في الأيام القليلة الماضية، أثار الإمام التركي سيف الله أكييغيت، المكلف في قونيا، الجدل بتصريحاته بشأن ضحايا الزلزال. وفي أحد الدروس الدينية التي ألقاها، ذكر الإمام قائلاً: “كان هناك جثة تفوح منها رائحة جميلة، وتبين أنها لأحد أخوتنا السوريين”.
وقال٬ حدث زلزال في هاتاي، كما تعلمون. قال إلينا العلماء هناك: “نغسل جثث الضحايا، وبدأت الجثث تفوح برائحة كريهة، ولكن كانت هناك جثة واحدة تفوح منها رائحة عطرية؛ عندما بحثنا وسألنا، اتضح أنه كان أحد إخواننا السوريين”.
تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي ما زالت فيه تركيا تعيش ذكريات الزلزال المدمر الذي ضرب كهرمانماراش في السادس من فبراير. رغم مرور الوقت، ما زالت آلام تلك الكارثة تلقي بظلالها على البلاد، حيث لا تزال الذكريات الأليمة للزلزال واضحة وملموسة في قلوب المواطنين. ولا يزال يتم استذكار أكثر من 55 ألف شخص فقدوا حياتهم نتيجة لهذه الكارثة.
وفي هذا السياق الحساس، كانت تصريحات الإمام أكييغيت قد أثارت موجة من الجدل والغضب بين المواطنين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا وأن العديد من التصريحات المشابهة والمنشورات الاستفزازية كانت قد نشرت في الفترة الأخيرة، ولكن لم تمر مرور الكرام.
وردًا على تلك التصريحات، قررت رئاسة الشؤون الدينية التدخل السريع. وأعلنت الرئاسة عن بدء تحقيق رسمي حول تصريحات الإمام، بهدف التوصل إلى الحقائق والتأكد من دقة المعلومات المتداولة، حيث تم نشر هذا الإعلان على الموقع الرسمي لرئاسة الشؤون الدينية.
يُذكر أن تركيا تقع على خطوط فوالق طبيعية، مما يجعلها منطقة نشطة زلزاليًا، وقد شهدت البلاد العديد من الزلازل المدمرة في العقود الماضية. وفي كل مرة، يجتمع الشعب التركي لمواجهة هذه الكوارث بتلاحم وتضامن لا مثيل له.