ميرال أكشنار .. لماذا بقيتِ صامتة في ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة؟
تسريبات نائب حزب الجيد المعارض “فريدون باهشي” حول ما حدث ليلة 15 يوليو/تموز 2016، فتحت الباب على مصراعيه أمام مناقشات جديدة إزاء ما حدث ليلة محاولة الانقلاب والخيانة.
لنذكر أولا الاعترافات (أو التسريبات) اللافتة التي أدلى بها باهشي، محامي حزب الجيد وميرال أكشينار، ومن ثم نعلق على هذا الموضوع:
كنا في منزل (رئيسة الحزب) زعيمة حزب الجيد ليلة 15 يوليو/تموز، المطل على جسر البوسفور، سمعنا على أحد جانبي الجسر أصوات حركة المرور وعلى الجانب الآخر دبابات. وكنا نتحدث حينها حول ما إذا كان داعش سيتخذ إجراءات. وفي تمام الساعة 21.30 اتصل بي موكلي (كان ضابط مخابرات وقد تمت محاكمته بسبب ملفات مؤامرة أرجينيكون) وقال لي: “غير الأكفاء يحاولون الانقلاب”. وتحدثنا معه 37 مرة في ذلك المساء حول مسار الانقلاب. ونشرت بعدها زعيمة حزب الجيد تغريدة في الساعة 23.00 لعنت بها “الإرهابي” غولن”. فقلت لها حينها لقد نشرتِ تغريدة ولعنتِ هذا الرجل، وإذا نجح هؤلاء في الانقلاب سيقطعون أذرعنا وأرجلنا لنخفف من حدة الخطاب قليلا”. وأضاف: “خففنا من حدة الخطاب وقبل الساعة 24:00 غردت ميرال أكشنار على تويتر: “أسوأ ديمقراطية هي أفضل من أفضل انقلاب”.
نفهم من تصريحات فريدون باهشي أن ميرال أكشنار ومن معها يعرفون أن الانقلاب نفذه “غولن” الإرهابي في الساعة 23.00. أعدت أكشينار “منشورا تلعن فيه غولن الإرهابي” لكنها تراجعت عن تغريدتها بعد أن قام محاميها فريدون باهشي بتخويفها وتحذيرها.
قد تكون حالة الخوف طبيعيةً بالنسبة للبشر. ليس لدينا اعتراض على خوف ميرال أكشنار. ولكن في ليلة 15 يوليو/تموز، وقبل ظهور رئيس الوزراء بن علي يلدرم على شاشة التلفزيون واستخدامه عبارة انقلاب مجموعة، إذا كانت أكشنار تعلم أن تنظيم الإرهابي غولن الذي حاول الانقلاب لكنها لا تزال خائفة من قمع الانقلابين، فيجب التوقف عند هذا الأمر والتفكير فيه.
ما الذي منعكِ من نشر تغريدة تلعنين فيها غولن الإرهابي؟
ربما كانوا خائفين، وربما يمكننا أن نفهم أن أتباع غولن الإرهابي الذين يعرفونهم جيدًا اعتقدوا أنهم يمكن أن ينجحوا في الانقلاب. لكن شعبنا قاوم الانقلاب بلا خوف من الموت، وتم التصدي للانقلاب وإفشاله.
فشل الانقلاب الذي كنتِ تخشين نجاحه. وألقي القبض على الانقلابيين لكن أنتِ ماذا فعلت؟ تشبثت أنتِ ومن معك بكذبة أن “الانقلاب كان مسرحية”. هل نجاح الانقلاب ما كنتِ تخشين منه أم كنتِ تخشين مدبري الانقلاب؟
عندما تمت قراءة بيان ما يسمى مجلس السلام في الوطن من قبل الانقلابيين في ليلة 15 تموز/يوليو، فإننا نتفهم التزامك الصمت بدافع الخوف، ولكن لماذا تستمرين بصمتك؟ وما الذي يمنعكِ من نشر تغريدة تلعنين فيها غولن؟ هل كنتِ تعتقدين أن الانقلاب مستمر؟ هل كنت تشعرين بالقلق من أنهم قد يعودون رغم هزيمتهم؟
وبالنظر إلى التصريحات التي أدلى بها فريدون باهشي. أريد أن أسلط الضوء على الحديث الذي دار بين باهشي وضابط المخابرات في ليلة محاولة الانقلاب.
أكشنار تواصل تحريك الكرة في الوسط!
يقول فريدون باهشي إنه تحدث 37 مرة في تلك الليلة مع ضابط ادعى أنه مسؤول في جهاز الاستخبارات التركية. ونجد أن ضابط المخابرات الذي اتصل به باهشي استخدم جملة مثيرة للاهتمام عدنما أخبره ما يحدث في تلك الليلة: “غير الأكفاء يحاولون الانقلاب”.
ولكن ماذا تعني بعبارة “غير الأكفاء”، ومن هم؟ يجب الكشف عن اسم ضابط المخابرات الذي قال له ذلك. بمن التقى فريدون باهشي؟ من جاء وذهب إلى المنزل في منطقة بيلربيي في تلك الليلة؟ من لديه سجل الاتصالات في تلك الليلة؟
لا يمكن الخوض في الباب الذي فتحه باهشي على مصراعيه حتى يتم الرد على هذه الأسئلة. علاوة على ذلك، لم تكن هناك تغريدة نشرتها أكشنار كما ادعى باهشي. فلا يوجد فرق بين تغريدة أكشنار في تلك الليلة وتصريحات الأمريكيين: “ندعو الأطراف إلى ضبط النفس”.
قالت ميرال أكشنار في تغريدتها التي نشرتها في تلك الليلة في الساعة 23:59 : “الديمقراطية هي الحل الوحيد وأية أفعال وسلوكيات غير الديمقراطية فهي غير مقبولة”. رمت أكشنار الكرة في وسط الملعب وما زالت التساؤلات تدور حول ذلك الأمر.
بواسطة/ حسين ليكوغلو