أثر الإعصار المتوسطي “دانيال” الذي ضرب ليبيا فجر الأحد بقوة غير متوقعة، محدثًا دماراً هائلاً في مناطق شرق البلاد، خصوصًا بمدن بنغازي، البيضاء، المرج، سوسة ودرنة.
مصدر طبي مطلع أكد مقتل حوالي 2800 شخص نتيجة الفيضانات والدمار الناجم عن الإعصار. الأرقام المروعة تُظهر حجم الكارثة التي ألمت بالبلاد. العديد من الضحايا قضوا غرقاً في الفيضانات، في حين قضى آخرون بسبب انهيار المباني السكنية التي لم تتحمل قوة الرياح وكميات الأمطار الغزيرة.
عضو بغرفة الأزمة بجمعية الهلال الأحمر الليبية، الذي طلب عدم نشر اسمه، أكد لوكالة الأناضول الحصيلة المأساوية. وأشار إلى أن التقارير التي وصلت إلى الهلال الأحمر تُظهر حجم الكارثة الإنسانية الناجمة عن الإعصار.
وأكد أن “عدد العالقين في المناطق المنكوبة وتجري حاليا عمليات إنقاذهم وصل (7) آلاف عائلة” إضافة إلى “عدد كبير من المفقودين لم يتم تحديدهم بعد لكون كثيرين لم يتم الإبلاغ عن فقدانهم وخاصة في درنة التي انقطعت فيها الاتصالات الهاتفية”.
وعلى الرغم من حجم الدمار، تظل العديد من المناطق، وخصوصًا مدينة درنة، منقطعة عن خدمات الاتصالات الهاتفية، مما يعقد عمليات الإبلاغ عن المفقودين والتواصل مع المناطق المتضررة.
وفي ظل هذه الأزمة الإنسانية، تم الإبلاغ عن مقتل أربعة متطوعين من الهلال الأحمر خلال محاولاتهم لإنقاذ المحتجزين والعالقين، في حين لا يزال مصير متطوع آخر غير معروف حتى اللحظة.
رئيس الحكومة المكلفة أسامة حماد نقل عنه القول إن درنة وحدها شهدت أكثر من ألفي قتيل. وعلى الجانب الآخر، جهاز الإسعاف والطوارئ سجل 47 قتيلاً وأكثر من 18 مفقودًا في مناطق أخرى من شرق البلاد.
وتستمر فرق الإنقاذ في محاولاتها للبحث عن المفقودين وإنقاذ من هم في وضع حرج، مع التركيز على المناطق الأكثر تضرراً من الإعصار.