يعود تاريخ مدينة ماردين التركية إلى آلاف السنين، مما يجعلها واحدة من المدن القديمة في الأناضول، تقع المدينة جنوب شرق منطقة الأناضول على حدود سوريا وتركيا والعراق، وتعتبر جسرًا بين هذه الدول الثلاث.
تحتل ماردين موقعًا مميزًا على منحدر مواجه للجنوب في سهول بلاد ما بين النهرين.
لقد شهدت ماردين تعاقبًا للحضارات على مر العصور، وهو ما جعلها مليئة بالأماكن التاريخية التي تحمل شهادة على التنوع العرقي والحضاري والثقافي بدأ استيطان المدينة من قبل الآشوريين خلال القرن الخامس الميلادي، ثم حكمها العرب من عام 640 حتى 1100م، تلاهم الإقطاعيون حتى عام 1517، وأخيرًا العثمانيون والأتراك منذ ذلك الحين.
بسبب تعاقب الحضارات، تغير اسم ماردين عدة مرات خلال التاريخ. اطلق الفرس اسم “ماردي” عليها، فيما اسمها بالبيزنطيين كان “مارديا”. أما العرب فسموها “ماريدين”.
كانت تستخدم ألقاب مختلفة من قبل السوريين والأتراك والعرب، حتى استقر الاسم الحالي “ماردين” بعد أن سيطر عليها الأتراك.
بفضل تاريخها العريق وتراثها الثقافي الغني، تعتبر ماردين وجهة سياحية شهيرة في تركيا. تستقطب المدينة السياح من جميع أنحاء العالم لاكتشاف معابدها القديمة، والكنائس التاريخية، والمنازل التقليدية المصنوعة من الصخور، والمتاحف، والسوق القديمة، والمطاعم التقليدية. يمكن للزوار أيضًا الاستمتاع بالمناظر الخلابة للمدينة من مشاهدة قمة المدينة العالية.
من خلال التراث الثقافي الغني والتنوع الحضاري، تعكس ماردين جمالها العريق وسحرها الذي يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، إنها مدينة تروي قصة الأمم المتعايشة وتجسد التنوع الذي يجعلها واحدة من الوجهات السياحية الساحرة في تركيا.
أبرز الوجهات التاريخية والسياحية في ماردين التركية
- بيوت ماردين (Mardin Evleri): تقع في مركز المدينة، وتعتبر منازل ماردين التاريخية من أهم قيم المدينة تتميز هذه المنازل بألوانها الترابية الساحرة وهيكلها المعماري الفريد تم بناء هذه المنازل على مدار طول 2500 متر وعرض 500 متر وهي تحمل قيمة تاريخية كبيرة. وقد تم إعلانها كمنطقة محمية في عام 1979.
- قلعة ماردين (Mardin Kalesi): تُعرف هذه القلعة أيضًا باسم “عش النشر”، وتطل على مدينة ماردين من مرتفع يحتوي على جزء كبير من المدينة، بالرغم من عدم وجود هيكل قلعة متبقٍ، إلا أن الآثار المتواجدة تعكس تاريخ القلعة وما شهدته من أحداث على مر السنين.
- شوارع ماردين (Mardin Sokakları): يُمكن للزوار التجول في شوارع ماردين الضيقة المرصوفة بالحصى، والتي تُعد جزءًا رئيسيًا من المدينة، تتميز هذه الشوارع بالضيق الشديد، حيث يكاد يكون من الصعب لشخصين أن يمروا جنبًا إلى جنب تم تجديد كافة المنازل هنا ودهانها بلون واحد، مما يجعل الشوارع مريحة للعين بسبب بساطتها وتناغم ألوان المنازل.
- متحف ماردين (Mardin Müzesi): يقع هذا المبنى في كنيسة قديمة للسريان الكاثوليك، وقد تم افتتاحه كمتحف عام 2000 برعاية وزارة الثقافة التركية، يُعتبر هذا المتحف مثالًا للهندسة المعمارية الكلاسيكية لقصور ماردين. يحتوي المتحف على العديد من القطع الأثرية والمعروضات التاريخية التي تعكس تاريخ المدينة.
- المسجد الكبير (Ulu Camii): يُعرض الجامع الكبير لأضرار كبيرة في تمرد عام 1832م، ولكن تم إعادة ترميمه فيما بعد. يُرجح بناء الجامع في القرن الحادي عشر أو الثاني عشر خلال فترة الأرتوق يتميز هذا المسجد بقبته المقطعة وتقنية الحز المستخدمة في بنائه، والتي استخدمت لاحقًا في العديد من المباني بالمدينة.
- دير الزعفران (Deyrulzafaran Manastırı): يقع هذا الدير على بعد 4 كيلومترات من مركز المدينة، وقد تم بناؤه في القرن الخامس يُعرف الدير بهذا الاسم نسبةً للزعفران الذي كان ينمو في المنطقة في القرن الخامس عشر، يحتوي الدير السرياني على العديد من المباني مثل كنيسة مور هانويا وبيت القديسين.
- دير مور جبرائيل التاريخي (Tarihi Mor Gabriel Manastır): يُعتبر هذا الدير مسكنًا للسريانيين منذ مئات السنين، حيث يعود تاريخه إلى ما قبل 1600 عام يُطلق على الدير لقب “القدس الثانية”، وقد حمل اسمًا مختلفًا على مر الزمان يُعتقد أنه سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى مور جبرائيل، الذي كان رجلاً قديسًا عاش في القرن السابع.
- مدرسة الزنجيرية (Zinciriye Medresesi): شُيدت هذه المدرسة في عام 1385 على يد السلطان الأرتقي الأخير ملك نجم الدين عيسى بن مظفر داود بن الملك صالح. تتميز المدرسة بقبابها المقطعة في الاتجاهين الشرقي والغربي وبوابتها الضخمة تغطي المدرسة مساحة كبيرة وتحتوي على فناء ومسجد وقبر ومساحات إضافية بمبنى مكون من طابقين.
- كنيسة العذراء مريم وبطريركيتها (Meryem Ana Kilisesi ve Patrikhanesi): تقع هذه الكنيسة والبطريركية التاريخية على بُعد 27 كيلومترًا من مركز ماردين، وتتألف من مبنيين منفصلين ككنيسة وبطريركية يُعتبر البناء التاريخي للكنيسة مثالًا للمظهر والشكل المعماري القديم تم ترميم مبنى الكنيسة وافتتاحه كمتحف في عام 1995.
اقرأ: