“ديدم” التركية.. موسم سياحي استثنائي والسر عند الألمان والبريطانيين

تغمر أجواء من النشاط والحيوية منطقة ديدم الساحرة الواقعة في ولاية أيدين غربي تركيا هذا العام؛ بفضل الإقبال الكثيف من السياح، لا سيما من بريطانيا وألمانيا.

وتُعد ديدم وجهة مثالية لمحبي الاستجمام على شواطئ خلابة ذات رمال ذهبية، بإطلالتها على خليجٍ فيروزي يبعث على الاسترخاء والهدوء.

كما يُعدّ شاطئ “ألتين قوم” (الرمال الذهبية) من أشهر شواطئ المنطقة، حيث يجذب سنويا أعدادا كبيرة من الزوار.

لكن ديدم لا تقتصر على شواطئها الجميلة فحسب، بل تُعدّ أيضا وجهة غنية بالتاريخ والثقافة.

فهُناك معبد أبولو ومدينة ميليتوس الأثرية اللذان يمنحان الزائرين فرصة للتعرف على حضارات عريقة ورائعة.

لذلك، ليس من المستغرب أن تُصبح ديدم وجهة مفضلة للسياح الباحثين عن عطلة تجمع بين الاسترخاء على الشاطئ واستكشاف معالم تاريخية وثقافية مميزة.

إضافة إلى ذلك، تُوجد في ديدم جالية بريطانية كبيرة؛ مما يجعلها وجهة مثالية للعائلات البريطانية التي تبحث عن قضاء عطلة مميزة في بيئة آمنة ومألوفة.

** موسم سياحي استثنائي

في العام الحالي، تشهد ديدم موسما سياحيا استثنائيا يتميز بإقبال كثيف من السياح الأجانب؛ مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في نسبة الإشغال الفندقي.

ولم يأتِ هذا الطلب المتزايد من البريطانيين فحسب، بل من الألمان أيضا.

فقد شهدت فنادق المنطقة، وخاصةً فنادق الخمس نجوم، ازدحاما كبيرا خلال شهر يوليو/ تموز الجاري، ووصلت نسبة الإشغال في بعض الفنادق إلى 100 بالمئة.

ووفقا لتصريحات براق قره قايا، مدير أحد فنادق الخمس نجوم بالمنطقة، لمراسل الأناضول، فإن فندقهم حقق نسبة إشغال وصلت إلى 100 بالمئة في يوليو.

وأشار قره قايا إلى هذا الإشغال المرتفع يعود إلى زيادة الطلب من السياح البريطانيين والألمان على حد سواء.

وأوضح أن 40 بالمئة من نزلاء فندقه خلال الفترة الماضية كانوا من البريطانيين، بينما شكل الألمان 30 بالمئة من نسبة النزلاء.

وأعرب قره قايا عن سعادته بهذا الإقبال الكبير، مشيرا إلى أن جميع النزلاء الذين قضوا إجازاتهم في فندقه غادروه وهم راضون تماما.

وعزا هذا النجاح إلى الخدمات المميزة التي يقدمها الفندق، إضافة إلى الأسعار المناسبة.

وأشار قره قايا إلى أن الحجوزات في فندقه تُشير إلى استمرار هذا الزخم في شهر أغسطس/ آب المقبل، إذ من المتوقع أن تصل نسبة الإشغال إلى 90 بالمئة.

من جانبها، رئيسة بلدية ديدم خديجة كنجآي أعربت كذلك عن سعادتها بالموسم السياحي الاستثنائي الذي تشهده المنطقة.

وفي تصريحات للأناضول، أشارت كنجآي إلى أن عدد السياح الأجانب الذين استقبلتهم المنطقة زاد في هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

وتوقعت أن يتجاوز العدد السنوي للزوار 1.5 مليون بنهاية هذا العام، بعد أن كان يتراوح بين 700-800 ألف سائح في الأعوام الماضية.

** ديدم تسحر زائريها

وأجمع العديد من السياح الذين يقضون إجازاتهم الصيفية في ديدم على شعورهم بالسعادة الغامرة لزيارتهم المنطقة هذا العام، مُعبّرين عن رضاهم التام عن الخدمات والأسعار المُقدمة.

ومن بين هؤلاء السائحة البريطانية جوانا غاردنر، في زيارتها تركيا لأول مرة، ووصفت تجربتها في ديدم بأنها “فاقت كل التوقعات”.

وأوضحت غاردنر أنها كانت تحمل بعض الأحكام المسبقة قبل قدومها إلى تركيا؛ وذلك بسبب الأخبار التي تسمعها في وسائل الإعلام في بلدها، إلا أنها اعترفت بأنها “دهشت تمامًا” من روعة تركيا وكرم ضيافتها.

وقالت غاردنر: “كانت لدي توقعات مختلفة، كنت متحيزة. الناس في بلدي وما قرأته في الصحف شكلوا لدي صورة معينة. عندما جئت إلى هنا، كنت في غاية الدهشة تماما. من المطار إلى الفندق، كان الجميع ودودين جدا والتواصل كان رائعا”.

وأضافت: “رأيت كم هو جميل هذا المكان وكم هي جميلة تركيا. لم أشعر بالغربة أبدا. لم أشعر بالإقصاء أبدا”.

واستطردت: “سأعود مرة أخرى وأزور أماكن كثيرة في تركيا. أود أن أتعرف على ثقافة هذا البلد عن كثب. أوصي أصدقائي وعائلتي بزيارة هذا المكان”.

** وجهةٌ تُغري بالعودة

كما أثنى السيّاح على ديدم كوجهة مفضلة لقضاء العطلات، مُعبرين عن رغبتهم في العودة إليها مرة أخرى.

فقد قال السائح الأسكتلندي فرانك آرني كجيربيك، الذي سبق أن زار تركيا عدة مرات: “أحب هذا المكان لأنني أتيت إلى هنا عدة مرات وأرغب في العودة مرة أخرى”.

وأضاف: “تركيا هي أفضل بلد قضيت فيه عطلاتي الصيفية. سأقضي العطلة القادمة هنا أيضا. عندما ألتقي بالناس خارج الفندق، أرى أن الجميع ودودون جدًا. أحب تركيا وشعبها”.

وتوافقه الرأي السائحة البريطانية كيلي سميث، التي عبرت عن رضاها التام عن الخدمات التي حصلت عليها خلال إقامتها الفندقية، وعن الإجازة التي قضتها في ديدم.

وقالت سميث: “لدي عائلة في الخارج، لكن هذا المكان منحني دفء العائلة وجذبني أكثر وأكثر إلى ديدم”.

وأضافت: “المناخ هنا رائع والطقس كذلك، بخلاف بريطانيا. كما أن الناس في تركيا مضيافون جدا ولطفاء وودودون. أنا سعيدة لوجودي هنا”.

وتُجسد شهادات هؤلاء السياح مشاعر السعادة والرضا التي تغمر زائري ديدم.

فمن خلال شواطئها الخلابة، ومعالمها التاريخية الغنية، وكرم ضيافتها، تُصبح ديدم وجهة سياحية لا تقاوم، وتترك في نفوس زائريها ذكريات جميلة تدفعهم إلى العودة إليها مرة أخرى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.