هاكان فيدان: ينبغي عدم الاستهانة أبدا بمساعي إسرائيل لنشر الحرب بالمنطقة

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إنه ينبغي عدم الاستهانة أبدا بمساعي إسرائيل لنشر الحرب في المنطقة بأسرها.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي في إسطنبول، السبت.

وأشار فيدان إلى أنه يتعين على إسرائيل أن تضع حدا لتصرفاتها وتصريحاتها التي تنتهك القانون الدولي بشكل واضح.

وأضاف: “أريد تكرار التحذير الذي أطلقناه منذ بداية الأزمة، لا ينبغي أبدا الاستهانة بخطر انتشار الحرب إلى المنطقة بأكملها”.

وتابع: “إننا نعيش توترا قد يكون له تداعيات خطيرة على المستوى العالمي، ويجب على دول المنطقة والجهات الفاعلة أن تتجنب اتخاذ خطوة لا رجعة فيها”.

وأكد على أن تركيا لا تريد حربا في المنطقة، وترى أنه ينبغي اتخاذ إجراءات منطقية وهادئة.

وشدد فيدان على ضرورة إعلان وقف إطلاق النار في غزة على الفور لخفض التوتر الحالي.

كما أشار إلى أنه يجب على إسرائيل إنهاء هجماتها ضد لبنان، والتخلي عن جميع أنواع المواقف العدوانية والاستفزازات.

وقال فيدان إن شمال غزة لم يتلق أي مساعدات منذ 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ما جعل أوضاع الأهالي هناك أكثر سوءًا.

وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء اجتياح شمال القطاع، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

– اللقاء مع وفد حماس

وتطرق فيدان إلى لقائه بوفد حركة حماس الجمعة قائلا: “بحثنا مع وفد حماس سبل إيصال مزيد من المساعدات الإنسانية لأشقائنا بغزة، وتشكيل استنفار دولي بهذا الصدد”.

وأفاد أن تركيا قامت بزيادة أنشطة المساعدات الإنسانية منذ بداية الإبادة الجماعية في غزة، حيث تجاوز إجمالي المساعدات التي أرسلتها إلى القطاع 84 ألف طن.

ولفت إلى أن إسرائيل تنفذ إبادة جماعية مستمرة في قطاع غزة، وأن ملايين الأشخاص عالقون حاليًا في منطقة صغيرة في غزة في ظروف صعبة للغاية.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 142 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وأشار فيدان إلى أن مليوني شخص في غزة يكافحون من أجل البقاء دون طعام أو ماء أو دواء أو مكان يأويهم.

وأوضح أنه قبل الإبادة الإسرائيلية كان هناك حوالي 500 شاحنة تحمل الإمدادات الغذائية والإنسانية إلى غزة، في حين أن كمية المساعدات التي يمكن أن تصل إلى غزة الآن هي 30 شاحنة يوميا.

وذكر أنه ناقش أيضا مع وفد حماس موقف الحركة من وقف إطلاق النار بعد التطورات الأخيرة في المنطقة.

– وحدة الصف الفلسطيني

وأضاف أنه ناقش مع الوفد أيضا مسألة الوحدة بين الفلسطينيين، واطلع على كيفية سير عملية المصالحة الداخلية والوحدة الوطنية.

وأردف: “آخر مرة التقت فيها الفصائل كانت في القاهرة. وأود أن أشكر زملاءنا المصريين لدعمهم مع تركيا عملية المصالحة الداخلية للفلسطينيين”.

وأكد على أهمية المضي قدما في عملية المصالحة الداخلية من حيث وحدة صف الفلسطينيين وتمثيلهم لمواقفهم بشكل أفضل.

وقال بهذا الصدد: “كلما كانت عملية المصالحة الداخلية أفضل، تمكن الفلسطينيون بشكل أفضل من ضمان وحدتهم وتضامنهم واستقرارهم وتمثيل مواقفهم، وزادت صعوبة تعرضهم للاحتلال والتهجير والمعاملة اللاإنسانية”.

وأضاف: “لهذا السبب فإننا نرى المصالحة الداخلية الفلسطينية مهمة واستراتيجية للغاية”.

– نتنياهو يفتح جبهات جديدة

وشدد فيدان على أن إسرائيل، التي تواصل ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة، تواصل أيضا سفك الدماء في لبنان.

وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفتح باستمرار جبهات جديدة في المنطقة، كما يحاول جر إيران إلى هذه الحرب، ويهدد بضرب المنشآت النفطية والنووية الإيرانية، ما يجبر طهران على اتخاذ خطوات للدفاع عن النفس.

ولفت إلى أن تركيا وإيران سيواصلان جهودهما لتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات، وخاصة زيادة التعاون في القضايا الإقليمية، وأن التطورات الأخيرة زادت من أهمية هذا التعاون.

وأفاد أن المنطقة تمر بمرحلة غير عادية وأن هناك خطر انتشار الحرب على نطاق واسع.

– العلاقات مع إيران والتعاون الاقليمي

الوزير فيدان هنأ عراقجي بمنصبه الجديد، حيث يزور تركيا لأول مرة بعد تسلمه حقيبة الخارجية.

وأشار إلى احتضان إسطنبول أمس الجمعة الاجتماع الثالث لمنصة التعاون الإقليمي لجنوب القوقاز بمشاركة وزراء خارجية إيران وأذربيجان وأرمينيا وروسيا، وذكر أنه تم عقد لقاء مثمر للغاية فيما يتعلق مستقبل المنطقة.

ورحب فيدان بالرسائل الإيجابية للحكومة الإيرانية المشكلة حديثا بخصوص التعاون الثنائي والإقليمي، وأكد أن تركيا تشاطر إيران الرؤية التي تعطي الأولوية للعلاقات مع دول الجوار.

وشدد على ضرورة حل المشاكل العالقة من خلال نهج خلاق وبناء، وضرورة اتخاذ خطوات حازمة وقوية بشكل مشترك في الحرب ضد الإرهاب.

وصرح فيدان أن تركيا وإيران عانتا من أضرار كبيرة بسبب الإرهاب لسنوات طويلة، وأكد أن تنظيم “بي كي كي” الإرهابي وامتداداته هو العدو المشترك لكلا البلدين.

ولفت إلى توافق في وجهات النظر بين تركيا وإيران بهذا الخصوص، لكن يجب تحويل هذا الموقف المشترك إلى نضال مشترك، ومحاربة الإرهاب معا وفقا لقواعد حسن الجوار والأخوة.

وفي سياق آخر، ذكر فيدان أن تركيا لا تعارض استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية ومدنية، وأنه يمكن إيجاد حل للملف النووي الإيراني من خلال الحوار والمفاوضات.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.