يزيد التدخين من فرص الإصابة بالعديد من الأمراض منها السرطان، مثل سرطانات الفم والحلق، إلا أن دراسة جديدة كشفت أن التدخين اليومي للسجائر يقلل من حجم الدماغ.
فقد وجدت دراسة أجريت على أكثر من 28000 شخص أن التدخين اليومي للسجائر يقلل من حجم دماغك، بحسب ما نشره موقع “لايف سيانس”.
وحلل باحثون من جامعات واشنطن، ونورث كارولينا، بيانات لصور أدمغة مخزنة في البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، وهو مستودع ضخم للبيانات الجينية والصحية، بالإضافة إلى فحوصات.
كذلك حلل الفريق عادات التدخين المبلغ عنها ذاتياً للمشاركين، كما تم جمعها في الاستطلاعات.
وأجرى المشاركون هذه الاستطلاعات في عامي 2006 و2010 ثم في عامي 2012 و2013. كما تم تصوير أدمغة المشاركين باستخدام بالرنين المغناطيسي.
إلا أن المفاجاة كانت عندما قارن الباحثون الأشخاص الذين لم يدخنوا يومياً على الإطلاق وآخرين دخنوا على أساس يومي، حيث كشفت صور الرنين أن أحجام دماغهم أصغر بمقدار 7.1 سم مكعب في المتوسط.
وتضمن هذا الاختلاف في حجم الدماغ انخفاضاً بمقدار 5.5 سم مكعب في المادة الرمادية للدماغ، والتي تحتوي على الأجسام الضخمة لخلايا الدماغ، أو الخلايا العصبية.
بدوره، قال داجيانغ ليو، أستاذ علم الوراثة ومخاطر التدخين في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا ستيت، والذي لم يشارك في الدراسة، إنها “دراسة مهمة للغاية من منظور الصحة العامة”.
مرتبط بأمراض عصبية
وأضاف “نظراً لأن انكماش الدماغ مرتبط بأمراض عصبية، مثل مرض الزهايمر، فإن إنشاء رابط سببي بين التدخين وانخفاض حجم الدماغ يعزز فهم ما إذا كان التدخين يؤدي إلى الإصابة بهذه الأمراض بشكل مباشر”.
ولفت إلى أن المزيد من التجارب ستساعد في تأكيد العلاقة السببية بين التدخين وحجم الدماغ، وفعالية الأدوية التي يمكن أن تساعد في منع فقدان أنسجة المخ.
يذكر أن العلماء وجدوا في السابق أن الأشخاص الذين يدخنون يميلون إلى امتلاك أدمغة أصغر مقارنة بغير المدخنين، من حيث الحجم، ولكن لم يكن واضحاً حينها ما إذا كان التدخين يتسبب في تقلص الدماغ أو إذا كان الأشخاص أصحاب العقول الصغيرة أكثر احتمالاً لبدء التدخين.