بينما تركز الغالبية العظمى من وسائل الإعلام الدولية على السياسة الداخلية والخارجية لتركيا، فإنها تميل إلى تجاهل بعض الأخبار الجيدة، كالتطورات التي نشهدها في مجال مكافحة التحديات البيئية، إذ تسهم تركيا بشكل إيجابي في جميع الجهود المبذولة على الساحة الدولية لمكافحة التحديات الكبرى التي يفرضها التغير المناخي على الإنسانية جمعاء.
يشمل ذلك توقيع اتفاقيات مناخية مهمة بزعامة رئيس جمهوريتنا السيد رجب طيب أردوغان، إلى جانب قيادة أنقرة جهودًا لتنويع موارد الطاقة لشعبنا وكذلك لأوروبا. وفي هذا الصدد، فإن جهود تركيا ومساعيها الدبلوماسية للاستثمار في موارد الطاقة الأكثر نظافة وتسهيل وصول الغاز الطبيعي من آسيا الوسطى إلى أوروبا، سيحوّلها إلى مركز للطاقة، مما سيسهم في تعزيز أمن الطاقة في منطقتنا وتقريبنا من مواردها الأكثر استدامة.
وعلى مدار السنوات الماضية، أحرزت تركيا تقدما كبيرا على صعيد زيادة حصة الطاقة المتجددة ضمن مصادر الطاقة المتعددة التي تستخدمها، إلى جانب النجاح الكبير في خفض بصمتنا الكربونية بشكل عام. وقد أصبحت تركيا خاصة منذ عام 2017 رائدة على مستوى العالم في مبادرة صفر نفايات، برعاية ومبادرة السيدة أمينة أردوغان.
ولهذا يعد قرار تركيا المتعلق بصفر نفايات، والذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، نقطة تحول مهمة في التزامنا بأهداف التنمية المستدامة التي أقرّتها الأمم المتحدة.
وتُعد السيدة أمينة أردوغان واحدة من أشد المدافعين عن مشروع صفر نفايات على الصعيدين العالمي والمحلي، إذ قادت عددًا من الحملات الناجحة في جميع أنحاء البلاد والتي أسهمت في رفع وعي المواطنين حول الاستهلاك وأدت إلى اتخاذ تدابير للوصول إلى صفر نفايات.
إن الإدارة التركية ومنذ زمن طويل تعي حقيقة أزمة المناخ وضرورة اتخاذ الإجراءات العاجلة. وينبع هذا الوعي من صميم تقاليدنا وثقافتنا التي علمتنا دائمًا أنه من غير العدل إهدار الموارد وترك العالم للأجيال المقبلة أسوأ مما ورثناه. كما أنها إهانة خطيرة للثروات التي منحها لنا العالم، لذا ينبغي علينا نحن البشر أن نترك وراءنا عالمًا أفضل من العالم الذي تمتعنا به.
هذا هو المبدأ التوجيهي لنهج إدارتنا في التعامل مع قضايا تغير المناخ. أما الاستخدام العادل والمنصف للموارد الطبيعية وتوعية الأجيال المقبلة يمكن أن يخلق حلولا فعالة ستجعل الاستدامة حقيقة واقعة. والمستقبل المشترك للبشرية يعتمد على وعينا البيئي والتزامنا بنمط حياة أكثر استدامة. من هذا المنطلق، يطبق كل من رئيس جمهوريتنا وعقيلته هذه المبادئ في حياتهما اليومية ويشكلان مثالاً وقدوة للجميع.
بعد هذا الجهد، أصبحت لمشروع “صفر نفايات” برعاية السيدة أمينة أردوغان بصمة على العديد من المبادرات والمشاريع في بلدنا، وقد نال بعضها اعترافا دوليا. كما حققت بعض مؤسساتنا العامة والخاصة أهداف مبادرة صفر نفايات في وقت قصير.
على سبيل المثال، تمكنت شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية “توساش” من إعادة تدوير 99% من نفاياتها. وكذلك نالت بعض بلدياتنا تقدير المؤسسات الأوروبية في إدارة النفايات ومشاريع الكومبوست. كما تقدم وزارة البيئة والتخطيط العمراني والتغير المناخي التركية منحًا لتشجيع مثل هذه المشاريع، فيما تعمل وزارة الزراعة والغابات على تطوير مشاريع لمعالجة قضايا مثل هدر المياه، والتي تزداد قيمتها يومًا بعد يوم.
