شهدت إسطنبول الأسبوع الماضي جريمة بشعة هزت المدينة، حيث أقدم سميح تشيليك (19 عامًا) على قتل إقبال أوزونر وعائشة نور خليل بطريقة وحشية. قام تشيليك بقطع رأس حبيبته السابقة عائشة نور خليل، ثم قام بتقطيع جثة إقبال أوزونر، التي كان مهووسًا بها لمدة خمس سنوات. وبعد ارتكابه لهذه الجرائم، انتحر تشيليك بالقفز من الأسوار. التحقيقات لا تزال جارية لكشف ملابسات الجريمة.
محادثات مع “incel” تزيد الغموض
خلال فحص هاتف القاتل، اكتشفت السلطات أن تشيليك كان يتواصل مع أفراد ينتمون إلى مجموعة تُعرف باسم “incel” عبر تطبيق مراسلة. وتبين أن هذه المجموعة تتبنى أفكارًا معادية للنساء، وتتسم بالعنف.
“incel” هو اختصار لعبارة “Involuntary Celibacy”، أي “العزوبية القسرية”، ويشير إلى أفراد يعتقدون أنهم غير قادرين على إقامة علاقات عاطفية بسبب مظهرهم أو فقرهم. هذا الإحباط يتحول إلى كراهية تجاه النساء والمجتمع، وفي بعض الحالات يصل إلى ارتكاب جرائم عنيفة.
من هم أفراد تيار “incel”؟
أفراد هذا التيار يشعرون بأن النساء لا تهتم بهم لأنهم لا يمتلكون صفات معينة مثل الجاذبية الجسدية أو الثروة أو المكانة الاجتماعية. وتطور هذا الشعور إلى كراهية تجاه النساء والرجال الناجحين الذين يعتقدون أنهم السبب في وضعهم الحالي. بحسب نظرية “الهيبرغامي”، يؤمن “incel” بأن النساء لا تقيم علاقات إلا مع الرجال “الوسيمين”، “الأثرياء”، أو “أصحاب المكانة”.
نشأة تيار “incel”
ظهر هذا التيار لأول مرة على الإنترنت في عام 1994 كمجموعة دعم أسستها امرأة تُدعى ألانا للأشخاص الذين يعانون من العزوبية القسرية. مع مرور الوقت، انحرف التيار ليصبح موجهًا للرجال فقط، وانتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإكس ومنتديات الإنترنت. بحلول عام 2000، تطور هذا التيار ليصبح أكثر عنفًا وكراهية.
تحقيقات مستمرة
في اليوم التالي لارتكاب سميح تشيليك لجريمتيه، ظهرت منشورات داعمة لجريمته على مجموعة في تطبيق المراسلة المرتبط بـ”incel”. وبدأت الشرطة على إثر ذلك في مراقبة واسعة النطاق للإنترنت والحسابات التي تنشر محتويات تحريضية تدعو للكراهية أو العنف، خاصة تلك المرتبطة بتيار “incel”.