شكراً سيد بايدن.. تركيا ليست بحاجة لدروس في الديمقراطية  

 

يعقد السيد جو بايدن المدافع العظيم عن الديمقراطية، قمته الثانية من أجل “الديمقراطية” والمقرر عقدها من 28 إلى 30 مارس/آذار. ووفقاً لمجلة فورين بوليسي “من خلال اجتماعات شخصية وافتراضية تُعقد في واشنطن، سيقوم السيد بايدن مع 20 من كبار مسؤولي إدارته باستضافة ممثلين من 120 دولة، من بينها 4 دول جديدة هذه المرة هي كوستاريكا وكوريا الجنوبية وهولندا وزامبيا”.

 

وعلى غرار المرة السابقة لم تتمكن تركيا والمجر وأذربيجان من الوصول إلى قائمة الدول المدعوة هذا العام. لكن 8 بلدان لم تتم دعوتها لحضور القمة الافتتاحية للبيت الأبيض عام 2021 مدعوة هذه المرة وهي البوسنة والهرسك وغامبيا وهندوراس وساحل العاج وليختنشتاين وموريتانيا وموزمبيق وتنزانيا.

 

وكان موقع “بوليتيكو” المتخصص برصد أحداث مشابهة، نشر على الإنترنت قائمة المدعوين في القمة الماضية، ووصف تركيا بأنها “مهمشة من قبل إدارة بايدن”. كما قام بتوبيخ الإدارة على إنفاق أموال دافعي الضرائب على حدث لا ينقذ الديمقراطية، وقدم 18 فكرة مستحدثة لإصلاح المشكلة.

 

ولسوء الحظ، لم يصرح أعضاء مجلس الإدارة الجدد والبنتاغون بأفكارهم القيّمة هذا العام علماً أن “إعادة تعيين العلاقات مع بوتين” واحدة منها، لذلك لم ينشر موقع “بوليتيكو” قائمة المدعوين لحدث 2023.

 

وبدلاً من ذلك، يخبرنا موقع “فورين بوليسي” الذي نشرته شركة غراهام هولدنغز المعروفة سابقاً باسم شركة واشنطن بوست، أن “تركيا والمجر، دولتان مزعجتان من بين حلفاء الولايات المتحدة”، وقد “تجاهلتهما” إدارة بايدن.

 

التهميش أم الازدراء؟

في الواقع أنا لا أدري أيهما أسوأ: التهميش أم الازدراء! ومع ذلك، بما أن السلوك المنبعث وفقاً لهذه التسميات يرقى إلى نفس الشيء فيما يتعلق بتركيا، فإنني أشكر السيد بايدن مرتين، الأولى لتهميش تركيا والثانية لازدرائها.

 

وأنا لست قلقاً كثيراً حيال نية الرئيس التي كشف عنها مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية متحدثاً إلى وكالة أسوشيتد برس بشرط عدم الكشف عن هويته، إن “الرئيس سيبحث في إثبات أن قمة العام الماضي أكدت أن الحكومة الديمقراطية ترتكز على سيادة القانون و تظل إرادة المحكومين – بالرغم من الفوضى المتكررة – أفضل نظام لتعزيز الرخاء والسلام”.

 

ويكفي أن نعرف أن ثلاثة من خمسة من مواطني الولايات المتحدة لا يجيبون بكلمة “الشعب” عندما يُسألون “من يحكم الولايات المتحدة”! في دلالة على المؤشرات التي توضح مدى سطحية النظام الديمقراطي في الولايات المتحدة.

 

لذا، لن أضيع وقت القارئ أكثر ولن أتعمق في شرح شكري وامتناني للسيد بايدن لاستبعاده تركيا من قائمة المدعوين لقمة “الديمقراطية”!

 

ولو استعرض السيد الرئيس قائمة الصادرات الصناعية العسكرية وغير العسكرية الجديدة لتركيا، فسيرى مدى سعادة الناس هنا، نظراً لإرادة تركيا أن تكون مستقلةً بدلاً من جعلها تتوسل لمزيد من الفتات من مائدتهم.

 

قد يستمر بايدن في جمع “الولايات المتحدة وحلفائها المتشابهين في التفكير، لإظهار أن الديمقراطيات هي وسيلة أفضل للمجتمعات من الأنظمة الاستبدادية”. لكن تركيا لديها ديمقراطية عالمية ووسائل تنمية اقتصادية وثقافية وصناعية جيدة تدفع بها إلى الإزدهار والتقدم بدلاً من الانجرار وراء الولايات المتحدة وشركائها ذوي التفكير المماثل في أوروبا. كذلك فإن تركيا اليوم تنهض وتقف على قدميها بقوة وثبات بدلاً من الاستجداء من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

 

وها نحن نشهد كما يشهد العالم، نتائج الديمقراطية الكارثية المصدرة إلى أفغانستان والعراق، والتي تقترب ببطء من سوريا. لقد تم تجاهلها السيد بايدن بالمطلق.

 

وختاماً، نقول إن استبعاد تركيا من حدث “الديمقراطية” يبدو نعمةً مقنعة، يستحق السيد بايدن الشكر عليها مرة أخرى. ونحن نقول: سيد بايدن، تركيا ليست بحاجة لتعلم “الديمقراطية” منك.

حقي أوجال بواسطة / حقي أوجال 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.