كشفت الدراسات الطبية الحديثة عن أهمية الانتباه للتغيرات الجلدية، إذ يمكن أن تكون بعض البقع والأورام الجلدية علامة مبكرة على الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، وعلى رأسها سرطان الجلد المعروف بالميلانوما. الخبراء يحثون على عدم التقليل من شأن أي تغيرات جلدية والتوجه فوراً لاستشارة الطبيب عند ملاحظة أي بقع أو نمو غير معتاد.
الميلانوما، وهو أحد أخطر أنواع سرطان الجلد، يمكن أن يظهر على شكل تغير في حجم أو لون وحمة قائمة، أو ظهور وحمة جديدة. لتقييم خطر الإصابة بسرطان الجلد، يُنصح باستخدام قاعدة ABCDE التي تشمل اللاتماثل، الحدود غير المنتظمة، التغير في اللون، القطر الكبير للبقعة، والتطور أو التغير في الشكل والحجم.
وفي تقرير تابعه موقع تركيا الان٬ يشدد الأطباء على أهمية الكشف المبكر لسرطان الجلد، حيث تزداد فرص العلاج والشفاء بشكل كبير عند تشخيصه في مراحله الأولية.
كما ينبهون إلى أن سرطان الجلد يمكن أن يصيب أي شخص، ولكن هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة به، بما في ذلك التعرض المفرط للشمس، نوع البشرة الفاتحة، تاريخ عائلي من الإصابة بالسرطان، وضعف الجهاز المناعي.
الكشف المبكر عن سرطان الجلد مهم لأن فرصة العلاج تكون أعلى عند الكشف المبكر. يمكن استخدام دليل معين مثل قاعدة ABCDE لتحديد ما إذا كانت البقع الجلدية علامة على السرطان:
A – اللاتماثل: إذا كانت النصفين من البقعة غير متماثلين.
B – الحدود: إذا كانت حواف البقعة غير منتظمة أو غامضة.
C – اللون: إذا كان هناك أكثر من لون واحد داخل البقعة أو تغيرات في اللون.
D – القطر: إذا كان قطر البقعة عادةً أكبر من 6 مم (بحجم طرف قلم).
E – التطور: إذا كان هناك أي تغيير في حجم، شكل، أو لون البقعة مع مرور الوقت.
إذا أظهرت بقعة أيًا من هذه الخصائص أو كانت أي تغييرات على البقعة مثيرة للقلق، يجب أن يتم تقييمها من قبل طبيب الأمراض الجلدية أو متخصص صحي.
من يمكن أن يصاب بسرطان الجلد
يمكن أن يصاب أي شخص بسرطان الجلد ولكن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
من بين هذه العوامل:
التعرض المفرط لأشعة الشمس: البقاء تحت الشمس لفترات طويلة، التعرض لحروق الشمس، أو استخدام أسرة التسمير الصناعية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
نوع البشرة: الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد بسبب حساسيتهم لأشعة الشمس.
تاريخ العائلة: الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الجلد قد يكونون أكثر عرضة للإصابة به.
العمر: سرطان الجلد يظهر عادة في الأعمار المتقدمة، ولكن يمكن أن يصاب به الشباب أيضًا.
ضعف الجهاز المناعي: الأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف (مثل الذين خضعوا لزرع أعضاء أو مرضى الإيدز/الإتش آي في) قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد.
التعرض للأشعة السينية أو الإشعاع: الأشخاص الذين تعرضوا لجرعات عالية من الأشعة السينية أو العلاج الإشعاعي في مرحلة الطفولة أو المراهقة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد.
التعرض للمواد الكيميائية: التعرض لبعض المواد الكيميائية (مثل الزرنيخ) يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
عمر الإصابة بسرطان الجلد
يمكن أن يصاب الأشخاص بسرطان الجلد في أي عمر، ولكنه يظهر عادة في الأعمار المتقدمة. خاصة الأشخاص فوق سن الخمسين يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد. ومع ذلك، يمكن أن يصاب الشباب وحتى الأطفال بسرطان الجلد أيضًا.
نوع سرطان الجلد المعروف باسم الميلانوما يمكن أن يظهر أيضًا بين الشباب وحتى في الثلاثينيات من العمر. أنواع أخرى من سرطان الجلد، خاصةً لدى الأشخاص الذين يتعرضون للشمس بشكل مفرط، قد تظهر في أي مجموعة عمرية.
الكشف المبكر عن سرطان الجلد مهم، لذلك ينبغي إجراء فحوصات جلدية منتظمة ومراقبة أي تغيرات في الجلد بعناية. في حالة ملاحظة أي بقعة مشبوهة أو تغيير في الجلد، يُنصح بتقييمها من قبل طبيب الأمراض الجلدية أو متخصص صحي.
علاج سرطان الجلد
يختلف علاج سرطان الجلد حسب نوع السرطان، مدى انتشاره، والحالة الصحية العامة للمريض. الطرق الأساسية لعلاج سرطان الجلد تشمل:
التدخل الجراحي: يتم عادةً إزالة سرطان الجلد جراحيًا. يعني هذا الإجراء إزالة النسيج السرطاني جراحيًا وأخذ هامش من النسيج السليم المحيط به. يمكن أن يختلف نوع التدخل الجراحي حسب نوع السرطان، حجمه، ومدى انتشاره.
العلاج الإشعاعي: يستخدم العلاج الإشعاعي أشعة ذات طاقة عالية لقتل الخلايا السرطانية. يمكن استخدامه في علاج سرطان الجلد حسب حجم وموقع الورم.
العلاج بالتبريد: يشمل العلاج بالتبريد استخدام درجات حرارة منخفضة جدًا لتجميد وقتل النسيج السرطاني. يمكن استخدام هذه الطريقة لعلاج سرطانات الجلد الصغيرة والسطحية.
الأدوية الموضعية: يمكن استخدام الأدوية الموضعية في علاج بعض أنواع سرطان الجلد السطحية عن طريق تطبيقها مباشرة على الجلد. تساعد هذه الأدوية على قتل الخلايا السرطانية أو إيقاف نموها.
العلاجات الموجهة: تتوفر أدوية موجهة لبعض أنواع سرطان الجلد. تعمل هذه الأدوية عن طريق استهداف ومهاجمة مسارات نمو محددة في الخلايا السرطانية. على سبيل المثال، يمكن استخدام العلاجات الموجهة في علاج الميلانوما.