ملابسات إعدام اللورد “هاو هاو هاو”!

تدور أحداث هذه القصة المثيرة حول ويليام جويس، وهو مواطن أمريكي ولد عام 1906 في الولايات المتحدة لأسرة مهاجرة تتكون من أب إيرلندي وأم إنجليزية.

حين بلغ الطفل ويليام من العمر 3 سنوات، عادت أسرته إلى إيرلندا، ثم انتقلت للعيش في العاصمة البريطانية لندن حيث تلقى تعليمه وحصل في النهاية على شهادة جامعية في التاريخ.

جويس تقدم بطلب للحصول على جواز سفر بريطاني لأول مرة في عام 1933، مدعيا أنه بريطاني بالولادة. على الرغم من البيانات المغلوطة التي قدمها، نال الموافقة وحصل على جواز سفر بريطاني مددت صلاحيته لاحقا مرتين.

عمل هذا الرجل بعد تخرجه لفترة موظفا لدى حزب المحافظين، ثم دفعته ميوله المتطرفة والنازية إلى الالتحاق بالاتحاد الفاشي، وبعدها شكل تنظيمه الفاشي الخاص وأطلق عليه اسم الرابطة الاشتراكية الوطنية، لكنه فشل في استقطاب أنصار لتنظيمه.

بسبب أفكاره ونشاطاته المتطرفة، هرب في أغسطس عام 1939 صحبة زوجته وتدعى مارغريت إلى ألمانيا بعد أن حذر من احتمال تعرضه للاعتقال.

في سبتمبر من نفس العام بدأ جويس العمل في الراديو الألماني ضمن برنامج “ألمانيا تتحدث”، وكان يقدم دعاية نازية موجه باللغة الإنجليزية إلى بريطانيا والولايات المتحدة.

خبراء يقولون عن جويس الذي كان حصل على الجنسية الألمانية في عام 1940، إنه كان يتمتع بموهبة في الدعابة والسخرية وأنه كان يحظى ببعض الشعبية بين البريطانيين على الرغم من المحتوى الكاذب وعدم مصداقيته فيما يقدم.

جويس أصبح هدفا للسخرية، وبات يدعى “اللورد هاو هاو هاو”. يقال عنه إنه كان أحيانا يقدم أكاذيب وقحة، ويعلن عن انتصارات نازية زائفة، وفي بعض الأحيان يقدم معلومات تبعث على الضحك مثل إعلانه أن النساء البريطانيات يطالبن بتزويدهن بقبعات من القصدير الرقيق لحماية أنفسهن من شظايا القنابل!

نهاية “اللورد النبّاح”:

بنهاية الحرب العالمية الثانية فر ويليام جويس وزوجته مارغريت إلى بلدة فلنسبورغ بالقرب من الحدود الألمانية الدنماركية.

اختبأ جويس وزوجته في غابة قريبة. ذات يوم صادف جويس جنديين بريطانيين. توقف وألقى التحية عليهما. عرف الجنديان الرجل من صوته. سأله أحدهما: “أنت ويليام جويس، أليس كذلك”؟

كان بحوزة جويس جواز سفر مزور. مد يده إلى جيبه لاستخراجه، إلا أن الجنديين ظنا أنه سيخرج سلاحا، فأطلق أحدهما النار عليه، وتم اعتقاله بعد تعرضه لإصابة خفيفة.

بدأت محاكمة ويليام جويس في 17 سبتمبر 1945 بتهمة خيانة الملك، وحاول محاموه الدفاع عنه بالقول إنه ليس بريطاني بل أمريكي بالمولد، إلا أنهم فشلوا في إنقاذه.

أدين جويس بتهمة الخيانة، ولم ينجح الاستئناف الذي قدمه محاموه في تغيير الحكم. نفذ حكم الإعدام شنقا في جويس بتاريخ 3 يناير عام 1946، وطويت بذلك حياة “اللورد هاو هاو هاو”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.