قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن المسؤولين عن “الوحشية” في قطاع غزة، سيحاسبون عاجلاً أم آجلاً أمام القانون الدولي، تماما كما حدث في سربرنيتسا بالبوسنة والهرسك.
جاء ذلك في رسالة مصورة الخميس بمناسبة الذكرى السنوية 29 للإبادة الجماعية التي ارتكبتها القوات الصربية في مدينة سربرنيتسا إبان حرب البوسنة بالعام 1995.
واستهل أردوغان رسالته بالإشارة إلى أن الإبادة الجماعية في سربرنيتسا تعد “وصمة عار وقمة السواد بتاريخ البشرية”، مقدما التعازي لأسر الشهداء المكلومة والشعب البوسني.
ولفت إلى مقولة أول رئيس بوسني، الراحل علي عزت بيغوفيتش: “افعلوا ما شئتم لكن لا تنسوا الإبادة الجماعية، لأن الإبادة عندما تُنسى سوف تتكرر”.
وأكد أردوغان عدم نسيانه الحكمة والحقيقة المرة الماثلة خلف كلمات بيغوفيتش، وأضاف: “لم ولن ننسى الإبادة الجماعية في سربرنيتسا، من أجل ألا تقع فظائع مماثلة في أي مكان حول العالم”.
وذكر أن تركيا كانت من مقدمي مشروع القرار الذي اعتمدته الأمم المتحدة في 23 مايو/ أيار الماضي، إعلان 11 يوليو/ تموز يوما لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية في سربرنيتسا.
وأعرب عن شكره لكل من ساهم في القرار منذ إعداده وحتى اعتماده، معبرا عن ثقته بوجوب أن يكون مثالا لمنع تكرار وقوع ظلم مماثل للإبادة في سربرنيتسا في أي مكان بالعالم.
واستدرك قائلا: “إلا أن الشعب الفلسطيني يتعرض اليوم في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة إلى وحشية مماثلة لتلك التي شهدتها سربرنيتسا قبل 29 عاما”.
وأضاف أن المؤسسات والمنظمات الدولية “تكتفي بمشاهدة مقتل حوالي 40 ألف إنسان بريء بينهم 16 ألف طفل (في غزة) تماما كما فعلت قبل 29 عاما في سربرنيتسا”.
وقال: “على الجميع أن يعلم، أن المسؤولين عن الوحشية في قطاع غزة، سوف يحاسبون عاجلاً أم آجلاً أمام القانون الدولي تماماً كما حدث في سربرنيتسا”.
وشدد على أن تركيا ستواصل بذل قصارى جهودها لضمان تحقيق العدالة ومحاسبة مرتكبي المجازر.
وأعرب عن أسفه لوجود من ينكرون الإبادة الجماعية بالبوسنة والهرسك ويمجدون مجرمي الحرب رغم قرارات المحكمة الدولية.
وأوضح أن تركيا تتابع بقلق الهجمات والمضايقات التي يتعرض الأشخاص الذين عادوا إلى ديارهم بعد الحرب في البوسنة والهرسك.
ودعا السلطات المحلية للقيام بدورها لضمان شعور كل مواطن بغض النظر عن أصله العرقي، بالأمان في المكان الذي يعيش فيه، وترك خطابات الكراهية، والبحث عن سبل نشر ثقافة التسامح والمساواة.
وأكد أن تركيا ستواصل القيام بدورها لتحويل البوسنة والهرسك إلى واحة للاستقرار والسلام والازدهار، ودعمها غير المشروط دائما لوحدة أراضيها ووحدتها السياسية والسيادية.
وكانت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش، دخلت سربرنيتسا في 11 يوليو 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة.
وارتكب الصرب مجزرة راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، بينهم أطفال ومسنون، بعدما سلمت القوات الهولندية العاملة هناك عشرات الآلاف من البوسنيين إلى القوات الصربية.
ووصفت محكمة العدل الدولية في لاهاي، في قرارها الصادر عام 2007، ما حدث في سربرنيتسا وضواحيها بأنه “إبادة جماعية”، وذلك تماشيا مع أدلة المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة.