تواصل اليونان إغلاق المساجد التاريخية العثمانية أمام المصلين، وأبرزها مساجد السلاطين التي تحولت إلى مستودعات ومتحف، في انتهاك لمبدأ المعاملة بالمثل مع تركيا فيما يتعلق باستخدام المباني الدينية.
وقال كل من عضو هيئة التدريس في قسم التاريخ بجامعة تراقيا التركية الدكتور صبري جان سناو وعضوة هيئة التدريس في كلية الهندسة المعمارية بجامعة مرمرة التركية الدكتورة نوال قونوق للأناضول إن اليونان تتعمد إبقاء المساجد التاريخية العثمانية في جزيرة صاقز (خيوس) مغلقة أمام المصلين.
** متحف لعرض الآثار
وأضاف سناو أن مسجد المجيدية في جزيرة صاقز تم تحويله، عقب سيطرة اليونان على الجزيرة عام 1912، إلى متحف لعرض آثار تعود إلى الحقبة البيزنطية.
وبالنسبة للوضع الراهن للمسجد، أوضح أنه خضع لأعمال ترميم في فترات مختلفة لتغيير طابعه المعماري والتاريخي، وتُعرض فيه حاليا قطع أثرية مسيحية ونماذج من شواهد قبور يهودية ومسلمة.
وأفاد سناو بأن أرشيف الدولة العثمانية لعام 1894 يشير إلى أن الجزيرة كانت تحتوي على 9 مساجد ومدرستين و3 تكايا و98 كنيسة ودير واحد وكنيسين يهوديين وحمامين و18 سبيل ماء.
وموضحا الفارق في التعامل بين اليونان وتركيا، أضاف أنه في الوقت الذي تواصل فيه اليونان إغلاق مسجد المجيدية، لم تفرض تركيا أي قيود على بطريرك الروم الأرثوذكس برثلماوس الذي واصل قيادة القداسات في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك ولاية إزمير التركية القريبة من جزيرة صاقز اليونانية.
وتابع: على اليونان، كعضو في الاتحاد الأوروبي، أن تكون أكثر اهتماما بمبادئ حقوق الإنسان والقضايا ذات الصلة. جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تؤكد على حرية الدين والمعتقد والمساواة أمام القانون، بغض النظر عن الانتماء الديني أو الطائفي، ولا شك أن هذه المبادئ تنطبق أيضا على أماكن العبادة.
وعلى الرغم من أنها ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي، إلا أن تركيا، كما أضاف سناور، تلتزم بالقواعد المتعلقة بحرية الدين والمعتقد.
وأردف: اليوم بإمكان غير المسلمين الصلاة بحرية في مؤسساتهم الدينية في جميع أنحاء تركيا. وبينما يمكن للمسيحيين القدوم إلى الكنائس في تركيا والصلاة فيها، لا يستطيع المسلمون الصلاة في مسجد المجيدية أو مساجد أخرى في اليونان.
وأكد سناو أن اليونان لا تتبع سياسة تتفق مع مبدأ المعاملة بالمثل فيما يتعلق بالآثار العثمانية ودور العبادة داخل حدودها.
وأوضح أنه في العشرين عاما الماضية، افتتحنا نحو 84 كنيسة يونانية أرثوذكسية في أدرنة وجشمه (إزمير) وأوردو وجمليك وغيرها من الولايات والمناطق التركية، فيما تواصل اليونان إغلاق مساجد عديدة تعود إلى العهد العثماني، وفي مقدمتها مسجد المجيدية في صاقز مسجد السليمانية في رودس.
** مساجد السلاطين.. مستودعات
منتقدةً نهج اليونان في التعامل مع الآثار العثمانية، قالت نوال قونوق إن السلطات اليونانية تستخدم الأبنية التاريخية من العهد العثماني في غير غاياتها.
وأوضحت: لدينا 4 مساجد في صاقز تُعرف باسم مساجد السلاطين. مسجد بيرقلي أحد هذه المساجد يُستخدم اليوم كمستودع يتم فيه إصلاح الأدوات الكهربائية المنزلية.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بحسب قونوق، فمسجد المجيدية جرى تحويله إلى متحف بعد احتلال اليونان للجزيرة، ومسجدا عثمانية وأورخانية يستخدمان كمستودعان لمعدات تنقيب مملوكة لمديرية التنقيب عن الآثار.
وأكدت أن اليونان تتبع سياسة تجاهل الآثار التركية العثمانية، على الرغم من أن البلاد لا تزال تضم حتى اليوم أكثر من 8 آلاف و500 مبنى تاريخي عثماني.
وختمت بتأكيد أن السلطات اليونانية تتخذ من الإهمال وسيلة لتدمير المباني التاريخية العثمانية، وتلجأ إلى الترميم لتغيير الطابع التاريخي والديني لتلك المباني.