أردوغان يتحدث عن عملية نوعية للاستخبارات التركية
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، أن بلاده “ربما تُمهل لكنها لا تدع الخيانة والإرهاب من دون حساب”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال فعالية أقيمت بالعاصمة أنقرة بمناسبة الذكرى الـ 97 لتأسيس جهاز الاستخبارات التركي (MİT).
وقال الرئيس أردوغان: “الجمهورية التركية ربما تُمهل لكنها لا تدع الخيانة والإرهاب من دون حساب”.
وأشار أردوغان إلى أن المنطقة التي تقع فيها تركيا “موجودة في قلب المنافسة القائمة بين القوى العالمية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا”.
وقال إن “الغالبية العظمى من الأزمات التي تشغل جدول أعمال الإنسانية تحدث في المحيط المجاور مباشرة لتركيا”.
وأكد أردوغان أن حكومته تسعى جاهدة لضمان نمو البلاد وتحقيق أمن الدولة رغم “حلقة النار” التي تحيط بها من كل جانب.
ولفت إلى أن تركيا أصبحت تعرف بنجاحاتها في المجالات الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية والاستخباراتية خلال هذه الفترة التي يزداد فيها الغموض.
وأضاف: “الجميع يتقبل حقيقة أن تركيا تعزز يوما بعد آخر مكانتها كقوةً مؤثرة وصانعة ألعاب على رقعة الشطرنج العالمية”.
وذكر أن هدف بناء تركيا قوية في طاولات المفاوضات والميادين أصبح يتحول إلى حقيقة بجميع العناصر.
وأوضح أن العديد من البلدان في مختلف قارات العالم، أصبحت تتحدث عن حقيقة وجود تركيا القوية على الطاولة وفي الميدان.
ونفى أردوغان ادعاءات بعض الجهات بشأن حدوث تحول في المحاور لدى تركيا.
وقال في هذا الصدد: “بل على العكس من ذلك، فقد وجدت تركيا محورها الحقيقي بعد بحث طويل، واسمه هو محور تركيا”.
وتابع: “ندافع بشجاعة عن مصالح أمتنا، سواء في المجال الدبلوماسي أو العسكري، باتخاذ الخطوات الصحيحة في الوقت المناسب”.
ولفت إلى أن “جهاز الاستخبارات التركي لا يدع الإرهابيين يلتقطون أنفاسهم بفضل شبكة مصادره الواسعة وقدراته التكنولوجية المتقدمة”.
وتابع أردوغان: “جعلنا ما يسمى الكادر القيادي لتنظيم (بي كي كي) غير قادرين على مغادرة أوكارهم بفضل عملياتنا الاستخبارية النوعية في سوريا والعراق”.
وشدّد الرئيس التركي على أنه “لا مكان إطلاقا للإرهاب والإرهابيين في ’قرن تركيا‘”.
وأشار إلى أن بلاده عازمة على “مواصلة مطاردة خونة تنظيم غولن الإرهابي الذين تسببوا في استشهاد 253 من مواطنينا ليلة انقلاب 15 تموز/ يوليو 2016”.
وقال: “نتلقى يوميًا أخبارًا عن قاتل ووغد تم تحييده على بعد مئات الكيلومترات من حدودنا ونقتص لشهدائنا بالمثل”.
ولفت إلى أن الدولة التركية ستواصل ملاحقة الإرهابيين سواء أكانوا في الداخل أو الخارج.
وأضاف: “لن نمنح حق الحياة لأي تنظيم غير قانوني يستهدف شعبنا، بدءا من داعش ومرورا بغولن وحتى (بي كي كي) و(د هـ ك ب/ ج)”.
وبيّن أنه من “غير المعقول أن يظل مفهوم الأمن التركي على حاله في وقت تزايدت فيه التهديدات غير المتناظرة وتنوعت إلى حد كبير”.
وقال أردوغان: “لن نتسامح أبدًا مع المخططات التي تتم على أساس الطائفة والعرق والمعتقد”.
وأكد أن تركيا تقوم بتجديد وتحديث أولويات أمنها القومي وإعادة تقييم تصنيف التهديدات وفقًا للظروف المتغيرة.
وتابع: “إلى جانب أنشطة الإرهاب والتجسس الأجنبي بدأ جهاز استخباراتنا يرصد تهديدات جديدة مثل الهجرة غير النظامية والتطرف والجريمة المنظّمة وكراهية الإسلام”.
كما أشار إلى أن جهاز الاستخبارات التركي “ردّ بشكل واضح جدا على من يهددوننا عبر تفكيك شبكة التجسس الإسرائيلية في بلادنا”.
وقال أردوغان في تعليقه على إحباط عمليات التجسس لصالح إسرائيل في تركيا: “انتظروا فهذه خطوة أولى وستعرفون تركيا بحق”.
وفي 5 يناير/ كانون الثاني الجاري، أحالت النيابة العامة التركية بمدينة إسطنبول 34 مشتبها إلى القضاء، بعد توقيفهم بتهمة ممارسة أنشطة “تجسس دولية” لصالح جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية “الموساد” ضد مواطنين أجانب يقيمون في تركيا لأسباب إنسانية.
وأردف: “ندرك أن موقف تركيا الصريح والواعي حيال الأزمات الإقليمية وخاصة المجازر في غزة أفسد خطط البعض”.