تركيا الآن

عندما رفضت تركيا مطالب بايدن.. لحظات مفصلية قبل الانقلاب العسكري

في ظل توترات سياسية داخلية وخارجية، وقبل أشهر قليلة من أكبر انقلاب عسكري في تاريخ تركيا عام 1980، شهدت أنقرة زيارة تاريخية لسيناتور أمريكي كان يحمل مطالب عسكرية حاسمة. الضيف لم يكن سوى جو بايدن، السيناتور آنذاك والرئيس الحالي للولايات المتحدة، الذي وصل إلى تركيا في محاولة للحصول على موافقة أنقرة على مطالب واشنطن المتعلقة بحلف الناتو وطائرات التجسس الأمريكية. ومع رفض الحكومة التركية لتلك المطالب، تتابعت الأحداث سريعاً ليحدث الانقلاب العسكري الذي غيّر مسار البلاد، وسط تساؤلات عن الدور الذي لعبته واشنطن في تلك المرحلة الحاسمة.

قبل أشهر من الانقلاب العسكري الأبرز في تركيا عام 1980، حلّ على العاصمة أنقرة ضيف أمريكي حاملاً معه مطالب عسكرية من واشنطن لأنقرة التي رفضت تلك المطالب، لتشهد في أيلول/ سبتمبر أحد أكبر الانقلابات في تاريخها.

الضيف الأمريكي كان السيناتور آنذاك والرئيس الحالي جو بايدن، حيث جاء إلى تركيا للمرة الثانية خلال شهرين، مطالباً إياها باسم مجلس الشيوخ السماح لطائرات تجسس أمريكية بالإقلاع من قاعدة إنجرليك (أضنة) للتحليق في أجواء الاتحاد السوفييتي وإيران، والتراجع عن استخدام حق النقض (فيتو) داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) أمام عودة اليونان إلى الحلف الذي غادرته احتجاجاً على عملية السلام التركية في قبرص عام 1974.

وفي مشهد نادر، وحّدت المطالب العسكرية الأمريكية الحكومة التي كان يترأسها سليمان ديميريل، والمعارضة بزعامة رئيس حزب “CHP” آنذاك بولنت أجاويد، حيث كانا يرفضان تلبية مطالب واشنطن بدون مقابل ملموس يضاهي حجم المطالب، وحرصاً منهم على عدم إفساد علاقات أنقرة وموسكو.

المثير في زيارتي بايدن إلى أنقرة، أنه لم يكتفِ بلقاء رئيس الوزراء “ديميريل” وزعيم المعارضة “أجاويد” فقط، بل التقى أيضاً رئيس أركان الجيش آنذاك كنعان أورين وقادة قوات الجيش، في مشهد مخالف للأعراف الدبلوماسية، نظراً لكون بايدن حينها فقط سيناتور سياسي لا عسكري.

بايدن ومن قبله نائب وزير الخارجية الأمريكي آنذاك وارن كريستوفر، عادوا إلى واشنطن صفر اليدين دون النجاح في إقناع الحكومة التركية بقبول المطالب العسكرية التي تحققت جميعها دون استثناء فجأة بعد أشهر قليلة من تلك الزيارات لأنقرة.

لكن حين تحققت المطالب العسكرية الأمريكية هذه، كان “ديميريل” و”أجاويد” يخضعان للإقامة الجبرية في إحدى الثكنات العسكرية الأمريكية السابقة بولاية جنق قلعة، فيما كان “أورين” وقادة الجيش الآخرين قد استولوا على السلطة بانقلاب عسكري أسقط الحكومة وألغى الدستور وأعلن الأحكام العرفية، في نقطة تحول كبيرة بتاريخ تركيا.

هذه الزيارات لـ “بايدن” والمسؤولين الأمريكيين الآخرين إلى تركيا، ولقائهم بقادة الجيش الذين كانوا هم أنفسهم قادة انقلاب 1980 العسكري، طرحت تساؤلات حول دور واشنطن في الانقلاب الذي تشهد تركيا حتى الآن تداعياتها في مجالات عدة أبرزها الدستور والحياة السياسية.

المصدر: وسائل اعلام تركية

أحدث الأخبار

تاريخي ومفاجئ.. غرام الذهب يسجل قمة جديدة ثم يتراجع بقوة

حقق مستثمرو الذهب مكاسب قياسية خلال الأسابيع الأولى من العام مع الارتفاعات الكبيرة في الأسعار.…

23/01/2025

الليرة التركية تسجل انخفاضًا جديدًا: ارتفاع أسعار الدولار واليورو صباح 23 يناير

شهدت أسعار العملات الأجنبية صباح يوم 23 يناير 2025 تحركات صاعدة، حيث سجل الدولار الأمريكي…

23/01/2025

قرار مفاجئ.. هل يغير ترامب موازين القوى في أوروبا؟

  أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن خطط لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا بنسبة…

22/01/2025

تحذير ناري من دمشق: “باب الحوار مفتوح.. والقوة جاهزة”

وزير الدفاع في الحكومة الجديدة في سوريا، مرهف أبو قصرة، يحذر تنظيم PKK/YPG: "باب المفاوضات…

22/01/2025

الأرصاد الجوية التركية: تحذر من أمطار غزيرة وثلوج في عدة مناطق

صدر أحدث تقرير لتوقعات الطقس من المديرية العامة للأرصاد الجوية التركية، والذي أشار إلى أن…

22/01/2025

ما فصة الكتاب الأحمر الذي اجتمع من اجله مجلس الأمن القومي التركي؟

ترأس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول اجتماع لمجلس الأمن القومي (MGK) لهذا العام. بعد…

22/01/2025