استعادت حركة التجارة بين تركيا والسعودية نسقها التصاعدي في 2023، بعد تباطؤ خلال جائحة كورونا، مدفوعة بزخم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
يقول رئيس مكتب الاستثمار التابع للرئاسة التركية براق داغلي أوغلو، إن صادرات بلاده إلى السعودية حققت نموا لافتا وزادت أكثر من 100 بالمئة خلال العام الماضي.
تصريحات داغلي أوغلو، كانت للأناضول على هامش مشاركته في أعمال المنتدى التركي السعودي للاستثمار والأعمال المنعقد إسطنبول في 16 فبراير/ شباط الجاري، بالتعاون بين مكتب الاستثمار في الرئاسة التركية ومجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية.
داغلي أوغلو أكد أن التبادل التجاري بين البلدين نما 10 بالمئة خلال العام الماضي مقارنة بـ 2022.
وبحسب تصريحات صدرت خلال المنتدى عن جودت يلماز نائب الرئيس التركي، بلغ حجم التجارة بين تركيا والسعودية 6.8 مليارات دولار عام 2023، ورأى أن زيادة الرقم إلى أكثر من 10 مليارات دولار على المدى القصير، هدف واقعي.
وبلغت استثمارات الشركات السعودية في تركيا ملياري دولار، وسط توقعات بإمكانية زيادة الاستثمارات المتبادلة بسهولة، من خلال رفع وتيرة الفعاليات التي تجمع رجال الأعمال في البلدين.
داغلي أوغلو أضاف أن المنتدى حظي بمشاركة رسمية من كلا البلدين، حيث شارك من الجانب التركي وزيرا الخزانة والمالية محمد شيمشك، والثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي، فيما شارك من السعودية وزيرا السياحة أحمد الخطيب، والاستثمار خالد الفالح.
“المنتدى شهد عقد جلسات ناقشت مختلف مشاريع الاستثمار التي تهم البلدين، لا سيما في مجالات البنى التحتية، والبناء، والأمن الغذائي، والطاقة، والتحول الأخضر، والتكنولوجيا”.
ووصف المسؤول التركي المنتدى بأنه “تجسيد للإرادة والرؤية الشاملة التي وضعها قادة البلدين، وانعكاس لتلك الرؤية والإرادة على عالم الأعمال” في كلّ من تركيا والمملكة.
وشهد المنتدى كذلك، إبرام اتفاقيات ومذكرات تعاون في 24 مجالا، جزء منها بين المؤسسات الرسمية للبلدين، فيما الجزء الآخر بين شركات القطاع الخاص.
وعلى صعيد الصادرات التركية إلى المملكة، أفاد رئيس مكتب الاستثمار أنها حققت زيادة بنسبة فاقت 100 بالمئة خلال 2023، مقارنة بالعام الذي قبله.
وزاد: “التجارة دائماً ما تكون بمثابة قاطرة العلاقات، وتتبعها الاستثمارات المتبادلة.. نأمل أن نتلقى قريباً أخباراً إيجابية حول الاستثمارات الضخمة والشاملة والملموسة”.
وبحسب المسؤول التركي، فإن المنتدى التركي السعودي للاستثمار والأعمال شهد أيضاً استماع الوزيرين التركيين لممثلي شركات البلدين ومناقشة سبل التعاون المشترك بينها في مختلف المجالات.
ومن بين مجالات التعاون الجذابة بين البلدين، هي السياحة التي قال داغلي أوغلو إنها كانت إحدى المواضيع الأساسية التي طرحت للنقاش خلال المنتدى.
ويرى رئيس مكتب الاستثمار التركي، أن من أهم العوامل التي تحفّز على التعاون بين تركيا والسعودية في المجال السياحي، هو عدم تعارض توقيت المواسم السياحة لدى البلدين.
ويستشهد على ذلك بالقول إن ذروة موسم السياحة في تركيا تكون في مواسم الصيف، فيما تفتتح المملكة موسمها السياحي عادة مع دخول تركيا مواسم الشتاء.
ولفت إلى تنامي السياحة التركية خلال السنوات الأخيرة، حيث باتت تركيا رابع دولة أكثر استقطاباً للسياح بالعالم.. “ممثلو الشركات الخاصة ناقشوا خلال المنتدى، إمكانية نقل التجربة التركية في السياحة إلى المملكة أيضاً”.
وفي سياق آخر، أعرب داغلي أوغلو عن رغبتهم في رؤية المزيد من الشركات التركية في المشاريع الضخمة التي تشهدها السعودية حالياً ضمن إطار “رؤية 2030”.
كان وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح قال خلال المنتدى إنه قبل عدة سنوات، كانت شركات تركية عاملة في السعودية تراوح بين 20 أو 30، بينما وصل عددها العام الماضي إلى 400 شركة تركية مسجلة في المملكة.
وأشار الفالح إلى أن بلاده ستتخذ خطوات جادة للقيام باستثمارات في إطار رؤية 2030.. “نحن نتحدث عن فرص استثمارية تبلغ نحو 1.8 تريليون دولار مع الشركات العالمية.. وآمل أن تكون الشركات التركية المستفيد الأكبر من هذه المجالات الاستثمارية”.