تركيا الآن

تركيا بيدها الحل الأساسي للأزمة السورية

يدرك نظام الأسد أنه بفضل تركيا فقط يمكنه التخلص من واي بي جي/بي كي كي الإرهابي، سارق النفط، كما يدرك أنه في حال غادر الآخرون، سيستمر واي بي جي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة في التغلغل داخل سوريا.

بعد 12 عاماً من الحرب، تبدو سوريا بلداً مدمراً حقاً، فقد انتهت التجارة وانهارت البنية التحتية وصار أكثر من ثلثي أراضي البلاد خارجاً عن سيطرة نظام بشار الأسد.

بل على العكس من ذلك أصبحت السيطرة في العديد من المناطق بأيدي المنظمات الإرهابية من واي بي جي/بي كي كي إلى داعش. كما يقوم آلاف الجنود والعملاء الأجانب بعمليات على الأراضي السورية. علاوة على ذلك، ملايين المدنيين السوريين أصبحوا لاجئين في البلدان المجاورة والمدن الأوروبية التي وصلوا إليها.

ولا بد من العمل قبل فوات الأوان على إطفاء هذه “النيران” الآخذة في التصاعد من سوريا والتي لا تسمم المنطقة فقط بل العالم كله بدخانها. وفي الآونة الأخيرة، ظهر بصيص أمل جديد في هذا الصدد.

وكان اجتماع وزراء دفاع تركيا وسوريا وروسيا في موسكو خطوة مهمة للغاية. وجاء دور وزراء الخارجية، حيث سيجتمع وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو، الذي سيلتقي مع نظيره الأمريكي أنطوني بلينكن في واشنطن يومي 16 و 17 يناير /كانون الثاني، مع نظيريه السوري والروسي، فيصل المقداد وسيرغي لافروف في موسكو في الأسابيع المقبلة. ومن المحتمل أيضاً أن يكون هناك طرف رابع في الاجتماع مثل الإمارات العربية المتحدة، التي عززت علاقاتها مع دمشق. وما الغرض من كل هذه الحركة الدبلوماسية سوى وضع الأساس لاجتماع القادة.

وفي هذه المرحلة، من الضروري أن يقوم الرئيس رجب طيب أردوغان الذي لم يجر أي حوار مع بشار الأسد لفترة طويلة، بتقييم العملية بهدوء وفقاً للمعطيات الناشئة. وقد أوضح أردوغان أنه مصمم على تنظيف قائمة الأزمات والعلاقات المتوترة من خلال عملية التطبيع مع مصر والإمارات.

بوتين يثق بأردوغان:
عزز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثقته في أردوغان الذي ساعده على اتخاذ خطوات مرنة ومريحة في الحرب بين أوكرانيا وروسيا. ويدرك الاتحاد الأوروبي أيضاً أن أردوغان سيكون مؤثراً في الأزمة السورية بسبب موقعه الفريد في حرب أوكرانيا ومساهمته في السلام بجهود الوساطة. كما أن تركيا ليس لديها أي تحيز ضد المشاريع التي من شأنها وقف تدفق اللاجئين الذي تسبب بمشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية في العواصم الغربية.

كذلك يدرك النظام السوري أنه بفضل تركيا فقط يمكنه التخلص من واي بي جي/بي كي كي ووضع شمال وشمال غرب سوريا تحت سيطرة النظام. ويعرف النظام أيضاً أنه حتى لو غادر الآخرون، فإن ميليشيات واي بي كي التي تسيطر عليها الولايات المتحدة ستستمر في التغلغل داخل البلاد.

بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الدعم الأمريكي لتنظيم بي كي كي عاملاً استفزازياً يدفع أنقرة للخوف من “إنشاء ممر واي بي جي/بي كي كي حتى البحر المتوسط” كما يدفعها للخوف من التدخلات العسكرية لإنشاء منطقة آمنة ضدها. ويدرك الأسد جيداً أن عنصر التوتر هذا، الذي لا يفيده، يضر بعلاقاته مع تركيا التي تستضيف 4 ملايين مواطن، ويهدد وحدة أراضيها.

في غضون ذلك، قد تراجع واشنطن موقفها لأسباب معينة رغم أنها صرحت مراراً بأن لدى الدول وجهة نظر سلبية تجاه أي عملية حوار مع دمشق.

وعلى سبيل المثال، قد يؤدي تطبيع تركيا مع دمشق إلى تقليل نفوذ إيران في سوريا بينما يوازن نفوذ روسيا. علاوة على ذلك، قد تدفع تركيا دمشق لتغيير موقفها من دورها في عملية التطبيع مع المعارضة وإعادة البناء.

وتجعلنا كل العناصر السابقة نأمل أن تتمكن تركيا، التي تنظم دبلوماسية فعالة على أساس المصالح الإقليمية المتداخلة مع إسرائيل، من فتح قناة لإعادة التفاوض مع الولايات المتحدة.

بواسطة / مليح التنوك

أحدث الأخبار

هزة في صناعة المواد الغذائية بتركيا

تم منح فترة اتفاق مؤقتة لعلامة عصير الفاكهة الشهيرة "أروما"، بينما تدور شائعات تشير إلى…

19/12/2024

شكوى ضد مدرس بتهمة الاعتداء الجنسي في إزمير

قدم ثلاثة أولياء أمور شكوى ضد أحد المدرسين بتهمة الاعتداء الجنسي على طلابه في مدينة…

19/12/2024

اقتراح اسم جديد لمدينة غازي عنتاب في البرلمان التركي

قدم نائب غازي عنتاب عن حزب الديمقراطية والتقدم التركي المعارض "ديفا"، أرطغرل كايا، مشروع قانون…

19/12/2024

زيادة بنسبة 870 بالمئة على رسوم الزفاف في إحدى مناطق إسطنبول

أعلنت بلدية كاديكوي، الخميس، عن رفع رسوم حفل الزفاف بنسبة 870 بالمائة.   وقالت بلدية…

19/12/2024

بوتين يصرح لأول مرة عن سقوط نظام الأسد

أدلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، بتصريحات صحفية لأول مرة عن سقوط نظام الأسد في…

19/12/2024

الرئيس أردوغان يكشف عن أعظم امنياته في الحياة

  كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، عن أعظم امنياته في الحياة.   وقال…

19/12/2024