تقع ولاية أرزروم في شرق الأناضول، على ارتفاع حوالي 1900 متر فوق مستوى سطح البحر، وهي أكبر ولاية في منطقة شرقي تركيا.
تحدها 9 ولايات، حيث تحاط بواسطة أردهان وأرتفين وريزة من الشمال، وكارس وأغري من الشرق، وموش وبينقول من الجنوب، وبايبورت وأرزينجان من الغرب.
تعود تاريخ أرزروم إلى 4000 سنة قبل الميلاد، وقد شهدت تواجد مملكة قزي وحياسة في القرن الحادي عشر قبل الميلاد.
لعبت دورًا مهمًا في طريق التجارة الدولي كجزء من طريق الحرير، كونها واحدة من أقدم المستوطنات في منطقة الأناضول.
شهدت أرزروم العديد من التغيرات على مر العصور، حيث تم تناقلها واستيلاؤها بشكل مستمر من قبل الأرمن والرومان والبيزنطيين والفرس والعرب والجورجيين والأتراك السالتوك والأتراك السلاجقة والمغول والتركمان.
وتعتبر مفترقًا مهمًا بين إسطنبول وإيران وروسيا، وكانت تقع على الحدود البيزنطية عندما قسمت إمبراطورية روما إلى قسمين. حتى معركة ملازغيرت، كانت أرزروم تتناقل باستمرار بين العرب والبيزنطيين.
ثم أصبحت أرزروم تحت سيطرة الدول التركية المختلفة، حتى انضمامها أخيرًا إلى الأراضي العثمانية عام 1517.
عانت الولاية من هيمنة القوات الروسية في عام 1829 و1878 و1916، لكن هذه الهيمنة لم تدم طويلاً. في يوليو/تموز 1919، عُقد مؤتمر مهم للغاية للنضال التحريري في أرزروم بمشاركة مصطفى كمال أتاتورك ورفاقه.
تتميز مدينة أرزروم في تركيا بالعديد من المواقع السياحية والتاريخية المدهشة وسنستعرض هنا أبرز هذه المواقع:
- قلعة أرزروم “Erzurum Kalesi”: تعود تاريخ هذه القلعة إلى عام 1000 قبل الميلاد، وتم بناؤها عام 415 من قبل الإمبراطور البيزنطي الثاني ثيودوسيوس. تقع القلعة في وسط مدينة أرزروم وتتألف من جزأين كقلعة خارجية وداخلية. للأسف، لم يبق الكثير من بقايا القلعة الخارجية حتى اليوم.
- مسجد أرزروم العظيم “Erzurum Ulu Cami”: يُعرف أيضًا باسم مسجد أتابي، وقد شُيد في عام 1179 من قبل أمير السلطوك نصر الدين أصلان محمد. يُعتبر هذا المسجد واحدًا من أجمل الأمثلة على العمارة السلجوقية، حيث يحتوي على خمس بوابات مذهلة بتصاميم مختلفة. تمت تجديد المسجد مرات عدة على مر العصور ويعتبر الآن أكبر مسجد في المدينة بسعة 6000 نسمة.
- بيوت أرزروم “Erzurum Evleri”: تعتبر هذه المنازل القديمة لها مكانة خاصة في العمارة التركية الأناضولية، وتعكس تصاميمها تأثير المناخ القاسي في شرق الأناضول. تتكون عادة من طابقين، وتستخدم معظمها كمكان معيشة حتى الآن. قد تم تدمير معظم المنازل بسبب الحروب والحرائق عبر التاريخ، لكن تم ترميم بعضها وفتحها أمام السياح.
- مدرسة الياقوتية “Yakutiye Medresesi”: تعد هذه المدرسة المسجد أكبر المدارس الدينية في الأناضول التي تحتوي على فناء مغلق. بُنيت في عام 1310 من قبل المعلم ياقوت غازاني، وتعتبر واحدة من أولى الأعمال التي نفذها
- مدرسة الياقوتية “Yakutiye Medresesi”: تعتبر أكبر المدارس الدينية في الأناضول وقد بُنيت عام 1310. تتميز المدرسة بعناصرها المعمارية التقليدية للعصر السلجوقي، ويمكن رؤية صور لأتراك آسيا الوسطى فيها.
- القبب الثلاثة “Üç Kümbetler”: يُعتبر أول عمل أثري يُعترف به كموقع تراث عالمي في تركيا من قبل منظمة اليونسكو. تتميز كل قبة من القباب الثلاث بميزات معمارية مختلفة، وتعود أكبر قبابها للأمير سلتوك.
- مركز بالاندوكين للتزلج “Palandöken”: يُعتبر مركز بالاندوكين للتزلج من أهم المعالم السياحية في أرزروم. يستقطب هذا المركز العديد من السياح المحليين والأجانب كل عام، ويُقام فيه مسابقات التزلج العالمية.
- بحيرة تورتوم “Tortum Gölü”: تشكلت هذه البحيرة نتيجة أكبر انهيار أرضي في تركيا، وتعتبر تراس مراقبة تورتوم الزجاجي أحد أبرز النقاط السياحية في المدينة.
- تلال قوس قزح في أرزروم “Erzurum Gökkuşağı Tepeleri”: تتميز هذه التلال بألوانها المتعددة وتعتبر نقطة مهمة للسياحة الجيولوجية في المنطقة.
- شلال تورتوم “Tortum Şelalesi”: يقع هذا الشلال على بعد 100 كيلومتر شمال أرزروم ويعتبر مكانًا رائعًا للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.
- “İspir Yedigöller”: تُعتبر منطقة “İspir Yedigöller” مكانًا رائعًا للاستمتاع بجمال الطبيعة ومشاهدة البحيرات البركانية ذات اللون الأزرق الفيروزي.
- مداخن نارمان الجنية “Narman Peri Bacaları”: تقع في منطقة نارمان في أرزروم وتشكلت هذه التكوينات الجيولوجية من تآكل التربة بفعل الرياح والأمطار.
تعتبر هذه المواقع السياحية والتاريخية في أرزروم جزءًا لا يتجزأ من تجربة السفر إلى هذه المدينة الجميلة، فهي توفر مناظر طبيعية مدهشة وتاريخ غني يجمع بين الثقافات المختلفة.