تواجه تركيا تحدياً صحياً جديداً مع زيادة عدد الأهالي الذين يرفضون تطعيم أطفالهم حديثي الولادة بفيتامين K، وهو ما يعرض حياة الرضع للخطر. وفقًا لتصريحات البروفيسور فخري أوفالي، أخصائي الأطفال حديثي الولادة ورئيس قسم طب الأطفال في مستشفى جوز تيبي سليمان يالتشين في أنطاليا، فإن هذا الرفض يرجع إلى تأثيرات حركة المعارضة للتطعيم وبعض الاعتقادات الخاطئة حول الأضرار المحتملة للتطعيم.
يُعرف فيتامين K بأهميته الحيوية في تفعيل عوامل تخثر الدم لدى الرضع، حيث يُفتقر إليه عند الولادة بسبب قلة نقله عبر المشيمة، وانخفاض مستوياته في حليب الأم. تطبيق هذا الفيتامين بعد الولادة مباشرةً يُعد إجراءً وقائيًا لمنع حدوث نزيف داخلي خطير، خصوصًا في الدماغ والجهاز الهضمي للرضع.
أشار البروفيسور أوفالي إلى أن تطبيق فيتامين K على الرضع فور ولادتهم أدى إلى إنقاذ حياة حوالي 1500 طفل سنويًا في تركيا. لكنه حذر من أن الزيادة في عدد الأهالي الذين يرفضون هذا الإجراء الطبي بدأت تؤدي إلى حدوث حالات نزيف لم تُشهد منذ سنوات.
كما تحدث عن أهمية فحص الكعب للرضع، والذي يكشف عن أمراض التمثيل الغذائي التي قد لا تظهر أعراضها في الأشهر الأولى.
أوضح أوفالي أن رفض هذا الفحص قد يؤدي إلى إهمال تشخيص حالات مرضية خطيرة يمكن معالجتها بسهولة في مراحلها الأولى، مما يتسبب في تأخر كبير في النمو العقلي للطفل.
في نهاية تصريحه، أعرب البروفيسور أوفالي عن قلقه العميق من تزايد الاعتقادات الخاطئة التي تؤدي إلى رفض الأهالي للتطعيمات والفحوصات الضرورية لأطفالهم، مؤكدًا أن هذه الممارسات تشكل خطرًا كبيرًا على صحة وسلامة الأطفال الرضع.