وزير الخارجية المصري: مسار إيجابي تشهده العلاقات مع تركيا

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، أن هناك مسارا إيجابيا تشهده علاقات بلاده مع تركيا، مشددا على أن البلدين “يسهمان في استقرار المنطقة”.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة مع نظيره التركي هاكان فيدان الذي وصل الأحد إلى مصر في زيارة تستغرق يومين.

وقال عبد العاطي: “اتفقت مع أخي الوزير هاكان على البدء في التحضير لانعقاد أول دورة لمجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين على مستوى رئيسي البلدين”.

وأضاف: “تحدثت مع صديقي العزيز الوزير هاكان اليوم بشكل مطول حول سبل المزيد من تعزيز التعاون، وأكدنا على ضرورة البناء على المسار الإيجابي الذي تشهده العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية في الآونة الأخيرة”.

وزارد: “تعد مصر الآن الشريك التجاري الأول لتركيا في القارة الإفريقية، حيث تعتبر تركيا واحدة من أهم مقاصد الصادرات المصرية للخارج”.

وأوضح أن الوزير التركي “التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في لقاء بناء للغاية، وتم تناول المسار الثنائي وعددا من الملفات الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك”.

وفي وقت سابق الاثنين، قالت الرئاسة المصرية في بيان إن السيسي التقى فيدان وبحثا مجمل العلاقات بين البلدين، وتوافقا على “خطورة المشهد الإقليمي وإدانة التصعيد الإسرائيلي”.

وأكد عبد العاطي في المؤتمر الصحفي أن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين المصريين والأتراك تهدف “لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين بما يحقق مصالح شعبيهما، كما تسهم هذه اللقاءات في تحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي بواقع ما يمثله البلدان من ثقل وحضور ظاهر في محيطهما”.

وأشار إلى توافقه مع وزير الخارجية التركي على “تكثيف العمل معا خلال الفترة القصيرة المقبلة للوصول بالتبادل التجاري بين مصر وتركيا إلى 15 مليار دولار”.

وقال عبد العاطي: “ناقشت مع نظيري التركي هاكان فيدان الأزمة في قطاع غزة (الحرب الإسرائيلية على القطاع)، والأوضاع في ليبيا والسودان واليمن والبحر الأحمر”.

وبشأن ليبيا، أكد الوزير المصري “أهمية صون وحدة ليبيا، والتطلع لعقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أسرع وقت ممكن وبشكل متزامن”.

وحاليا توجد في ليبيا حكومتان، إحداهما معترف بها من الأمم المتحدة، وهي حكومة الدبيبة، ومقرها العاصمة طرابلس وتدير منها غرب البلاد بالكامل، أما الثانية فهي حكومة أسامة حماد، وكلفها مجلس النواب، ومقرها بمدينة بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدن في الجنوب، ما عمَّق أزمة سياسية يأمل الليبيون حلها عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وأعرب الوزير المصري عن ترحيب مصر بالتصريحات التركية بالاستعداد للعمل على حل الخلافات مع دمشق.

وأضاف: “أكدنا أهمية إنهاء الحرب في السودان بما يضمن وحدته ويرفع المعاناة عن الشعب السوداني”.

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وفيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة، أشار الوزير المصري إلى أن “رسالتنا إلى العالم هي العمل على وقف الحرب في قطاع غزة، ووصول المساعدات دون شروط أو عقبات”.

وتابع قائلا: “ناقشنا ضرورة خفض حدة الصراع في المنطقة الناتجة عن الاغتيالات السياسية”، في إشارة إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران فجر الأربعاء.

كما أطلع عبد العاطي وزير الخارجية التركي على مستجدات المساعي المصرية الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مشددا على رفض مصر الكامل لسياسة الاغتـيالات الإسرائيلية وتأجيج الصراع بالمنطقة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.