قيل إن المبنى يتكون من ثمانية طوابق وكان السقف منطبقا على الأرض تقريبا. المرأة التي تنتظر إنقاذها كانت في إحدى الغرف الخلفية للطابق الرابع. بدأت فرق الإنقاذ العمل بدقة كاملة، كما لو أنهم يحفرون بئرا بإبرة. وبعد عمل دام 10 ساعات تم إنقاذ المرأة وهي على قيد الحياة.
ليس من السهل الوصول إلى قهرمان مرعش التي دمرها زلزالان كبيران على التوالي. وبعد رحلة استغرقت 18 ساعة برفقة صديقي المحرر إيمره أون ، وصلنا صباح اليوم التالي. الطريق الذي يستغرق عادة 10 ساعات أصبح أطول بسبب الكثافة المرورية بين منطقتي نيغده وأق سراي. سافرنا مسافة 45-50 كم في ظل انعدام الرؤية تقريبًا. كنا نسير دون أن نرى السيارات التي أمامنا أو ورائنا. عندما انتهى الضباب وتوقفت الثلوج رأيت أننا كنا على هذا الطريق مع مئات المركبات التي كان معظمها شاحنات تحمل المساعدات وناقلات تقل المعدات الثقيلة وفرق البحث والإنقاذ. كما تم اغلاق بعض الطرق بسبب الانهيارات الأرضية. لقد شاهدنا الإجابة الأولى عن السؤال: “لماذا تم الوصول إلى المدن التي ضربها الزلزال في وقت متأخر”
عندما دخلنا ولاية قهرمان مرعش، شاهدنا الدمار المرعب للزلزال. حتى استخدام مصطلح “مدمر” قليلة أمام ما شاهدناه. مشيت وسط المدينة وبحثت عن الشوارع التي مشيت بها من قبل وأعرفها.
وعندما شاهدت شارع طرابزون قلت لا يمكن أن يكون هذا هو الشارع نفسه الذي أعرفه من شدة الدمار. كانت جميع المباني في قلب المدينة مدمرة بالكامل على الأرض.
رغم كل الدمار الذي شاهدته، كان الناس يعيشون في الأمل لسماع أصوات أقاربهم من داخل الحطام. وفي الوقت نفسه، كانوا يحاولون حماية أنفسهم من الطقس البارد جدا.
سمعت عبارات من الناس “لم يأت إلينا أحد، لم يتدخل أحد هنا، أهلنا داخل الحطام” حتى وصلت إلى درجة كبيرة من اليأس. ضحايا الزلزال على حق. لا شيء يمكن أن يقال أمام آلامهم وغضبهم وتوبيخهم. لا أحد يستطيع مناقشة ما قالوه. كل ضحايا الزلزال الذين تحدثت إليهم، كانوا يريدون إجراء عملية بحث وإنقاذ بين الأنقاض في أقرب وقت ممكن. لا يريدون شيئا آخر.
ومع ذلك، لم يكن الكثيرون منهم على علم بالمباني المدمرة على بعد ثلاثة شوارع، ولا بحقيقة أن المدن المجاورة قد سويت بالأرض، تماما مثل مدينة قهرمان مرعش.
وأدلى مسؤول لي بمعلومات تفيد أن حوالي 1100 مبنى مدمر وسط قهرمان مرعش وحدها. لا يمكن لإدارة الكوارث والطوارئ آفاد وفرق الإنقاذ والمنظمات غير الحكومية في أي دولة التدخل على الفور في مثل هذا الدمار. هذا غير ممكن أبدا.
الأشخاص الذين يتحدثون عن بعد دون مراعاة حجم الدمار ودون التفكير في عدد الفرق المطلوبة لانتشال العالقين وتوقيت إرسالها، يتحدثون كما لو أن هناك مبنى واحدا منهارا. علاوة على ذلك، كان هناك تأثير سلبي لظروف الشتاء القاسية على عملية الإنقاذ.
وأولئك الذين ذهبوا إلى المدن التي ضربها الزلزال ليستغلوها سياسيا وشاهدوا حجم الدمار الكبير وقالوا: “لا توجد دولة” “الدولة لم تأت”. لم ينقذ أحد المدينة” ليست لديهم حسن نية ويتحدثون عن قصد، كما أنهم يشوهون سمعة آلاف الأشخاص الذين يهرعون لمساعدة الدولة. إنهم يمارسون السياسة فوق الأنقاض التي يوجد بها أشخاص ينتظرون إنقاذ حياتهم. كما أنهم يحاولون ركل من سقطوا. لن أغير ما كتبته في العنوان لأن سياستهم بالفعل هي سياسة العار وعديمي الشرف. الكارثة هي الانتهازية. إنها محاولة للإطاحة بالحكومة عبر الزلزال. يروجون للأكاذيب والمعلومات المضللة والاستقطاب السياسي في ظل هذه الظروف. مع الأسف
سيستغرق الأمر شهورا لإزالة هذا الحطام، وهم يعرفون ذلك. كان بإمكانهم المشاركة في العمل والمساعدة، أو كان بإمكانهم القول “ماذا يمكننا أن نفعل، وكيف يمكننا تقديم الدعم” أو على الأقل لو قالوا “لنترك السياسة، إنه يوم الوحدة” ، كانوا سيفرحون القلوب وسيتم فتح صفحات جديدة لهم أمام عيون الناس. وبعد احتجاجهم ونشرهم الأكاذيب فوق الأنقاض، تكون المعارضة قد وضعت علامة سوداء في التاريخ السياسي. عندما يتم إزالة الغبار والدخان، سنرى كيف أن الدمار الذي حدث ليس له تأثير على المباني فحسب، بل على الأفراد والمجتمع والقلوب والعقول. ومع ذلك، كان ينبغي أن يكون شاغلنا الوحيد هو البناء وليس التدمير.
ملاحظة: نحن في المدن التي ضربها الزلزال منذ اليوم الأول مع 41 من زملائنا من جميع المنصات الإعلامية التابعة لمجموعة آل بيرق. لدينا أيضا زملاء في مركزنا ينشرون الأخبار من الميدان بجهد متواصل. لدينا هدف واحد أنا وجميع زملائي في المنصات الإعلامية. وهو ممارسة العمل الصحفي لنعكس الكارثة بكل أبعادها. وهمنا الأكبر هو حل مشاكل المتضررين من الزلزال. لقد كرسنا أنفسنا ومهنتنا للتعافي من هذه الكارثة. وأتمنى أن نزيل هذا الحطام الكبير جنبا إلى جنب مع دولتنا وأمتنا.