أما بالنسبة للتدابير التي اتخذتها الحكومة، فقد قمنا بفرض غرامات مالية للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية، وغرامات لمنع رمي القمامة، واستخدام المواد الخطرة، وتلوث الهواء وحتى التلوث الضوضائي.
هذه ليست سوى عدد قليل من تدابير صفر نفايات التي تم تطبيقها في بلدنا في السنوات الأخيرة، والجهود متواصلة إذ يبتكر العديد من العقول المبدعة في بلدنا أعمالاً فنية من البلاستيك والنفايات الأخرى لخلق الوعي من خلال الاستلهام من مشروع صفر نفايات.
وتعد تركيا دولة رائدة في الدعوة إلى الالتزام بتدابير صفر نفايات في المنتديات الدولية، إذ تحرص السيدة أمينة أردوغان على تذكير العالم في كل فرصة بأننا بحاجة إلى إصلاح عاداتنا الاستهلاكية وأن نكون حذرين بشأن ما نخلفه وراءنا. وبالرغم من أن التفكير في اكتشاف مصادر طاقة جديدة لتنفيذ أنشطتنا مهمٌّ، فإن الحد من بصمتنا الكربونية يبدأ من عادات الاستهلاك لدينا.
ومن المؤكد أن التقنيات التحويلية ومصادر الطاقة النظيفة ستؤدي دورًا مهمًّا في معالجة قضايا تغير المناخ، لكنها لن تكون كافية إذا لم يشارك المواطنون بوعي وفاعلية في مشروع صفر نفايات. هذا لأن عملية التخلص من النفايات عند الاستهلاك أسهل من محاولة التخلص من النفايات البلاستيكية والكيميائية الأخرى التي تنشأ عن طريقة استعمالاتنا. هذا هو الموقف الواعي لمشروع صفر نفايات في بلدنا، ومن دواعي السرور أن تعترف به مؤسسات مثل الأمم المتحدة.
إن حكومتنا عازمة على حماية البيئة وتقليل بصمتنا الكربونية حتى تتمكن الأجيال المقبلة من العيش في عالم مستدام، وهو الهدف الذي يكافح من أجله رئيس جمهوريتنا رجب طيب أردوغان والسيدة أمينة أردوغان من أجل تنفيذ التدابير وخلق الوعي على المستوى الوطني والعالمي.
لقد أظهرت لنا جائحة “كوفيد-19” أنه لا يمكن مواجهة التحديات العالمية دون التضامن والتعاون العالميين. الشيء نفسه ينطبق على مواجهة التحديات البيئية اليوم. فعلى الرغم من عدم الاستقرار في النظام الدولي، فإن تركيا مصممة على العمل مع قادة وحلفاء متشابهين في التفكير من أجل مستقبل أكثر استدامة.
ويجب أن نعتبر قبول الأمم المتحدة لقرار تركيا المتعلق بصفر نفايات فرصة للارتقاء بهذا الموضوع إلى مستوى أعلى. كما يجب أن يكون الاستهلاك المسؤول والواعي جزءًا من أي إستراتيجية جادة لمواجهة تحديات تغير المناخ العالمي. ويقوم قادتنا بدورهم، وعلى بقية قادة العالم أيضًا أن يفعلوا الشيء نفسه.
حققت شركة LC Waikiki قفزة كبيرة في مجال النمو العالمي في عام 2024، حيث بلغت…
يستعد القطاع الصناعي في تركيا لإغلاق عام صعب مع تراجع الطلب وزيادة التكاليف، حيث طلبت…
مع اقتراب العام الجديد، تلوح في الأفق زيادات جديدة في رسوم الخدمات السكنية (العائدات) بالتزامن…
تشهد درجات الحرارة في تركيا ارتفاعًا يفوق المعدلات الموسمية، مما أثار تساؤلات حول ما إذا…
شهدت ولاية موغلا مساء اليوم زلزالًا بقوة 4.7 درجات على مقياس ريختر، وقع في عرض…
أجرى حزب العدالة والتنمية تغييرات في رئاسة ولاية إسطنبول. وبعد الانتخابات المحلية
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.