هذه الحماية ولكننا الآن ندرك أن منصة تويتر قد أنشأت قوائم “سوداء” و “بيضاء” وكانت الحسابات تخضع لمعاملة خاصة يتم تصنيفها وفقًا لذلك.
كما أن القوة الخفية الكامنة وراء التفاعلات التي تتلقاها هذه الحسابات والسرعة التي ينتشر بها المحتوى أصبحت معروفة المصدر. وهذا يعني أن الولايات المتحدة، التي أرسلت 1500 شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر والمركبات والمواد اللوجستية إلى تنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي، يمكنها أن تحمي نفس التنظيمات الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي بسهولة، والعملية أشبه بتحريك مؤشر فأرة الكمبيوتر فوق علامة التبويب ذات الصلة والنقر عليها.
ووفقا لذلك، يمكننا أن نقول: إن منصة تويتر توفر امتيازات مماثلة أو حتى أكثر لتنظيم “غولن” الإرهابي. وحينما يكون الموضوع متعلقاً بتنظيم غولن الإرهابي، قد لا تكون تلك الامتيازات للحسابات فحسب، فأعضاء التنظيم الإرهابي يعملون على مستويات عالية في إدارة تويتر.
سننتظر ونرى ماذا سيحدث، لأن جبهة إيلون ماسك تستمر في الكشف عن أعمال منصة تويتر خلال الـ 16 عاما الماضية.
وتكشف الملفات التي تؤكد التدخل الأمريكي في انتخابات الدول الديمقراطية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي
وستظهر لاحقاً معلومات ووثائق ومستندات جديدة. يجب إعادة النظر فيها، وتحليل الفترات والعمليات والفوضى والأسباب والعواقب والتأثيرات لتلك المعلومات.
كما ستبدأ تركيا في عملية تصفية الحسابات مع إدارة تويتر السابقة، حيث سيبرز هذا الأمر على جدول الأعمال أيضاً.