“صاري كجيلي”.. عشيرة تركية تتمسك بالترحال أسلوب حياة

لا تزال عشيرة “صاري كجيلي”، إحدى عشائر تركمان “اليوروك”، تحافظ على أسلوب حياة البدو الرحل، حيث تستقر صيفا بمنطقة “ألاداغ” بولاية قونيا وسط تركيا، وتعيش فترة الشتاء بولاية مرسين جنوبي البلاد، بحثا عن المرعى والجو المعتدل.

ويعتبر الترحال خلال فصلي الشتاء والصيف، أسلوب حياة العشائر المتنقلة التي تمتهن الرعي، بحثا عن المراعي والجو المناسبين للمواشي التي تشكل مصدر رزقها الأساسي.

 

يمثل الترحال لعشيرة “صاري كجيلي” دورة حياة تستمر في سهول وسط منطقة الأناضول صيفا، وبالمناطق الأكثر دفئا نسبيا شتاء، حيث تقطع مئات الكيلومترات في كل موسم هجرة بين المصيف والمشتى.

وتسعى عائلة “أوجار” المكونة من خمسة أفراد، طفل و4 بالغين، للحفاظ على تقاليد “اليوروك” التي تمتد لمئات السنين، حيث لا تزال تعيش في خيام مصنوعة من شعر الماعز، ومعزولة كليا عن التكنولوجيا.

** رحلتا الشتاء والصيف
ومع ارتفاع درجات الحرارة كل عام، تنتقل العائلة من منطقة بوزيازي في مرسين مع الماعز والخيول والجمال والكلاب، باتجاه منطقة ألاداغ التي تصلها بعد عشرين يوما، حيث تنصب خيامها وتمارس أنشطتها الاعتيادية.

علي أوجار (66 عاما) المعروف بلقب “قوش علي”، قال لمراسل الأناضول إن العائلة تحافظ على حياة التنقل والترحال التي ورثوها عن أجدادهم ويسعون للحفاظ عليها قدر الإمكان.

وأضاف: “هذه مهنة وأسلوب حياة ورثناها عن أجدادنا. نأتي من قلب حياة التنقل والترحال ونسعى للحفاظ على هذا النمط من الحياة”.

وتابع: “أتوجه بالشكر لكل من يخوض غمار هذه الحياة ويسعى من أجل المحافظة على ثقافة اليوروك”.

 

** حياة الجبال
من جهتها، قالت خديجة أوجار (65 عاما)، إن زوجها علي “لا يطاوعه قلبه لبيع الجِمال، لأن الحيوانات تحولت إلى رفيقة درب ومصدر عون” لهم في رحلاتهم.

وأضافت للأناضول: “ولدنا وكبرنا في ظل هذه التقاليد وحياة التنقل والترحال. الشباب الآن يعتبرون أسلوب الحياة هذا صعبا، لكنه ليس هكذا بالنسبة لنا. نقوم بأعمالنا اليومية في الجبال مكملين مسيرة الأجداد”.

بدورها، تسعى فاطمة، ابنة العائلة البالغة من العمر 27 عاما، إلى الحفاظ على هذه التقاليد وأسلوب الحياة مع زوجها وطفلهما.

وقالت فاطمة للأناضول، إن عائلتها تقضي فترة الشتاء في منطقة بوزيازي بولاية مرسين، حيث تقضي 8 أشهر من العام في مرتفعات طوروس.

وأضافت: “نقيم في بوزيازي خلال فترة ولادة الجديان، وعندما تبدأ بالمشي، نقوم برحلة تستغرق 20 يوما لنصل إلى هنا (قونيا). نصنع هنا الجبن والزبدة واللبن، وعندما يأتي الخريف، نعود إلى مرسين”.

 

** تحديات ممتعة
وقالت فاطمة إن حياتها أصبحت أجمل بعد ولادة ابنها “علي” البالغ من العمر 3 سنوات.

وأضافت: “يمر يومي في رعاية الماعز. أستيقظ في الخامسة صباحا، أعد الإفطار والشاي، ثم أخرج مع الماعز حتى المساء”.

وزادت: “عندما أعود، نأكل ونجلس إذا كان لدينا زوار، أو ننام على الفور بسبب التعب. علي يملأ بيتنا بالسعادة، ورغم الصعوبات لا نزال نحب حياة الترحال”.

وأشارت فاطمة إلى أن هجمات الذئاب تشكل تحديا لهم، لكنها تستمتع بكال التفاصيل الموجودة في حياة اليوروك.

 

وقالت: “أحيانا نفتقد الكهرباء، وأتمنى لو كان لدينا غسالة، فنحن نغسل الملابس يدويا، وهذا الجزء الأصعب”.

وأوضحت فاطمة أنهم يستمتعون في الجبال بالهواء النقي والطبيعة، في حياة “ليست صعبة” لها لأنها نشأت فيها منذ الصغر.

وتابعت: “نتطلع للتعريف بأسلوب حياتنا وثقافتنا ومنزلنا الذي هو عبارة عن خيمة واحدة مصنوعة من شعر الماعز، والتي تعد أغلى ما نملك”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.