تحدث عدد من الخبراء العرب عن وجود مؤشرات على أفق جديد للعلاقات التركية العربية في أعقاب صدور البيان الختامي للقمة العربية يوم الجمعة الماضي، وتبني الجامعة مقاربة أكثر إيجابية تجاه الدور التركي في ملفات المنطقة.
وذكر عدد من الخبراء أن ثمة مظاهر لتحسن العلاقات التركية العربية، منها تراجع الحملات الإعلامية، زيادة الاستثمارات العربية في تركيا، مما ينبئ بآفاق لتطور العلاقات في المستقبل.
وأظهرت أعمال القمة العربية -التي احتضنتها الجمعة الماضية مدينة جدة السعودية- إشارات إيجابية تجاه تركيا، وبدا ذلك واضحا في تصريحات الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، في المؤتمر الصحفي الذي أعقب القمة، حيث تحدث عن فتح صفحة جديدة مع دول الجوار، لا سيما تركيا.
وخلا البيان الختامي العربي -المعروف باسم إعلان جدة- من أي بند محدد بشأن تركيا، بخلاف تحفظات في بيانات قمم عربية سابقة تتعلق بما تقوم به أنقرة من عمليات عسكرية في الشمال السوري والشمال العراقي.
خلو لافت
ويرى الكاتب والباحث العراقي نظير الكندوري أن خلو قرارات القمة العربية من أي انتقاد مباشر لتركيا “ربما يعود للسياسة الجديدة التي تنتهجها السعودية من خلال تصفير مشاكلها مع الدول الفاعلة في المنطقة والعالم”.
ويضيف الكندوري أن المواقف الإيجابية للدول العربية مؤخرا، وخصوصا السعودية مستضيفة القمة العربية، وأيضا الإمارات، ستساهم دون أدنى شك في زيادة التعاون بين دول المنطقة وتوفير مناخ سياسي إقليمي “يمكن البناء عليه للتعاون بين دول المنطقة”.
وينبه الكاتب العراقي إلى أن سياسة الحكومة التركية الفترة الأخيرة ركزت أيضا على إزالة جميع نقاط الخلاف التي يمكن أن تعكر صفو العلاقات مع الدول العربية.
ومن مظاهر تحسن علاقات تركيا بعدد من الدول العربية، توقف الحملات الإعلامية المتبادلة، بالإضافة إلى قيام أبوظبي والرياض بزيادة استثماراتهما في تركيا، لدرجة أن الأخيرة قدمت وديعة بقيمة 5 مليارات دولار للبنك المركزي التركي في مارس/آذار 2023.
مقاربة جديدة
ويقول الكاتب والباحث اليمني ياسين التميمي إن خلو بيان القمة العربية من انتقاد الوجود العسكري التركي بالشمال السوري “يعكس التحسن الكبير في العلاقات بين تركيا والعواصم العربية المؤثرة” وهو التحسن الذي “تكلل بالزيارات المتبادلة عالية المستوى والتطور في حجم المصالح الاقتصادية” بين أنقرة وتلك العواصم.
ويضيف الباحث أن تحسن العلاقات جاء محصلة لرغبة مشتركة بين تركيا وتلك البلدان العربية “لتجاوز التوترات وتأمين القدر المطلوب من التوازن في العلاقات البينية، وتأمين الاستقرار في المنطقة”.
وحسب التميمي فإن تغييرا قد حدث في قواعد اللعبة بالمنطقة، حيث تبددت مظاهر التوتر التي تركزت في محيط تركيا على وجه الخصوص، وجزء منها تم بفعل الحضور التركي نفسه، ومدى تأثيره في الملفات الملتهبة بالمنطقة من أذربيجان حتى ليبيا، عبر الدعم العسكري والأمن.
لقاءات وزارية
وأما الكاتبة التونسية عائدة بن عمر، فتذهب للقول إن تحسن العلاقات العربية التركية تمثل مؤخرا في اللقاءات بين وزيري خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو ونظيره المصري سامح شكري، وأيضا ظهر هذا التحسن في دور تركيا بالدفع نحو حل سياسي للأزمة الليبية.
ومن مظاهر تحسن العلاقات، بين أنقرة وعدد من العواصم العربية، مسارعة قادة عرب قبل أيام إلى تهنئة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصدر نتائج الدور الأول للانتخابات الرئاسية التي أجريت في 14 من مايو/أيار الحالي، وكذا فوز التحالف الذي يقود أردوغان في الانتخابات البرلمانية.
المصدر : وكالة الأناضول