قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الأحد، إنّ مجلس التنسيق السعودي التركي، الذي تم التوقيع على بروتوكول تأسيسه اليوم، سيكون بمثابة آلية لتحقيق تطلعات البلدين في كافة المجالات.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره التركي هاكان فيدان، بعد لقاء جمعهما الأحد في قصر دولمة بهتشة بإسطنبول.
ووصف وزير الخارجية السعودي المجلس بأنه سيكون بمثابة “آلية مُمأسسة تجمع كل الجهات في المملكة مع نظيراتها في تركيا لتحقيق التطلعات سواء في المجالات السياسية أو الدبلوماسية أو الاقتصادية أو الثقافية عن طريق وضع أجندات واضحة ومتابعة لمبادرات محددة المعايير نستطيع من خلالها وضع خارطة طريق أمامنا إلى المستقبل”.
ولفت إلى أنّ أهم شيء تم إنجازه اليوم في اللقاء مع وزير الخارجية التركي هو التوقيع على بروتوكول مجلس التنسيق السعودي التركي.
وأشار ابن فرحان، إلى أنه بحث مع فيدان، العلاقات الثنائية والتطور المطرد الحاصل فيها والتطورات على الساحة الإقليمية.
وبين أنّ حجم التجارة بين تركيا والسعودية وصل إلى 6.8 مليارات دولار، بنمو 15 بالمئة في آخر عام.
وقال ابن فرحان: “عازمون على استكشاف المزيد من الفرص في التعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين”.
وعبر عن تطلعه “لمزيد من التعاون الاقتصادي” مع تركيا “في ظل ما يتمتع به البلدان الشقيقان من مقومات اقتصادية ورؤية مشتركة”.
وأضاف أنه رابع وزير سعودي يزور تركيا خلال الشهر الجاري.
واعتبر أن ذلك “يدل على الاهتمام الكبير من السعودية وتركيا لتحقيق التعاون”.
وسينعقد مجلس التنسيق السعودي التركي، بحسب ابن فرحان، بالعاصمة الرياض، في وقت لاحق من هذا العام.
وفيما يتعلق بالأوضاع في غزة، أكد وزير الخارجية السعودي على وجود تطابق في الأفكار مع تركيا تجاه الأوضاع في القطاع.
وشدد على أهمية تطبيق فوري لوقف إطلاق النار في غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
واعتبر ابن فرحان، أن زيادة عدد الدول التي تعترف بفلسطين تحيي الأمل من أجل تطبيق حل الدولتين.
وقال: “لذلك سنستمر سويا (مع تركيا) في التنسيق لتحقيق المزيد من الاعترافات والدفع بأهمية الحل السلمي”.
ومؤخرا، أعلنت كل من إسبانيا والنرويج وإيرلندا وسلوفينيا وأرمينيا اعترافها رسميا بدولة فلسطين، في أعقاب الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة بغزة، في خطوة لاقت ترحيبا فلسطينيا وعربيا ودوليا، ليرتفع عدد الدول التي تعترف بفلسطين إلى 149 من أصل 193 دولة بالجمعية العام للأمم المتحدة.
وأكد الوزير السعودي أيضا أن “البلدين يسعيان لإحياء مسار السلام في المنطقة ومواصلة الجهود لوقف آلة القتل والتدمير الإسرائيلية، ومنع التهجير القسري للفلسطينيين وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل غزة، ومنح الشعب الفلسطيني الحق في تقرير مصيره بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ومعترف بها دوليا”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس).
واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، وزير الخارجية السعودي، في قصر دولما باهتشة بإسطنبول، حسب مراسل الأناضول.
وجرى اللقاء بين الجانبين بحضور فيدان، وبعيدا عن عدسات وسائل الإعلام.