حقائق صعبة في مواجهة كليجدار اوغلو.. والروح المعنوية للمعارضة منخفضة

يستعد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، والمعارضة التركية لجولة انتخابات ثانية مقررة في الـ28 من مايو، والتي ستفرز نتيجتها رئيس البلاد لـ 5 سنوات مقبلة.
وكانت نتيجة الجولة الأولى للانتخابات معاكسة لاستطلاعات الرأي، والتي كانت تظهر تقدّم زعيم المعارضة العلماني، كليتشدار أوغلو، والذي تشير تقارير إلى أنه اجتمع، الأربعاء، مع خمسة آخرين من قادة تحالفه من أجل التخطيط لاستراتيجية لهزيمة الرئيس اردوغان
وحصل كليتشدار في الجولة الأولى للانتخابات على ما نسبته 44.9 في المئة، وهي تبقى ما دون تلك التي حصل عليها إردوغان وبلغت 49.5 في المئة.

وإذا أراد كليتشدار أوغلو هزيمة إردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات عليه أن يتصرف مثل “الفائز”، إذ بالكاد تم مشاهدته في الأماكن العامة، فيما شوهد إردوغان في عدة مناسبات يخاطب أنصاره.

ويشرح تحليل لـ”ناشونال إنترست” أن أنصار كليتشدار أوغلو محبطون

والسؤال الذي يرغبون بشدة في الإجابة عليه هو: ما الذي سيفعله كليتشدار أوغلو وتحالفه؟ كما يجب أن تتبنى قيادة حزب الشعب الجمهوري “تغييرا جادا في الإستراتيجية” إذا أرادوا الفوز.

وتعيد نتيجة الجولة من الانتخابات سؤال إلى الواجهة “ما إذا كان كليتشدار أوغلو هو أفضل مرشح لمواجهة الزعيم التركي، إذ يوجد في داخل حزبه من كانوا أكثر شعبية او يتمتعون بشخصية كازماتية”، وفقا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.

جوكي ساري (24 عاما) مؤيدة للمعارضة تحدثت لصحيفة ناشونال انترست” عن النقاط العمياء “للمعارضة، إذ أفترضوا أن الناخبين كانوا غاضبين من الاقتصاد الكئيب والاستجابة غير الكافية للزلزال المميت” لكن هذه المخاوف لم تظهر يوم الانتخابات.

وذكرت تقارير إعلامية أن كيليتشدار أقال أركان فريق العلاقات العامة التابع له وسيعهد بقيادة حملته الانتخابية الى رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المعروف بشخصيته الانفعالية وعلاقته المتوترة مع إردوغان، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.

من يحسم الجولة المقبلة للانتخابات الرئاسية التركية؟

ويشكل تسليم زمام الحملة إلى إمام أوغلو وواضعة استراتيجيات رئيس البلدية جنان قافتنجي أوغلو تحولا بالنسبة لزعيم المعارضة التركية.

ونقلت “واشنطن بوست” عن مسؤول في حزب الشعب الجمهوري إن الروح المعنوية بين أنصار كليتشدار أوغلو “منخفضة”، مضيفا “أننا لا نتخلى عن الأمل”.

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “إنهم فوجئوا بعدد الأصوات التي ذهبت إلى الحزب الحاكم، وكذلك لشريك أردوغان في التحالف٬ بدولة بهشتلي”.

وأشار إلى أن أحد عوامل الهزيمة في الجولة الأولى كانت ديانة كليتشدار أوغلو “العلوي”، مؤكدا أن “التحيز لم يكن قويا بين الشباب، لكنه موجود في الأجيال الأكبر سنا”.

وأعلن حزب الشعب الجمهوري، الأربعاء، إنه يعترض على ما أسماه “أخطاء” في فرز الأصوات في عدة مدن، من دون الإشارة إلى أن هذه الأخطاء تعني تغييرا في نتائج الانتخابات.

ونقلت الصحيفة عن ناخبين أتراك أن “المعارضة التركية ربما أخطأت في قراءة السياسة المتغيرة لأصغر الناخبين في تركيا”، ناهيك عن التعهدات التي أطلقها كليتشدار أوغلو بإعادة “اللاجئين السوريين إلى بلادهم في غضون عامين”.

ويحاول كليتشدار أوغلو استمالة الناخبين بخطاب قومي جديد، واتهم إردوغان، الأربعاء، بالسماح لعشرة ملايين مهاجر بدخول البلاد بطريقة غير شرعية، في تحول إلى نزعة قومية في خطابه، بحسب تقرير لوكالة رويترز.

ولم يقدم كليتشدار أوغلو أي دليل على عدد المهاجرين، حيث تستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم يبلغ نحو أربعة ملايين، بحسب الأرقام الرسمية.

تترافق المرحلة الثانية للحملة مع اضطرابات في الأسواق التركية هبطت الليرة التركية على إثرها إلى مستويات تاريخية أمام الدولار، وفق تقرير لوكالة فرانس برس.

وبدأ المستثمرون يأخذون في الاعتبار احتمال فوز إردوغان، مع ما يعنيه ذلك من استمرارية طويلة الأمد لسياساته الاقتصادية غير التقليدية.

وفرض قرار إردوغان إرغام المصرف المركزي التركي على مكافحة التضخم المرتفع لمستويات تاريخية عبر معدلات فائدة أدنى، ضغوطا غير مسبوقة على الليرة.

ويعتقد محللون بأن إردوغان حاول دعم الليرة قبيل الانتخابات عبر تدخلات غير مباشرة في السوق انعكست سلبا على احتياطيات العملة الصعبة. وأدخلت حكومته أيضا قواعد تلزم المصارف شراء المزيد من الليرات باستخدام احتياطاتها الأجنبية.

وحذر محللون من أن تركيا قد تضطر لفرض قيود على الأرصدة ما لم يغير إردوغان سياسته بعد أن تعهد بإبقاء معدلات الفائدة منخفضة طالما أنه في المنصب.

وذكرت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني أن “تركيزنا بعد الانتخابات سيكون على مسألة إن كانت السياسات المالية والنقدية ستصبح أكثر مصداقية وثباتا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.