أعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، السبت، عن رفض أنقرة وإدانتها الهجمات التي تستهدف المدنيين الأبرياء في فلسطين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري بالعاصمة القاهرة، عقّب خلاله على مستجدات التوتر الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال فيدان، إنه يجب منع سقوط ضحايا مدنيين من أي جانب، “وأود التأكيد مرة أخرى أننا ندعو إسرائيل إلى الالتزام بالقانون الدولي والقيم الإنسانية”.
وشدد على رفض تركيا “سياسة تهجير الفلسطينيين في غزة لترحيلهم إلى مصر”، مؤكدا وقوف أنقرة إلى جانب القاهرة في هذه المسألة.
ووصف الوزير التركي ما تتعرض له فلسطين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بأنه منقطع النظير.
وقال: “بالطبع نرفض وندين الهجمات التي تستهدف المدنيين الأبرياء وتوقع خسائر في أرواحهم”.
وأشار فيدان إلى وصول طائرة مساعدات تركية الأراضي المصرية، أمس الجمعة، تمهيدا لنقلها إلى غزة إثر المستجدات الأخيرة.
وأكد أن المساعدات التركية إلى قطاع غزة ستتواصل.
وعن عمليات الإجلاء من القطاع، أوضح فيدان أن تركيا نجحت في إجلاء 30 من مواطنيها مزدوجي الجنسية من أصل 300 في غزة.
ولفت وزير الخارجية التركي إلى تعاون بلاده الوثيق مع السلطات المصرية والإسرائيلية في هذا الإطار.
وشدد على أن تركيا ومصر تؤكدان أن إقامة دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة متكاملة الجغرافيا على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعد الحل الوحيد المقبول لحل الدولتين.
وأشار إلى توافق وجهات النظر بين تركيا ومصر حيال المسألة الفلسطينية قائلا إنه “سيتم حلها بإقامة دولة فلسطين”.
وبخصوص عملية السلام في المنطقة، قال فيدان: “السلام الإسرائيلي يجب ألّا يكون مع الدول العربية فحسب بل في الأساس ينبغي أن يكون مع الفلسطينيين”.
وأضاف: “في هذا الموضوع أيضا نشاطر مصر التفكير نفسه، فلا يمكن أن يحل السلام الدائم في المنطقة دون تحقيق السلام مع الفلسطينيين”.
وأشار فيدان إلى أن تركيا تعلق أهمية على دعم مصر التاريخي للقضية الفلسطينية ودورها في تلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في غزة عبر بوابة رفح الحدودية.
وذكر أن تركيا تجري مشاورات وثيقة مع دول تشاركها الرؤى في الملف الإسرائيلي الفلسطيني لمنع تمدد الصراع إلى مناطق أخرى، داعيا إلى استئناف عملية السلام على أساس حل الدولتين.
وأكد فيدان ضرورة إنشاء آلية تحمي بقاء الفلسطينيين وتكون الضامن لسلام عادل ودائم.
وأفاد بأنه بحث مع نظيره المصري سبل إيصال المساعدات الإنسانية الطارئة إلى غزة، وقضايا أخرى كاحتمال إجلاء المواطنين والجرحى وإنشاء مستشفى في المنطقة.
الوزير التركي قال إن بلاده حشدت جهودها لإغاثة غزة عبر مؤسساتها الرسمية ومنظماتها الأهلية، كإدارة الكوارث والطوارئ “آفاد”، والهلال الأحمر، والوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا”.
وأشار فيدان إلى أن تركيا أرسلت (الجمعة) أول طائرة تحمل مساعدات إغاثية إلى غزة بإيعاز من الرئيس رجب طيب أردوغان، مؤكدا استمرار المساعدات الإنسانية التركية إلى غزة.
وعن عملية إدخال المساعدات إلى غزة، أشار فيدان إلى أن إرسال المساعدات، تختلف عن إيصالها إلى مستحقيها في القطاع.
وبيّن أن مصر الدولة المستقبلة للمساعدات الإنسانية من مختلف الدول الموجهة إلى غزة، تجري مباحثات مع السلطات الإسرائيلية وتنسق معها لإدخال تلك المساعدات، “لأنه يجب أن تكون هناك مفاوضات جادة للغاية بشأن الظروف التي سيتم فيها فتح البوابة الحدودية (رفح)”.
وفي إشارة إلى تعرض معبر رفح بين مصر وغزة للقصف الإسرائيلي وتوقفه عن العمل مدة، قال فيدان: “لكننا نعلم أن مصر لعبت دورا تاريخيا حقيقيا خلال حصار غزة الأول والثاني، في توصيل المساعدات الإنسانية، وآمل أننا سننجح في إيصال المساعدات التي أتينا بها إلى الداخل (غزة) بطريقة مناسبة”.
– رقم قياسي بالتبادل التجاري التركي المصري
عن العلاقات التركية المصرية الثنائية، أشار فيدان إلى وصول العلاقات الدبلوماسية إلى المستوى المطلوب بعد تعيين سفيرين بشكل متبادل في البلدين.
وقال: “لقد دخلنا حقبة جديدة نوجه فيها آفاقنا نحو المستقبل ونركز على التعاون، ونواصل عملنا مع السيد الوزير (شكري)”.
وأكد الوزير التركي أن بلاده ستواصل تعزيز تعاونها مع مصر في مجالات التجارة والاقتصاد والطاقة والطيران والسياحة والثقافة والتعليم والاتصالات والدفاع.
و”بلغ حجم التجارة بيننا قرابة 10 مليارات دولار العام الماضي، مسجلا رقمًا قياسيًا تاريخيًا. والآن الهدف هو الوصول إلى 15 مليار دولار خلال 5 سنوات”، أضاف الوزير التركي.
وتبلغ استثمارات الشركات التركية في مصر، بحسب فيدان، نحو 2.5 مليار دولار، وقد تصل إلى 5 مليارات دولار خلال 5 سنوات.
وفي إشارة إلى أن الطاقة تعد أيضا مجالا مهما للتعاون بين تركيا ومصر، قال فيدان: “باعتبارنا دولة تستورد أكبر كمية من الطاقة من مصر، فإننا نريد تنويع تعاوننا”.
وعن البعد السياحي، أشار فيدان إلى استقبال تركيا 277 ألف سائح مصري العام الماضي مسجلا بذلك رقما قياسيا.
وأضاف: “نرى زيادة كبيرة في عدد السياح الأتراك في مصر بعد عمل القاهرة بنظام الحصول على التأشيرة في الحدود للمواطنين الأتراك”.
وأعرب فيدان عن ثقته بتنفيذ مشاريع ملموسة في مجالي التعليم والثقافة مع مصر، وقال: “أود أن أشكر السلطات المصرية كثيرا على ترميم مسجد سليمان باشا الخادم أول مسجد عثماني في القاهرة”.
على الصعيد الإقليمي، أوضح فيدان أنه تبادل وجهات النظر مع نظيره المصري بشأن السودان وسوريا وليبيا ودول في المنطقة.