شنّت وكالة أنباء رويترز البريطانية، حملة تحت إعلان لوظيفة “نائب لرئيس مكتب تركيا” عبر منصة LinkedIn، والتي استهدفت من خلاله تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان.
وذكرت “رويترز” في الإعلان: “تركيا الدولة العضو في الناتو والقوة الإقليمية الهامة ذات التأثير الكبير على أمن أوروبا والشرق الأوسط، قد أبعدها الرئيس رجب طيب أردوغان خلال عقدين من وجوده في السلطة، عن التقاليد الحديثة والعلمانية، وحولها إلى كيان دبلوماسي وعسكري طموح في المنطقة الممتدة من جنوب القوقاز إلى شمالي إفريقيا”.
وأضاف الإعلان: “نحن بحاجة إلى شخص يتمتع بمهارات قوية في الكتابة وإعداد التقارير، يمكنه تقديم قصص عن الشركات في المرحلة التي تضررت الليرة التركية فيها من ارتفاع معدلات التضخم، مما يهدد إعادة انتخاب أردوغان في الفترة المقبلة”
من جهة أخرى، سنذكر العديد من الأبعاد حول هذه المسألة
البعد الأول: يُفسر هذا الإعلان أنهم يتبعون خطى الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما قال:”أرى أنه يجدر بنا اتخاذ منهج مختلف جدا في التعامل معه (أردوغان) الآن، بأن نوضح أننا ندعم قيادة المعارضة التركية ويجب على واشنطن أن تحمس قادة هذه المعارضة حتى يستطيعوا مواجهة أردوغان وهزيمته عبر الانتخابات دون الحاجة إلى انقلاب”.
البعد الثاني: سعادة المعارضة التركية بإعلان وكالة رويترز. إذ يعتقد قادة المعارضة التركية، الذين شعروا بالفرح إزاء تصريحات بايدن (المذكورة أعلاه)، أنهم سينفذون إعلان وكالة رويترز حرفيا ويتخذون خطوات حازمة نحو الإطاحة بأردوغان.
البعد الثالث: ظهور فرص عمل جديدة ومصدر دخل كبير “للصحفيين الأتراك” الذين توظفهم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. فقد بزغ شمس الموظفين المعاصرين والمكتئبين والقلقين في مشروع القنوات التلفزيونية والصحفية.
البعد الرابع : الغاية من هذا الإعلان هو إعداد جدول الأعمال الذي يخص تركيا واستهدافها من خلاله، حيث طرحوه هذه المرة بشكل واضح، ولا سيما أنه يعد أحد أهم وسائل الاتصال لديهم.
ما هو جدول الأعمال الذي يريدونه لتركيا؟ ومع أي نهج يتوافق؟ بايدن قد أعطى بالفعل الإجابة على هذا السؤال من خلال تصريحاته المذكورة أعلاه بأنه سيدعم المعارضة التركية للإطاحة بأردوغان.
وهذه بعض القضايا الموجودة على جدول أعمالهم: 1- دعم تنظيم بي كي كي الإرهابي 2- تقليل شأن جميع إنجازات تركيا 3- إجبار تركيا على الانحياز إلى طرف في الحرب الأوكرانية الروسية 4- دعم أكرم إمام أوغلو 5- عرقلة أنشطة شرق البحر الأبيض المتوسط ..إلخ. وسيقومون بتشغيل مشاريع صحفية عديدة لخدمة هذا الجدول
البعد الخامس: الوقاحة والجبن! الإعلان لم يزعم أن تركيا يحكمها نظام استبدادي وأنها ابتعدت عن الديمقراطية والعدالة فحسب، بل لديها أيضًا كل هذه الوقاحة لإصدار مثل هذا الإعلان … أتحداهم أن يفعلوا الشيء نفسه في ألمانيا وفرنسا … وفي نفس الوقت يظهر جبنهم وخوفهم عندما ذكروا في الإعلان: “تركيا عضو في الناتو وقوة إقليمية مهمة لها تأثير كبير على أمن أوروبا والشرق الأوسط”
الخوف لا فائدة منه .
بواسطة / على صيدم
دائما يتعامل العقل الغربي مع تركيا بوصفها أداة أو خصم ولا يتهاون مع أي نظام قومي ينفذ أجندة وطنية خاصة في مناطق النفوذ والتماس الاستراتيجية المحورية كالشرق الأوسط ،. الغرب يريد تابعين لا حلفاء ولذلك عندما خطت الاستراتيجية التركية الشاملة الخط الوطني والاستقلال السياسي ظهروا على حقيقتهم،. لايمكن إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء مهما فعلوا من جهود خفية وعلنية فهذه تركيا الجديدة وليست القديمة التي خاضت وما زالت معركة الاستقلال والتمكين الذاتي والمصلحة الوطنية أصبحت دولة مؤسسات ديمقراطية حقيقية وليست دولة يحكمها نخبة عسكرية استبدادية تدربهم وتمولهم واشنطن هم لم يعرفوا حجم تركيا ولا حجمهم بعد،. بعد انتخابات 2023 وخروج تحالف الأمة منتصرا سينتهي أملهم ولكن لن تنتهي مؤامراتهم حتى نهاية النظام الدولي الحالي في صراع عالمي شرس يقترب من عالمنا يوما بعد يوم