أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، العزم في العام الجديد 2024 على مواصلة إعلاء نجم تركيا عاليا في الوقت الذي تتزايد فيه الأزمات العالمية.
جاء ذلك في كلمة مصورة للرئيس التركي بمناسبة بداية 2024، متمنيا أن يحمل العام الجديد الخير لتركيا وشعبها وللبشرية جمعاء.
وأعرب عن اعتقاده بضرورة “استقبال العام الجديد بالفرح والاستبشار بالمستقبل”، مشيرا إلى أن “2024 دخل حزينا جراء السلبيات التي شهدتها المنطقة والعالم”.
“إلا أنه رغم جميع تلك السلبيات نواصل التمسك بأملنا في مستقبل أجمل وأكثر سلاما وازدهار للبشرية جمعاء”، أضاف أردوغان.
ولتحقيق ذلك على أرض الواقع، شدد الرئيس التركي على ضرورة “قطع ما تسمى بالدول الديمقراطية والليبرالية دعهما عن التنظيمات الإرهابية الدموية”.
وأضاف: “كما يجب علينا أولا أن نرى اتخاذ جميع الدول والمؤسسات موقفا موحدا ضد قتل الأطفال والنساء الأبرياء في غزة. ويتعين علينا أيضا أن نعمل على بذل جهود عادلة ومخلصة لوقف الصراعات التي تسبب آلام للأفراد وتهدر موارد الدول، وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية”.
“وباختصار، لكي نحول الآمال إلى واقع نحتاج إلى ضمان تعاضد جميع الدول والمؤسسات والأفراد في العالم حول قيم ومبادئ مشتركة”، وفق أردوغان.
– ظلم الظالم لن يستمر إلى الأبد
أردوغان أشار إلى أن “تركيا تستحوذ على مكانة مميزة في خريطة العالم، وتمثل مهمة ومفهوما مميزين عن سائر البلدان”.
وأضاف في هذا الإطار: “نحن في تركيا دولة وشعبا، لا نكافح فقط من أجل تحقيق الأمن والرفاهية الخاصة بنا، بل نتمنى نفس المعايير للجميع متحلين بإدراك أنه لا يمكننا إيجاد السلام (لأنفسنا) ما لم يسود مناخ السلام في العالم ومنطقتنا”.
وأكد أن تركيا تسعى إلى جني ثمار جهود إحلال السلام في المنطقة، وتعمل على تحسين علاقاتها مع أصدقائها في كافة المجالات، وتهتم بمشكلات أشقائها.
وشدد دعم تركيا كل جهد يهدف لإعداد مستقبل أفضل للعالم وأكثر عدلا وازدهارا.
ولفت إلى مواصلة تركيا تعزيز جهودها لتحقيق أهداف أكبر في المئوية الثانية لجمهورية تركيا التي أطلقت عليها اسم “قرن تركيا”.
و”قرن تركيا” رؤية أعلنها الرئيس أردوغان أواخر 2022، وتتضمن برامج وأهداف الجمهورية في مئويتها الثانية.
وأضاف: “نؤمن أن ظلم الظالم لن يستمر إلى الأبد. ونعتقد أن نظام الحوكمة العالمية غير العادل وغير المتوازن يلفظ أنفاسه الأخيرة”.
كما أعرب أردوغان عن إيمانه بأن “أصوات المظلومين تحيط بالعالم رويدا رويدا”، وأن هذه الصرخات “سوف تكبر لتصبح الضمير المشترك للإنسانية”.
ولفت إلى أن تصريحات تركيا ومواقفها “التي تنال إعجاب البشرية جمعاء، بما في ذلك مواطنيها وأصدقائها وأشقائها، وتجد جاذبية متزايدة في قلوب الناس”.
وأشار أردوغان أن بلاده تواجه عقبات وتحديات ومشكلات جديدة في طريقها الصعب لتحقيق أهدافها.
وأضاف: “المشكلات التي نشهدها في العديد من المجالات، بدءا من مكافحة الإرهاب وصولا إلى المكائد الاقتصادية، يكمن في صلبها السعي لعرقلة إنشاء تركيا عظيمة وقوية”.
وأكد أن نضال تركيا سيزداد صعوبة مع استمرارها في تسخير إمكانياتها بفاعلية.
وأشار أن “تعزيز قوة تركيا يعني القضاء على الذين يضطهدون الآخرين ويستغلونهم ويستخدمونهم كأدوات من أجل أمنهم وازدهارهم”.
وتابع: “طالما أننا نواصل منح الأمان لأصدقائنا وبث الرعب في نفوس أعدائنا، من خلال نجاحاتنا السياسية والاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية، فإن الضباب أمامنا سينقشع مع مرور الوقت”.
ولفت إلى إهدار تركيا في الماضي طاقات وأوقات وأناسا كثر، مع التنظيمات الإرهابية والانقلابيين وقوى الوصاية، “الذين كانوا مسلطين عليها كأدوات للإمبريالية”.
وأردف: “في وقت تتزايد فيه الأزمات العالمية باطراد، سنعمل مجددا على إحداث الفارق، وإعلاء نجم تركيا التي تنتج وتخلق فرص العمل وتنمو وتطور”.
وأكمل: “أهداف 2023 كانت البداية، انطلاقتنا الحقيقية مع ’قرن تركيا‘ سنبدأها في 2024”.