قالت ميرال أكشنار في تصريحات لها: “يا مالكي صحيفة يني شفق، حينما كانت منازلكم على وشك التفتيش لم يجد محاميكم أحدا، لكنه وجدني، ووقفت إلى جانبكم”
كنت أعمل مراسلا صحفيا خلال فترة الضغط والإجبار التي تعرضت لها صحيفة يني شفق من قبل أصحاب الوصاية العسكرية 28 شباط/فبراير وشهدت كل شيء. وكاد أن يتم اعتقالي في مداهمة عام 2002.
عندما سمعت تصريحات السيدة ميرال لم أتذكر شيئا من هذا القبيل وفتشت في الأرشيف مباشرة في كل الأيام والسنوات.
لم أجد أي معلومات أو صورة تثبت أن ميرال أكشنار وقفت إلى جانب مالكي صحيفة يني شفق خلال مداهمات 1999 و 2000 و 2001 و 2002.
كما قالت أكشنار في تصريحاتها: “يا مالكي صحيفة يني عقد، هل تتذكرون عام 1999 عندما اتصلتم بوزيرة الداخلية السابقة ميرال أكشنار، التي كانت مرشحة للبرلمان عن ولاية قوجه ايلي وكنتم في حالة ذعر تقولون: “أختي، نرجوك أن تأتي لزيارتنا” فهل تتذكرون عندما تركت العمل الانتخابي وجئت من إزميت لزيارتكم؟
على مدى اليومين الماضيين، نشرت صحيفة “يني عقد” على صفحتها الرئيسية، على عكس ما تقول أكشنار وعنونت أن الصحيفة دعمت أكشنار.
وفي التصريحات ذاتها، قالت أكشنار: “مثلما وقفت إلى جانب السيد أردوغان في مواجهة الظلم الذي عانى منه قبل عشرين عامًا ، ذهبت ووقفت هذه المرة إلى جانب أخي أكرم”.
مرة أخرى فوجئت بتصريحاتها، لأني لم أتذكر أنها وقفت إلى جانب أردوغان فكنت أعمل كصحفي في سراج خانة قبل 24 عاما. وعندما تم الانتهاء من إدانة الرئيس أردوغان في تلك الأيام، كنت أتعقب الأخبار والتطورات ولم أسمع أو أشاهد السيدة ميرال قادمة لدعم أردوغان.
ربما مرت سنوات على الحادثة وأكون قد نسيت لذلك واصلت البحث في الأرشيف وتفحصت التقارير حول الشخصيات التي حضرت إلى سراج خانة يوم إدانة أردوغان، لكن لم أجد أية معلومات تشير إلى وجود أكشنار.
حتى إنني بحثت في أسماء الشخصيات التي لم تأت و أدلت ببيانات حول إدانة أردوغان. على سبيل المثال، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة يني شفق في 25 سبتمبر/أيلول، كانت تصريحات دنيز بايقال حول قرار إدانة أردوغان: “القرار صادر عن عدم كفاية الأسس الديمقراطية في تركيا”.
في نفس التقارير وفي الأيام التالية، كانت هناك تحليلات من قبل العديد من السياسيين.
وكانت هناك ردود أفعال من قبل حسن جلال غوزل، وبسيم تيبوك، وحسن أكينجي، ومحسن يازجي أوغلو، وقورقوت أوزال، وحسن فهمي غونيش والعديد من السياسيين الآخرين وممثلي المنظمات غير الحكومية.
السيدة ميرال صنعت لنفسها ماضيا
لماذا تتشبث السيدة ميرال بمثل هذا الماضي غير الواقعي؟ لأن معانقتها لإمام أوغلو جاءت بنتائج عكسية. تسببت صورة أكشنار وهي تعانق إمام أوغلو بكل فرح في حدوث غضب داخل حزب الشعب الجمهوري. لقد تسبب العناق في حدوث خلافات داخل الطاولة السداسية للمعارضة التركية ومخاوف داخل الحزب. اختلقت السيدة ميرال ماضيا لنفسها عندما ظهرت ردود الفعل غير المتوقعة حول العناق.
وبما أن السيدة ميرال فتحت باب الماضي، سنسلط الضوء أيضا على بعض الأحداث في الماضي. ميرال أكشنار، التي كانت معروفة جيدا لوسائل الإعلام بأنها نسوية وسياسية ملتوية جدا منذ أن كانت رئيسة أحد فروع حزب الطريق القويم. عندما كانت رئيسة فرع النساء في أحد فروع الحزب، جمعت نساء الحزب وتظاهرن أمام منزل مسعود يلماز. وكان لديها يد في انهيار تحالف حزب الرفاه-حزب الوطن الأم الذي كان على وشك أن يتشكل.
ميرال أكشنار، التي أصبحت وزيرة للداخلية بعد فضيحة سوسورلوك، كانت من بين الأسماء التي منعت استهداف بعض الشخصيات المظلمة، بما في ذلك الإرهابي غولن.
ماذا كنت تقرئين أثناء قراءة البيان على قناة “TRT”؟
قاوم أربكان قرارات المجلس القومي بعد انقلاب 28 فبراير/شباط، لكن أكشنار، التي كانت محسوبة بأنها معارضة لانقلاب 28 شباط/فبراير أحاكت الألاعيب دون علم أربكان.
لقد تركت أكشنار عمدا ملف عمل الشرطة للضباط الانقلابيين الموجودين في القاعة خلال اجتماع مجلس الأمن القومي في مارس/آذار وأبلغت ضباط الانقلاب بالعمل المعني. تولت أكشنار، التي استمعت بشكل غير قانوني إلى الصحفيين، دور السياسية الضحية عندما تم تغريمها.
في عام 2002، ذهبت أكشنار برفقة “الحركة المبتكرة” التي تم إطلاقها تحت قيادة رجب طيب أردوغان. وفي الطريق إلى المخيم في أفيون لإعلان تحويل الحركة إلى حزب، ابتعدت أكشنار وعادت من منتصف الطريق لسبب ما زلنا نجهله.
وليست هناك حاجة للكتابة حول مع من تعاملت أكشنار قبل ليلة 15 يوليو/تموز من أجل الاستيلاء على حزب الحركة القومية، لأن الحادثة وقعت أمام أعيننا.
بواسطة / حسين ليكوغلو