في ظل الأوضاع المتصاعدة التي تشهدها تركيا مؤخراً بخصوص حالات الاعتداء المتكررة على السياح العرب، جاء حادث الاعتداء الأخير الذي وقع في مدينة طرابزون الساحلية كالصاعقة للجميع. ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا بكثافة مقطع فيديو يظهر فيه مجموعة من الشبان الأتراك وهم يعتدون بوحشية على سائح كويتي أمام عائلته.
هذا الحادث لم يكن الوحيد، فقد شهدت عدة مدن تركية في الأونة الأخيرة حوادث مماثلة، وتزايدت حوادث الاعتداء بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية. وفي ظل هذا التصاعد، يبدو أن السياح العرب أصبحوا هدفًا لبعض جوانب التوتر والاحتقان الاجتماعي والسياسي في تركيا.
البعض يرجح أن السبب وراء هذه الحوادث هو التوتر السياسي المرتبط بالانتخابات البلدية المقبلة في مارس/آذار. تأتي هذه الانتخابات في ظل ظروف سياسية واقتصادية معقدة تشهدها البلاد. إلا أن هناك رواية أخرى تربط بين تزايد حالات الاعتداء والانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في مايو/أيار الماضي. هذه الرواية تشير إلى الادعاءات التي تتحدث عن دعم المقيمين العرب في تركيا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكيف أن ذلك قد يكون له تأثيرًا على الشارع التركي.
ومع هذا التصاعد، ظهرت دعوات من قبل بعض الناشطين والشخصيات الإعلامية في العالم العربي تحث على مقاطعة السياحة التركية. تأتي هذه الدعوات في إطار رد فعل طبيعي تجاه ما يتعرض له السياح العرب في تركيا من معاملة غير لائقة.
الدعوات لمقاطعة السياحة التركية تستند إلى التوجه بدلاً من ذلك إلى وجهات أخرى داخل الوطن العربي، مثل مصر، المغرب، الإمارات، قطر، وغيرها من الدول العربية التي تتميز بالثراء الثقافي والتاريخي، والتي تزخر بمواقع أثرية وجمال طبيعي وتقديم الترحيب الحار للسياح العرب.
في الختام، وبالرغم من أن الدولة التركية ترفض بشكل قاطع ما يحدث وتعبر عن موقفها الرافض لأي تصرفات عنصرية، إلا أن هناك أصوات تطالب بموقف أكثر حزمًا وصرامة من قبل الحكومة التركية ضد الأفراد الذين يتجهون بعنصريتهم نحو السياح العرب.