قال وزير التجارة التركي عمر بولاط، إن علاقات بلاده مع السعودية تنمو “بشكل مذهل”، مؤكدا أن 2025 سيكون “عاما ذهبيا” بالنسبة لعلاقات أنقرة والرياض.
تصريحات الوزير التركي التي خص بها مراسل الأناضول، جاءت على هامش منتدى الأعمال التركي السعودي الذي انطلقت أعماله، الاثنين، في العاصمة السعودية الرياض، بحضور وزيري تجارة البلدين وعدد كبير من رجال الأعمال.
وتستهدف السعودية تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط ضمن رؤية 2030، في محاولة لتجاوز أية تطورات سلبية على أسعار الخام، وبالتالي تأثيرات سلبية على مداخيلها، فيما تعتبر تركيا أفضل الشركاء بفضل اقتصادها المتنوع.
وتطرق بولاط إلى الأهمية التي يولونها للتعاون التجاري والاقتصادي مع السعودية.. “العلاقات الثنائية شهدت “نموا مذهلا خلال العامين الماضيين على وجه الخصوص، بفضل عزم وإرادة قيادة البلدين”.
وشهدت العلاقات التركية السعودية نقلة نوعية منذ أن تولي الرئيس أردوغان منصبه في 28 أغسطس/ آب 2014، وتولي الملك سلمان الحكم في السعودية في 23 يناير/ كانون الثاني 2015.
وفي عام 2015 شهدت العلاقات ثلاث قمم، الأولى بالرياض في مارس/آذار، والثانية على هامش زيارة الملك سلمان لمدينة أنطاليا التركية في نوفمبر/تشرين الثاني، والأخيرة مع زيارة الرئيس أردوغان إلى المملكة في 29 ديسمبر/ كانون الأول من العام ذاته.
** نمو التجارة
وأضاف بولاط أن الصادرات التركية إلى السعودية سجلت العام الفائت نموا بنسبة 150 بالمئة لتسجل 2.62 مليار دولار، فيما حققت نموا بأكثر من 50 بالمئة خلال أول شهرين من العام الحالي.
وعلى صعيد حجم التبادل التجاري أوضح الوزير أنها بلغت 6.8 مليارات دولار بحلول نهاية 2023، مؤكدا على أن أنقرة والرياض تهدفان لرفع هذا الرقم إلى 10 مليارات دولار على المدى المتوسط، وإلى 30 مليار دولار على المدى الطويل مع تنويعها.
وأعرب عن توقعهم في أن يكون 2024 عاما إيجابيا وجيدا بالنسبة للعلاقات التجارية بين تركيا والسعودية، فيما قال إن 2025 سيكون “عاما ذهبيا” لعلاقات البلدين في كافة المجالات.
ونجحت بيئة الأعمال الجاذبة في المملكة باستقطاب 390 شركة تركية للاستثمار في قطاعات عديدة بالسعودية، أهمها الانشاءات والصناعة التحويلية وتجارة الجملة والتجزئة والمطاعم، فيما يبلغ عدد الشركات ذات رأس المال السعودي المستثمرة في تركيا 1140 شركة في قطاعات متنوعة.
** مستويات متقدمة
وفي سياق متصل، أشاد بولاط بالإرادة التي أظهرتها قيادة البلدين في وضع “رؤية عازمة وسليمة” لنقل العلاقات بين أنقرة والرياض إلى مستويات متقدمة جدا، مبينا أن هذا الأمر انعكس بشكل إيجابي على المجالين الاقتصادي والتجاري أيضا بشكل متبادل.
وفي خطوة لمواصلة وتعزيز التعاون الإيجابي بين البلدين، لفت الوزير إلى إطلاقهم تحفيزات لعقد لقاءات وفعاليات مشتركة لشركات ورجال الأعمال من تركيا والمملكة، خاصة تلك الرائدة في قطاعاتها.
وكنتيجة لهذه التحفيزات بدأ ممثلو عالم الأعمال التركي والسعودي وشركات البلدين في عقد ملتقيات مشتركة عبر منصات مختلفة، ومنها منتدى الأعمال التركي السعودي المقام حاليا في الرياض.
بولاط، تطرق كذلك إلى العلاقات التجارية بين تركيا ودول الخليج، مؤكدا أنهم اتخذوا خطوات تهدف لتعزيز التبادل التجاري مع هذه البلدان، وإزالة كافة العراقيل التي تعترض عالم الأعمال في هذا الخصوص.
مضيفا: “عالم الأعمال رفيق دربنا في التجارة، لا سيما قطاعاتنا المتخصصة في الصناعة، والخدمات، والمقاولات والنقل والسياحة والاستثمارات، باتت تنافس على العالمية مؤخرا بفضل جودة خدماتها ومنتجاتها وقوتها التنافسية”.
وفيما يخص فحوى مباحثاتها مع المسؤولين السعوديين خلال زيارته الحالية إلى الرياض، قال بولاط إنه أجرى مباحثات مع نصف أعضاء حكومة المملكة تقريبا.
وأشار إلى الجهود السعودية في إطار رؤية 2030 والتحضيرات في المملكة لاستضافة معرض “إكسبو 2030″، فضلا عن استعدادها لاحتضان بطولة كأس العالم عام 2034.
وقال إن الوزراء والمسؤولين السعوديين أكدوا له خلال لقاءاته معهم على ترحيبهم بالشركات السعودية الراغبة في هذه المشاريع، وأن أبواب المملكة “مفتوحة لهم دوما”، خاصة فيما يتعلق بقطاعات البناء والبنى التحتية والفوقية والطاقة والصناعة والسياحة.