احتفت الصحافة التركية بلاجئ سوري يتحدث 4 لغات، وذلك بعدما تطوّع للترجمة بين فريق طبي إسباني ومرضى أتراك متضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال سوريا الأسبوع الماضي.
وأشادت صحيفة “ملييت” التركية بخبر لها حمل عنوان: “المريض: تركي، الطبيب: إسباني، المترجم: سوري”، بالجهود التي بذلها السوري (أ. أ.) في مساعدة المسعفين بأحد المستشفيات الميدانية في أرسوز بهاتاي.
وتفرّغ السوري لمساعدة طاقم طبي إسباني يعالج ضحايا الزلزال الأتراك كمترجم متطوع بفضل إتقانه أربع لغات، حيث كان واسطة بين الأطباء والمصابين.
وقال (أ. أ.) الذي جاء إلى إسكندرون من سوريا في نهاية عام 2014، “مات أبي وأمي في سوريا. شقيقاي يعيشان هنا. لقد قمت بالتصدير لسنوات. استقلت في تموز. لم أعمل لمدة ستة أشهر”.
وتابع: “عندما وقع الزلزال الأسبوع الماضي، تمكنت من الخروج من منزلي بأمان، ثم هرعت لمساعدة الناس الذين كانوا تحت الأنقاض. قلت إنني سأفعل كل ما بوسعي. حيث أخرجت جثة من تحت الأنقاض ووزعت الطعام”.
وواصل: “أنا هنا الآن، والحمد لله. أنا مترجم بين الإسبان والمرضى”.
تطرّق الشاب السوري أيضاً في لقائه مع الصحيفة إلى المنشورات العنصرية ضد السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي وقال: “نحن هنا. نحن نخرج الناس من تحت الأنقاض. نحن نقوم بتوصيل الطعام. نحن نساعد. لذا دعهم يرون ذلك أيضاً. بالطبع، ليس كل السوريين جيدين، لكن ليس كل السوريين سيئين أيضاً.. جئنا إلى هنا من أجل الإنسانية، فقط لمساعدة الناس”.
وتتواصل عمليات البحث والإنقاذ بعد انهيار وتضرر آلاف المباني، إثر زلزال مزدوج ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
وارتفع عدد ضحايا الزلزال إلى أكثر من 36 ألفاً في تركيا، فيما ارتفع عدد ضحايا الزلزال في عموم سوريا إلى نحو 4600 قتيل وأكثر من 15000 مصاب، منهم 2274 حالة وفاة وأكثر من 12400 إصابة في مناطق شمال غرب سوريا، حسب ما ذكر الدفاع المدني السوري.
ويوم أمس الأربعاء، تمكنت فرق الإنقاذ التركية من إنقاذ 4 أشخاص بينهم سيدة سورية، وذلك رغم مرور أكثر من 200 ساعة من بقائهم تحت أنقاض المباني المدمرة بفعل الزلزال المزدوج الذي ضرب جنوب تركيا.
في السياق تمكن فريق آخر من انتشال سيدة سورية تدعى “منى دعبول” بعد 204 ساعات على مكوثها تحت أنقاض مبنى دمره الزلزال بولاية هطاي جنوب تركيا.
وعقب إخراجها من تحت أنقاض المبنى الواقع في مدينة أنطاكيا، تم نقل السيدة إلى المستشفى.